26-يونيو-2022
الحفل الجزائري في حفل افتتاح الألعاب المتوسطية (تصوير: حمزة زايت/الأناضول)

الحفل الجزائري في حفل افتتاح الألعاب المتوسطية (تصوير: حمزة زايت/الأناضول)

شيء من الفرحة والبهجة، هكذا جمعت وهران شمل الجزائريين بعروض موسيقية وكوريغرافية وصور تأثيرية بحضور وفود دولية، خلال حفل افتتاح ألعاب البحر الأبيض المتوسط، الذي كشف  عن عن حاجة الجزائريين لفرح جماعي أبانت عنه الأهازيج والزغاريد والتشجيعات بمدرجات ملعب ميلود هدفي بمدينة الباهية.

فرحة الجزائريين عادت بعد عقدين من الزمن مرت على مهرجان الشباب الدولي سنة 2001، وانفتحت وهران على العالم بعد صفحة الانغلاق التي فرضتها ظروف كثيرة في البلاد

فرحة الجزائريين عادت بعد عقدين من الزمن مرت على مهرجان الشباب الدولي سنة 2001، وانفتحت البلاد على العالم مجددًا بعد صفحة الانغلاق التي فرضتها الكثير من الظروف، فمن مدينة "سيدي الهواري" وعاصمة الراي بالغرب الجزائري، انطلقت الفعاليات بعد الافتتاح الرسمي لألعاب البحر المتوسط، وكلّ الحناجر تقول:" تحيا الجزائر".

 

 

Posted by Mohamed Riad Bouzina on Saturday, June 25, 2022

الرياضة والسياسة 

بعيدًا عن التظاهرة الرياضة والمنافسة الدولية في طبعتها الـ19، إلا أن ملامح مدى تعطّش الجزائريين للفرح الجماعي كانت بادية على مختلف التحضيرات التي سبقت حفل الافتتاح، إذ تمكنت السلطات من انتهاز هذه الفرصة لخلق جوّ " أخوي وعابر للقارات" على حدّ تعبير أستاذ الرياضيات كريم بلجودي لـ" الترا جزائر"، معبرا عن أن الجزائر بالأمس القريب كانت تريد لملمة الجزائريين على مبادرة سياسية توحدهم، لكن الرياضة أبرزت مدى قدرتها على إزالة الحواجز وإذابة الجليد الصلب وفتح أبواب ونوافذ كانت مغلقة وصناعة البهجة والسعادة على الوجوه".

مثل الآلاف ممن اقتنوا تذاكرهم إلكترونيًا، لفت بلجودي في حديثه لـ" الترا جزائر" أنه اقتنى تذاكر برفقة عائلته وسافر من مدينة سطيف إلى وهران لحضور الحفلة واكتشاف شيء خارج روتين الحياة اليومية ومتطلباتها .

غصّت شوارع وهران لمتابعة الحفلة عبر شاشات ضخمة، مثلها مثل عديد المدن الجزائرية التي ضمنت فيها السلطات المحلية للمواطنين الفرجة المتميزة على حفل الافتتاح في فضاءات مفتوحة عبر الشاشات عملاقة، وهي نقطة إيجابية تُحسب للمنظّمين والمشرفين على التظاهرة ونقلها من منطقة لأخرى، في خطوة لإعادة العائلات إلى الملاعب والمنشآت الرياضية لمتابعة مختلف فعالياتها المقبلة، وتشجيع المشاركين في المنافسة الدولية.

فنان الجميع

تفاعل الجمهور مع أغنية مطرب الشباب الراحل حسني إذ اهتز الجمهور لإيقاعاته وكلماته وهو الذي رافق لسنوات طويلة الشّباب الجزائري الباحث عن السلام والأمن والعمل وأرجع لهم شيء من الأمل، هذا التّجاوب سواء داخل الملعب من الجماهير أو من وراء الشاشات بالنسبة لمن لم يسعفهم الحظّ في حضور الافتتاح يبرز أن الفنّ يدغدغ القلوب ويسعدها لا يموت، بل كما قال محمد ساعد محمد نصر الدين في تدوينته الفيسبوكية، أوصل الأغنية "الرايوية والجزائر إلى العالمية".

 

اكثر حاجة فرحتني و هزت قلبي ، صوت حسني يوصل للعالم صوت الحب في بلادي ❤️

Posted by ‎بن ساعد محمد نصرالدين‎ on Saturday, June 25, 2022

أتاحت الاحتفالية تجسيد لوحات مختلفة من الجهور في المدرجات القادم من مختلف الولايات الجزائرية، وأبرزت الصور المرافقة أبناء الجزائر من أسماء عالية في السماء، من الأمير عبد القادر إلى الشيخ بن باديس إلى شهداء الثورة التحريرية وعلماء وفنانين وممثلين.

كما حضرت الشّراكة الثقافية والعلمية بين عديد البلدان المتوسطية، فأظهرت صور تجمع عالم الرياضيات الإيطالي ليوناردو فيبوناسي، الذي تابع دراسته منذ صغره في مدينة بجاية، شرق الجزائر لما كانت صرحًا علميًا تدرس فيها العلوم باللغة العربية، وهو أول من أدخل الأرقام العربية الى أوروبا في القرن 13، وعلى يساره الروائي الإسباني العالمي ميغال سرفانتس،صاحب رائعته رواية دون كيشوت والذي كان أسيرًا في الجزائر.

تنوّع لافِت ومبهِر

أبرز هذا الحفل التنوع الثقافي من كلّ ربوع مناطق الجزائر، ممثلًا في الألبسة التقليدية الجزائرية التي برزت لدى الوفود الجزائرية، إذ رافق ثلاثة أطفال كلّ وفد مشارك، وتمكّنت التظاهرة في بداياتها الرسمية من "رسم معالم التنوع داخل الكيان الواحد"، إذ رأت أمينة الطاهر بوعامر أن: "أحسن شيء حفل في الافتتاح، حضور اللباس التقليدي الجزائري، خلال السهرة، إذ شاهد كل العالم تقاليدنا من بوابة اللّباس".

كما قرّبت عاصمة غرب البلاد؛ الجزائر من كلّ العالم، بعد غيابها لعقود من الزمن، واستطاعت أن تظهر أنها بلد الفرحة والأمل والقدرة على الإبداع والفن والتنوع الثقافي.

 

احسن شيء حفل في الافتتاح، تواجد اللباس التقليدي الجزائري ، خلال سهرة كل العالم شاهد تقاليدنا في اللباس ، شيء حقا جميل انا عن نفسي اعجبني دخلوهم بلباس تقليدي ، كان رائع في هذا الافتتاح

Posted by ‎أمينة الطاهر بوعامر‎ on Saturday, June 25, 2022

وثمّن البعض الإخراج التقني للحفلة، إذ قال الإعلامي محمد رابح أن "حفل افتتاح ألعاب وهران الذي شاركت في إخراجه أيادٍ جزائرية وبمشاركة أجانب كان متاحًا للجميع مشاهدته على القنوات الدولية لتبرز مشاهد عروس المتوسط والجزائر كدولة منفتحة على الآخرين، وتكاد تمحي صورة دخول الوفود المشاركة ملعب وهران صورة الجزائر المنغلقة".

فرحة مجنونة

فرحة الكثيرين بالافتتاح واضحة وهو ما ترجمته الإعلامية الجزائرية المقيمة في دبي نوال مسّيخ بقولها: "من سيسكتنا اليوم؟" في إشارة منها إلى انبهارها بما قدمته اللوحات الفنية الرائعة خلال الحفل الافتتاحي، وعلقت عليه: " الفرحة مجنونة، إذ عاودت مشاهدة حفل الافتتاح مرتين وثلاثة، اتركوني أعبر... راني فرحانة ( أنا سعيدة) ".

هي بلد التنوع  حسب نظرة عمر بودي الذي بدوره ركز على الجميل والجمال في هذه التظاهرة قائلًا: "حفل افتتاح ضخم و تنظيم رائع بكل المقاييس مع إبراز الثقافات التي تتمتع بها وهران بصفة خاصة و الجزائر بصفة عامة .. الجزائر تبرهن مرة أخرى أنها بلد المعجزات".

 

انها الجزائر 🇩🇿❤️ يا سادة 💪 حفل افتتاح ضخم و تنظيم رائع بكل المقاييس مع ابراز الثقافات التي تتمتع بها وهران بصفة خاصة و الجزائر بصفة عامة .. الجزائر تبرهن مرة أخرى أنها بلد المعجزات 😎❤️🇩🇿💪 #وهران_في_القلب

Posted by ‎Omar Boudi - عمر بودي‎ on Saturday, June 25, 2022

حضور بوشناق العلامة الكاملة

لقيت اللّفتة الفنية بإشراك الفنان العربي التونسي لطفي بوشناق برفقة الفنانة نادية الجزائرية الكثيرين، إذ أدى الثنائي العالمي وصلة غنائية لها بعد مغاربي وتحمل دلالة الأخوة بين البلدين الشقيقين، بعيدًا عن الأخبار التي تداولت قبل الافتتاح بحضور فنانين عالميين أثمال الشاب خالد والفنان الجزائري المدعو " ديجي سنايك".

وأشاد البعض بما قدّمه الثنائي التونسي الجزائري تحت قيادة المايسترو سليم دادة، الذي أثبت حسب تدوينة محمد رياض بوزينة أننا لم نكن بحاجة إلى فنانين عالميين كي ينجح الحفل، الشباب الجزائري قادر على الإبداع".

 

برافو لهذا المايسترو المتميز #سليم_دادة 👏الذي اثبت لنا في آخر المطاف اننا لم نكن بحاجة لفنانين عالميين حتى ينجح الحفل،...

Posted by Mohamed Riad Bouzina on Saturday, June 25, 2022

رهانات وهران الباهية

أطلّت الجزائر على العالم من نافذة وهران الباهية، ويرز ذلك في دلالات الافتتاح الذي كان بمقاييس عالمية، وحمل معه عدة رسائل قوية، تحت أنظار الملايين من كل دول العالم، وهو ما أبرزته وجوه الوفود المشاركة في المنافسة، وتنقلت بين الرسومات المعبأة بثقافة البلد  بأزياء العارضين التقليدية وبأهازيج الجمهور، وهي دلالات تعود للتاريخ السّحيق المشترك بين جلّ البلدان المتوسطية، وإبراز جغرافيا مليئة بالاختلافات رغم بعض الهفوات.