24-نوفمبر-2024

فيضانات بالجزائر (صورة: أشريف)

قال الخبير في مجال الجيولوجيا ربوح طنوح بأنّ الجزائر تبقى معرّضة للمخاطر الكبرى بحكم موقعها الجغرافي، خاصة منها الزلازل والفيضانات.

التغير المناخي وسوء إدارة الموارد المائية يرتبط بشكل مباشر بتفاقم المخاطر الكبرى

ودعا الخبير من مركز البحث في تهيئة الإقليم، بولاية قسنطينة (شرق)، إلى ضرورة الاستناد إلى استراتيجية احترازية في مختلف المناطق تستهدف استشراف المخاطر الكبرى، ومواجهتها عن طريق التنبؤ وتسييرها بإجراءات الوقاية والتدخل مرورا بالتعافي.

وأضاف في تصريحات للإذاعة الوطنية، أنّ الجزائر منطقة معرضة بشكل كبير للزلازل؛ خاصة على طول خطوط الصدوع النشطة مثل صدع جبل الهرية في قسنطينة وصدع جبل تفرات في عين سمارة، شرق البلاد.

كما عرفت الجزائر عدة هزات أرضية في السنوات الأخيرة، منها زلزال ولاية البويرة (شدة 5.6)، زلزال الجزائر العاصمة في 2014 (شدة 4.5)، وزلازل أخرى في 2020 في كل من بجاية وميلة.

وبخصوص الفيضانات، ذكر الخبير، بأنّها كارثة طبيعية تحدث عندما تتجاوز كمية المياه حدود المسطحات المائية، نتيجة عوامل طبيعية وبشرية مثل الأمطار الغزيرة وارتفاع مستويات المياه في الأودية، بالإضافة إلى تدهور المجاري المائية نتيجة للنفايات.

وأشار في هذا السياق إلى أنها تسبّبت في أضرار بشرية ومادية كبيرة في الجزائر، مثل فيضان باب الوادي في الجزائر العاصمة (2001)، وفيضانات أخرى في مناطق مثل البيض والطّارف والأغواط.

وأكد الخبير في مجال الجيولوجيا  على أنّ التغير المناخي وسوء إدارة الموارد المائية يرتبط بشكل مباشر بتفاقم هذه المخاطر.

وذكر بأنّ المخاطر المتعلقة بالحرائق والغابات، لا تزال تشكل تهديدًا خطيرًا للبيئة، ففي عام 2020، تمّ تسجيل نحو 10 آلاف هكتار من الأراضي المتضررة من الحرائق.

وأكد على أنّ استخدام التقنيات الحديثة مثل الطائرات دون طيار (الدرون)، بإمكانها أن تساهم في تحسين قدرة فرق الإطفاء على التصدي لهذه الحرائق.

وعدَّد مخاطر أخرى منها: الصناعية، والطاقوية، والإشعاعية، بالإضافة إلى المخاطر الصحية التي تؤثّر على الإنسان والحيوان والنبات، مثل التلوث الجوي.

وشدد على أهمية تطوير البحث العلمي لتقليص آثار هذه المخاطر، لافتاً إلى أنّ مركز البحث في تهيئة الإقليم، من المراكز الرائدة في مجال دراسة المخاطر الطبيعية وتقديم الحلول المتعلقة بالتهيئة العمرانية والبيئة، كما يعمل على دراسة وتحليل المخاطر الطبيعية وتقديم حلول علمية للتخفيف من تداعياتها.

وأشار في السياق إلى أنّه من بين هذه التخصصات: الجيولوجيا، تسيير التقنيات الحضارية، التهيئة العمرانية، الهندسة المعمارية، بالإضافة إلى تخصصات أخرى مثل الإيكولوجيا والبيولوجيا.

وذكر الباحث بأن من وظائف المركز؛ جمع وتحليل البيانات الميدانية، باستخدام منهجيات متقدمة مثل التحليل الهرمي لتقييم المخاطر وتحديد الخيارات الأمثل للتعامل معها.

في الإطار تعتمد عملية تحليل البيانات على الذكاء الاصطناعي لتحسين أداء أنظمة التنبؤ بالكوارث الطبيعية، مما يساعد في تحسين استراتيجيات الاستجابة وتحديد المناطق الأكثر تعرضًا للخطر.

وتواصل الفرق البحثية العمل على تطوير حلول علمية وتقنية لتحسين إدارة هذه المخاطر من خلال إنتاج بحوث تطبيقية يمكن أن تساهم بشكل فعّال في الحد من الأضرار الناجمة عن المخاطر الطبيعية.

وفي الأخير دعا إلى تقديم الحلول المناسبة لهذه المخاطر من خلال الدراسات البحثية الدقيقة واستخدام التكنولوجيا المتطورة، من أجل تحسين القدرة على التكيف مع هذه المخاطر وتقليل الأضرار البشرية والمادية الناجمة عنها.