17-سبتمبر-2019

مبنى كليّة الطب بالجزائر العاصمة (تصوير: بلال بن سالم/ الترا جزائر)

مع بداية السنة الجامعية الجديدة، وتسابق الطلبة الجدد للظفر بالتخصّصات المتاحة، جاء تصنيف الجامعات العالمي صادمًا لمنتسبي قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر، إذ لم يتجاوز ترتيب أوّل جامعة جزائرية في التقرير السنوي لمجلة تايمز للتعليم الصادر نهاية الأسبوع الماضي، والذي شمل 1396 جامعة من بين 92 دولة حول العالم، الفئة السابعة التي تضم ترتيب الجامعات من 601 إلى 800.

لطالما شكّكت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الجزائرية، في التصنيفات الصادرة عن مختلف المؤسّسات الدولية

كثيرًا ما شكّكت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الجزائرية، خاصّة في عهد الوزير السابق الطاهر حجّار، في التصنيفات الصادرة عن مختلف المؤسّسات الدولية المهتمة بهذا المجال، متهمة إيّاها بعدم أخذ المعلومات الكافية عن حقيقة التعليم العالي ومراكز البحث في الجزائر.

اقرأ/ي أيضًا: انقسام في الجامعة الجزائرية.. هل يعزز إضراب الطلبة زخم الحراك حقًا؟

يعتمد تصنيف تايمز للتعليم العالي على خمسة فئات أساسية، هي جودة التعليم، والبحوث، والمصادر المذكورة في الأطروحات والبحوث، ونسبة المشاركة الدولية، وقدرة الجامعات على الإسهام بالتطور الصناعي .وتحتوي هذه الفئات على مؤشّرات ثانوية يصل عددها إلى 13 مؤشرًا.

ويعطي التصنيف، لفئات التعليم والبحوث وذكر المراجع نسبة 90 في المائة، لتحديد ترتيب الجامعات عالميًا.

وتصنف تايمز الجامعات من 1 إلى 200 ترتيبًا تصاعديًا، وبعدها تصنّف الجامعات مع بعضها ضمن فئات مثل من 200 إلى 250، ومن 400 إلى 500، ومن 600 إلى 800، وهكذا إلى المراتب التي تتجاوز الألف. وقد تمّ الإعلان عن هذا التصنيف ضمن أشغال القمّة الأكاديمية العالمية التي احتضنتها مدينة زيورخ السويسرية.

النصف الأخير

استطاعت 8 جامعات جزائرية أن تدخل تصنيف تايمز لعام 2020، وهو عدد ضئيل جدًا، بالنظر إلى حجم الأموال التي تُصرف سنويًا على قطاع التعليم العالي، وبالنظر أيضًا إلى عدد مؤسّسات التعليم العالي في الجزائر المنتشرة عبر 48 ولاية، بل إن الولايات الكبرى مثل الجزائر العاصمة وقسنطينة ووهران وسطيف والبليدة، تتوفّر على أكثر من جامعة، إضافة إلى بعض المدارس العليا الوطنية.

وجاءت جامعة فرحات عباس "سطيف 1" في المرتبة الأولى وطنيًا، حيث صُنّفت ضمن الجامعات التي حلّ ترتيبها من 601 إلى 800 بعدما كانت العام الماضي ضمن فئة 801 إلى ألف.

وضمن البطاقة التعريفية للجامعة، وصف التصنيف جامعة "سطيف 1" أنها تطمح إلى أن تكون "محرّك التنمية" في المنطقة، عبر المشاريع البحثية قبل مخبر بحث يُركّز على المشروع الحضري والمدينة والإقليم، والتهديدات التي تواجه التوازن البيئي المحلّي والمسح الرقمي للآثار التاريخية العديدة في سطيف.

أما باقي الجامعات الجزائرية التي استطاعت أن تدخل هذا التصنيف، فهي جامعة بجاية ( 801- 1000) وجامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف بوهران (+1001) وجامعة بسكرة (+1001) وجامعة محمد بوقرّة ببومرداس (+1001)، وجامعة قسنطينة 1 (+1001)، وجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا (+1001) وجامعة تلمسان (+1001).

عرفت هذه السنة خروج جامعات جزائرية من هذا التصنيف، حيث كانت ضمن أحسن الجامعات لـ2019، مثل جامعة برج باجي مختار بعنابة، وجامعة محمد بوضياف بالمسيلة، وجامعة وهران، إضافة إلى جامعات صنفت سابقًا من طرف المجلّة ذاتها، مثل جامعة الجيلالي اليابس بسيدي بلعباس والمدرسة الوطنية متعددة التقنيات بالحراش، وجامعتي جيجل ومعسكر وغيرهما.

عربيًا وأفريقيًا

لم يقتصر التصنيف المتدنّي الذي نالته الجزائر على المستوى العالمي فقط، والذي قد يُمكن تفهمه إن قورن بجامعات أوروبا أو أميركا أو دول جنوب شرق آسيا وبقيّة الدول المتقدّمة، إنما كان هزيلًا أيضًا على المستوى الإقليمي والجهوي.

فعلى المستوى العربي، جاءت في فئة (251-300) جامعة الفيصل السعودية، وضمت فئة (301-350) جامعة الإمارات العربية المتحدة بالعين، وضمت فئة (351-400) جامعة خليفة في أبوظبي والجامعة الأميركية في بيروت وجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.

أما فئة (401-500) فقد ضمت جامعة قطر الحكومية، وجامعتي المنصورة وأسوان المصريتين، وضمت فئة (501-600) جامعة الملك فهد للبترول والمعادن السعودية، إضافة إلى جامعة قناة السويس في الإسماعيلية المصرية.

أما فئة (601-800)، فقد ضمت إضافة لجامعة فرحات عباس "سطيف 1" الجزائرية، جامعات بني سويف والقاهرة وكفر الشيخ المصرية، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس بالمغرب، وجامعة الملك خالد في أبها السعودية، وجامعة الشارقة الإماراتية.

وبالنسبة للدول الإفريقية، فقد استطاعت على سبيل المثال 19 جامعة مصريّة أن تدخل الترتيب، و9 جامعات من جنوب إفريقيا و8 من الجزائر، و4 من نيجيريا، وجامعتنا من تونس وواحدة من كينيا.

تصنيف تايمز للجامعات جاء ليذكّرنا مستوى التعليم في الجزائر سواءً في قطاع التربية أو التعليم العالي

الأكيد أن تصنيف تايمز، جاء ليذكّرنا من جديد كغيره من التصنيفات العالمية المعروفة في ترتيب مؤسّسات التعليم العالي، بحال مستوى التعليم في الجزائر سواءً في قطاع التربية أو التعليم العالي، لذلك يتطلب هذا القطاع، نهضة من جميع المعنيين سواءً المجتمع أو الأساتذة أو الحكومة، لإخراجه من مرحلة الإنعاش، إن كان لرجالات القطاع إرادة سياسية في جعل جزائر ما بعد حراك 22 شبّاط/ فبراير أحسن مما كانت عليه البلاد سابقًا.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

من الجامعة للفضاء العمومي.. طلبة وأساتذة يدفعون بالحراك الشعبي نحو المستقبل

النقاط السوداء في الجامعة الجزائرية