ربط تقرير لموقع "لوجورنال دافريك" رغبة الجزائر في خفض إمداداتها بالغاز الطبيعي إلى تونس، بانزعاج السلطات الجزائرية من تقارب ديبلوماسي بين تونس ومصر.
الجزائر متخوّفة من تقارب مصري تونسي بخصوص الملف الليبي
وأبرز التقرير أن توجّه الجزائر لخفض كميات الغاز المصدّر نحو الجارة الشرقية يحمل في ظاهره رغبة الجزائر في زيادة كمية الغاز الجزائري المصدر لإيطاليا عن طريق تقليص حصة تونس.
خلفيات
يكشف تقرير الموقع أن الجزائر قد تخفّض إمداد تونس بالغاز كون "العلاقات بين البلدين الشقيقين ليست في وضعية عادية". وتابع التقرير تحليل خلفيات ما يراه "وضعًا غير مستقر بين البلدين"، وحسبه، فقد تغيّرت العلاقات كثيرًا منذ استحواذ الرئيس قيس سعيد على السلطة بشكل كامل، والذي خلق "تقاربًا بسرعة عالية مع مصر"، وهو أمر مقلق للجزائر. وتنزعج الجزائر من السياسة المشتركة لسعيد والسيسي، كما أن النظام التونسي أصبح أكثر قربًا من الإمارات العربية المتحدة.
من ناحية أخرى، تتخوّف الجزائر من تقارب مصري تونسي بخصوص الملف الليبي، خاصة مع الاستقطاب الجزائري المصري في الملف. حيث أفاد التقرير ذاته بأنه "من جانب وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، فإن الانزعاج واضح للغاية، حيث قال لعمامرة في زيارة قام بها نظيره التونسي عثمان الجرندي للجزائر في أوائل أيار/ماي الجاري، إنّ "هناك حاجة لمزيد من تنسيق المواقف بين الجزائر وتونس في الأمور ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي".
استقطاب مصري جزائري بشأن الملف الليبي
وفي السياق، كشفت مصادر دبلوماسية مصرية أن "القاهرة تلقت رسائل تحذير جزائرية شديدة اللهجة، بشأن تحركات جرت أخيرًا، لدعم باشاغا ومساعدته على دخول العاصمة طرابلس، عبر تحالفات مع مليشيات ومجموعات مسلحة في غرب ليبيا".
ونقل موقع صحيفة "العربي الجديد" عن مصادر ديبلوماسية مصرية ذات علاقة بالملف الليبي، أن الجزائر "شددت على أنها لن تسمح بمثل تلك الخطوة، وأن عسكرة الأزمة الليبية أو نشوب معارك عسكرية في العاصمة طرابلس، بمثابة خط أحمر بالنسبة لها، تجاوزه يعني انخراطها عسكريًا في دعم الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا".
وأكدت ذات المصادر أن التحذير الجزائري جاء "عقب الاتصالات التي قادتها دوائر استخبارية مصرية مع مجموعات مسلحة، وكذلك التنسيق الذي قادته القاهرة بين باشاغا وتونس، من أجل توفير المناخ له لإجراء لقاءات مع قادة المليشيات، والشخصيات السياسية على الأراضي التونسية، بعد فشله في تسلم السلطة بشكل فعلي في ليبيا".
وأوضحت المصادر أن "رسائل الصدام المصري الجزائري فيما يخص الملف الليبي، جاءت بعدما توسطت القاهرة لدى الجزائر للاعتراف بالحكومة المكلفة من مجلس النواب الليبي، وتوجيه دعوة لباشاغا لزيارة الجزائر، على غرار الدعوة التي تلقاها رئيس حكومة الوحدة وزيارته إلى هناك".
أزمة غاز
وكان الكاتب العام لجامعة الكهرباء والغاز التونسية، عبد القادر الجلاصي، قد قال السبت الماضي، إن الجزائر لم تعد ترغب في إمداد تونس بالغاز. وتحدّث عبد القادر الجلاصي، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أنه بدون الإمدادات الإضافية التي تمنحها الجزائر لتونس فلن يستطيع البلد إنتاج الكهرباء، ملمّحًا في السياق إلى أن الجانب الجزائري يريد تعديل اتفاقية إمداد تونس بالغاز. وأضاف: "الوضع كارثي خاصة مع حلول فصل الصيف، وحذّرنا من الأمر وطالبنا الحكومة بإيجاد حل لهذه المشكلة".
في السياق، لفت سلوان السميري كاتب عام الجامعة العامة للنفط والمواد الكيميائية، في تصريحات نقلتها إذاعة "موزاييك"، إلى أن الرئيس التونسي قيس سعيد كان بإمكانه حلّ إشكال توفير الغاز للشركة التونسية للكهرباء، خلال زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى تونس، إلا أنه "أهدر الفرصة". وأبرز سلوان السميري، أن قطاع الطاقة في تونس، يُسجّل عدة تعطيلات لن تُحلّ إلا بتفعيل الدبلوماسية التونسية وتأديتها لدور فعّال، حسب قوله.