26-مايو-2023
تمثال الأمير عبد القادر الجزائري بالعاصمة  (الصورة: Getty)

تمثال الأمير عبد القادر الجزائري بالعاصمة (الصورة: Getty)

فريق التحرير - الترا جزائر 

خلف تصريح والي وهران سعيد سعيود حول تفاصيل بناء تمثال للأمير عبد القادر الجزائري، جدلًا واسعًا وسط الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تمحور النقاش حول طول التمثال وتكلفته الكبيرة.

أستاذ الفلسلفة بوزيد بومدين: التمثال يولّي ظهره لمراحل التّبعية الجزائرية لفرنسا واستقلال قراراها

ومما جاء في تصريحات والي وهران، أن التمثال سيكون أطول تمثال في العالم بعد مجسم المسيح الفادي بمدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، بطول 42 مترًا وبتكلفة 120 مليار سنتيم.

وأضاف سعيود، أن سيف الأمير سيحمل مُوجّهًا مزودًا بضوء الليزر إلى مكان القبلة، أما حصان التمثال فسيرتكز على خمسة ركائز للتأكيد على أركان الإسلام الخمسة، على حدّ قوله.

هذه التصريحات، أثارت نقاشًا مفتوحًا على موقع التواصل فيسبوك، بين مؤيّد للفكرة، باعتبار الأمير عبد القادر مؤسسًا للدولة الجزائرية الحديثة، وبين ساخر من المعلومات التي قدّمها الوالي.

في هذا السياق، نشر عمر سيد الهواري تدوينة جاء فيها أن "والي ولاية وهران تحدث عن بناء أكبر تمثال في العالم (تمثال الأمير عبد القادر) بعلو 42 مترًا، مما جعل جماعة التصفيق في حالة هستيرية نتج عنها تصفيق ساخن، جعلت الوالي ينسى أنه يوجد عدة تماثيل يفوق علوها 100متر في العالم".

وعلق صاحب المنشور: فمثلًا تمثال الحرية بأميركا علوه 93 مترًا وتمثال الوحدة الوثني في الهند علوه 183مترًا.

من جهته، علق محمد محدادي على هذا الموضوع قائلًا: "بصراحة الأمير عبد القادر يحتاج منكم الدعاء"، أما 120 مليارًا فالشعب بأمس الحاجة إلى السكن والتهيئة الحضرية وغيرها من متطلبات الحياة، على حدّ قوله.

والي ولاية وهران، ذكر أيضًا أن التمثال سيبنى فوق قمة جبل مرجاجو، وهو أعلى جبل بالمدينة الغربية للبلاد، وقدّ شيدت فيه عدة معالم تاريخية، منها قلعة سانتا كروز الإسبانية (1577-1604)، وبقربها كنيسة سانتا كروز (1850) ويعلوها تمثال كبير للسيدّة مريم العذراء.

في الطرف الآخر من النقاش، نشر أستاذ الفلسفلة بوزيد بومدين، مقالًا طويلًا جاء فيه "أن الأمير عبد القادر سيقف شامخًا فوق جبل مرجاجو بوهران، ولكن يطلّ على جبال الجزائر الشامخات كلّها".

وأضاف كاتب المنشور، بعد أن عرّج على تاريخ الجبل والسياقات التاريخية التي شهدها أن التمثال "يعطي ظهره لمرفأ الغزوات حيث خَدع الفرنسيون السلام والعهد وسِيق بأهله وأتباعه إلى سجن لامبواز".

وفي سرده لدلائل تشييد تمثال للأمير عبد القادر يستطرد بومدين: "يولّي ظهره لمراحل التّبعية الجزائرية لفرنسا واستقلال قراراها، يقف هناك التّمثال محاورًا أرواح الشهداء في حياة فيها معاني الخلود الأخروي عند الله، وفي برزخية دائمة مع شيخه الجيلاني وبومدين الغوث والهواري وسيدي الغريب ودادا أيوب، يقف التّمثال ليقول للمتوسط ولسكانه نحن أهل سلام وأندلسنا كان للسّلام والعلم، وكنا رسالة علم ومحبة للبشرية".

أما عبد الرحمان نايت، فكتب مثمنا مشروع بناء تمثال للأمير عبد القادر، شريطة ألا يتعرض للعبث من طرف غير المؤهلين كما حدث مع تماثيل سابقة.

ومما جاء في منشور نايت: "مشروع تمثال ضخم للأمير عبد القادر فوق قلعة وكنيسة سانتا كروز في وهران، رايح يكون رمز ومعلم وطني وعالمي، الأمير شخصية وتراث فكري وإنساني وهذا التمثال يجب أن يكون في المستوى".

عبد الرحمان نايت: المشروع  فكرة رائعة شرط الاستعانة بخبرات فنية وتقنية بمستوىً عالٍ جدًا

واستدرك قائلًا: "فكرة رائعة شرط الاستعانة بخبرات فنية وتقنية بمستوىً عالٍ جدًا.. و إبعاد كل أشكال الكوستيم دوميمونش عن المشروع ، و إلا رايحة تخلاص كيما باقي تماثيل القاراقوز والكرنافالات اللي ظهرت في السنوات الأخيرة".