19-يوليو-2020

تُطالب الجمعية الوطنية للتجّار والحرفيين بإعفاء التجار من الضرائب (تصوير: رياض كرامدي/أ.ف.ب)

تبدو شوارع العاصمة فارغة  يوم السبت صباحًا، حركة المارّة قليلة بالشارع التجاري ديدوش مراد، المقاهي والمطاعم مُغلقة، وإقبال ضعيف على محلات الإطعام السريع، وواجهات متاجرة الألبسة والأحذية الرياضية لم تعد تجذب المارّين.

لا تزال الحركة التجارية في العاصمة ومدن عديدة من البلاد بطيئة جدًا

في الجهة المقابلة، تبدو محلّات الألبسة الرجالية الموجودة بكثرة بشارع حسيبة بن بوعلي في حركة ثقيلة، تُشير الساعة إلى الحادية عشرة، مع ذلك تبقى بعض المتاجر مغلقة.

اقرأ/ي أيضًا: بالأرقام.. الجزائر تحصي خسائرها من جراء وباء كورونا

قلة الإقبال

منذ مرور قرابة شهرين على رفع القيود على بعض النشاطات التجارية، التي فرضتها إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، لا تزال الحركة التجارية في العاصمة ومدن عديدة من البلاد بطيئة جدًا، وبحسب شهادة بعض التجار، تعرف حركة  المبيعات تراجعًا وقلّة إقبال، وقد تضطر الكثير من الأنشطة التجارية إلى إعلان إفلاسها بعد تراكم الديون، وعدم القدرة على تسديد تكاليف الكراء والأعباء.

بائعوا المجوهرات يشتكون   

يشكل موسم الصيف مناسبة لبائعي المجوهرات لتكثيف مبيعاتهم، غير أن السلطات المحليّة للحدّ من انتشار الوباء، أصدرت تعليمات بحظر الأعراس وتعليق إصدار عقود الزواج في البلديات، وهي الوضعية التي تسببت في تراجع مبيعات المجوهرات، في هذا السياق، يقول مهدي صاحب محلّ بيع المجوهرات بالحي الشعبي باب الواد: "بعد غلقٍ دام مدّة ثلاثة أشهر بسبب الحجر الصحّي الشامل، جاء قرار منع الأعراس وتعليق إصدار عقود الزواج، ليضيف متاعب مالية أخرى، معتبرا أن تعليق الأعراس يعتبر إعلان سنة بيضاء في البيع.

وأضاف محدّث "الترا جزائر"، أنه من غير الممكن الاستمرار في مزاولة النشاط بشكلٍ رسمي، نتيجة عدم قدرته على دفع مصاريف الكراء، ومستحقّات الضرائب والضمان الاجتماعي، مفضلًا مزاولة نشاطه في "الدلالة" أو السوق الموازية.

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة وإلى غاية اليوم، لم تصدر أيّ قرارٍ يُعفي فئة التجار من دفع الضرائب أو الاشتراك في مستحقات الضمان الاجتماعي، بل يتم تمديدها فقط.

وفي ظلّ تراجع النشاط التجاري والاستهلاكي، تُطالب الجمعية الوطنية للتجّار والحرفيين، إعفاء التجار من الضرائب أو تخفيض لبعض الأعباء، ومنح قروض دون فائدة لصالح التجّار المتضرّرين.

كراء ألبسة الأعراس

يشهد القطاع التجاري والحرفي انكماشًا بسبب إلغاء الأعراس والحفلات، في هذا المجال، تمتلك مصمّمة الأزياء نسرين، محلًّا لخياطة وكراء الفساتين النسائية للأعراس والسهرات والحفلات، إذ تقول في حديث لـ "الترا جزائر"، إنه رغم ركود النشاط التجاري خلال المواسم الثلاثة، إلا أن موسم الصيف والأعراس يسمح بتغطية تكاليف سنة كاملة، وتضيف محدّثتنا، أن منع الأعراس خلال هذا الصيف هو في حقيقة صدمة وخسارة، موضّحة أنه لإعداد تصميم الفساتين، وشراء الأقمشة، وتحضير الطلبيات يتطلّب الأمر سنة كاملة، بدءًا من شهر كانون الثاني/جانفي من كل سنة، وكشفت نسرين أن الكثير من الزبائن أجّلوا مواعيد الزواج  بسبب الجائحة، كما تخلّى كثير منهم عن الطلبيات والفساتين، رغم الدفع الجزئي المسبق الذي لا يُغطّي ثمن  القماش ولا تكاليف اليد العاملة.

ويعتمد نشاط كراء ألبسة الأعراس على الطابع الموسمي، لكن  تحضيراته تكون خلال كامل السنة، وتحتفظ نسرين بشيء من الأمل، رغم تخوّفها من موديلاتها الجاهزة التي قد تصبح غير جذابة وقديمة، بحسب أقوالها.

مراكز تجارية فارغة

لا يُعدّ الوضع في أفضل حالاته في المراكز التجارية، حيث قرّرت معظم المراكز التجارية غلق نشاطها أيّام العطل الأسبوعية (الجمعة والسبت)، تنفيذًا للتعليمات السلطات المحلية، وهذا تفاديًا لانتشار وباء كورونا في المحلّات. في هذا الإطار يقول مندوب مبيعات بالمركز التجاري بباب الزوار، عبد الرحمان، إن الحركة التجارية خلال أيام الأسبوع بطيئة جدًا، موضحًا أن زُوار المركز قللوا من التوافد على المكان، حيث يشدّد أعوان الحراسة على منع الأطفال الأقلّ من 16 سنة من دخول إلى المركز، ما دفع كثير من العائلات على عدم ارتياد على المركز التجاري، واضطرت العديد من المتاجر إلى تقليص عدد العمال، وتسريح البعض منهم إلى غاية إشعار آخر.

يتخوّف كثير من التجار من قرار العودة إلى الحجر الصحي الشامل

يحرص التجّار على تطبيق إجراءات الوقائية، حيث انتشرت لافتات على مداخل المحلّات تؤكّد على ضرورة ارتداء الكمامات، وتحديد عدد الزبائن بداخل المحلّ، ويتخوّف كثير من التجار من قرار العودة إلى الحجر الصحي الشامل، ما يؤدّي إلى إعلان حالة الإفلاس كليًا. كما يأمل كثير منهم العودة إلى الحالة الطبيعية وانتعاش الحركة التجارية والسلامة والصحّة لكل العائلات الجزائرية.     

 

اقرأ/ي أيضًا:

جراد: نعيش وضعًا اقتصاديًا غير مسبوق

38 مليار دينار خسائر الجوية الجزائرية بسبب كورونا