أثارت ردة فعل لاعب المنتخب الجزائري إسلام سليماني في حديث مع أحد الصحفيين لدى نزوله بمطار الجزائر الدولي هواري بومدين، موجة جدل وغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبروه سلوكًا هاوٍ ولا يليق بأحد لاعبي المنتخب الجزائري وهدافيه التاريخيين.
إسلام سليماني رد على صحافي كان ينتظره في المطار بانفعال: من قال لك انتظرني؟
وبالنظر إلى الاهتمام الذي تلقاه كرة القدم، وبالخصوص المنتخب الوطني في دول العالم الثالث والمنطقة العربية، ومنها الجزائر، تعطي وسائل الإعلام أهمية كبيرة لأخبار اللاعبين وجديد المنتخب لدرجة تقترب من المبالغة والتضخيم، وهو وضع يساعد في أن يخرج الإعلام عن الدور المنوط به، وتحدث تجاوزات في حقه في ظل صعوبة الوصول إلى مصدر الخبر.
مناصرون يستنكرون
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع فيديو للاعب براست الفرنسي إسلام سليماني وهو يهم بالصعود إلى سيارة لاعبي المنتخب الوطني، يتضمن حديثًا مع صحفي عاتبه بعدم الرد على أسئلة الإعلام بالقول "لقد كنا في انتظارك يا إسلام"، فرد سليماني بانفعال قائلًا "تنتظرني؟ من قال لك انتظرني؟".
وكان سليماني الوحيد الذي رد على الصحافة بهذه الطريقة، فنجم المنتخب وقائده رياض محرز امتنع عن التعليق دون رد، في مقابل ذلك رد إسماعيل بن ناصر وسط ميدان ميلان الإيطالي على أسئلة الإعلاميين بلباقة.
وبعد أن غصت مواقع التواصل الاجتماعي بتداول هذا الفيديو، تفاعل معه الجميع بتعاليق مختلفة، فكتب الصحفي رياض بوزينة قائلً ا"تصرف أقل ما يقال عنه إنه بدر من لاعب لا يزال بعقلية هاوٍ، رغم ما وصل إليه من احترافية ومستوى عالٍ، ويمكن أن نقارن هنا بين تصرف محرز وتصرفه".
وأضاف بوزينة "فلتعلم أن الصحفي انتظرك ساعة من الزمن ليس لسواد عيونك، وإنما لنقل تصريح للجمهور الذي ينتظر قدومك لأنك تمثل الراية الوطنية وتتقاضى عنها أجرًا."
وعلق وسيم عباس على الحادثة في منشور على فيسبوك جاء فيه "مرة أخرى الإعلام يهان، على الأقل كنت يا سليماني تجيب بدبلوماسية وتعتذر ليس هكذا،أنا أتذكر يوما من الأيام لما كنت في الشراقة تنتظر الصحفيين لكي يتكلموا معك وكنت آخر من يغادر تنتظر أمام غرف تغيير الملابس...".
أما الصحفي أحمد قرطي فأعاد نشر فيديو يظهر الطريقة التي يتعامل بها إسلام سليماني مع صحفي فرنسي، والتي كانت مخالفة لطريقة تعامله مع الصحفي الجزائري.
وتفاعلت صفحة "الكرة الإفريقية والعالم
ية" مع الحادثة بأن "إسلام سليماني أو غيره من المستحيل أن يتعاملوا مع الصحافة أو الجمهور الأوروبي كما يتعاملون مع أبناء وإعلام وطنهم أتعرفون السبب؟ لأنه لدينا اكبر مجتمع في العالم يقدس كل شيء، يكره بعنف ويحب بقوة في الوقت نفسه، كل شيء فيه إفراط و نادرًا ما تجد الوسطية في هذا الخصوص، مدرب نجح في الفوز بكأس إفريقيا فقط أصبح يلقب بوزير السعادة ومقدس وممنوع انتقاده بأيّة طريقة كانت و لاعب قدم مسيرة مقبولة أصبح عندنا أسطورة مع أن في الحقيقة أننا نحن الجزائريين فقط من يعرفه، في حياتي لم أر الصحافة تنتظر اللاعبين الذي فشلوا في تأهيل بلدهم إلى المونديال بتلك الطريقة في المطار من أجل مباراة ودية تافهة".
خلل
ربط بعض المعلقين تصرف سليماني بمقياس تغير القيم في المجتمع الجزائري الذي جعلها مبنية وفق نظرة رأسمالية جعلت من لاعبي كرة القدم فوق الانتقاد، وأصبحت لا تعطي قيمة لمهنة نبيلة للصحافة، والتي يتحمل سببها أيضًا رجال المهنة الذين لهم مسؤولية في انتقاص البعض من مهنتهم.
وفي هذا الشأن ، قال مدير صحيفة الحوار محمد يعقوبي "عندما يقلل لاعب كرة قدم ضحية تسرب مدرسي، من قيمة صحفي أثخنته الجامعة ثم طحنته الظروف الميدانية للصحافة لسنوات وربما عقود، لمجرد أن هذا الزميل انتظر السيد اللاعب لساعات طويلة في المطار ليحصل على تصريح صحفي، فإن العيب ليس في اللاعب بل في هذا السلوك الصحفي الذي أرخس المهنة لمن يفكر بقدميه (..)، بينما كان يفترض أن الصحفي هو الذي يبحث عنه الجميع وخاصة هؤلاء النجوم ليكون سبيلهم للتواصل مع محبيهم وتنوير الرأي العام بأخبارهم التي لا تخرج عن مفردات لعب وسجل واحتج وطرد وتشاجر وسقط".
وأضاف يعقوبي "تهان أيّة مهنة عندما يهينها أهلها، وتقف ويشتد عنفوانها عندما يثق منتسبوها في أنفسهم ويتوقفون عن أسلوب الشحاتة في مهنة قائمة على التضحيات، ولا تقبل الممارسة دون شرف وعزة نفس".
وبدوره، علق الصحفي حسام الدين فضيل بشأن حادثة سليماني بالقول "المشكلة ليست في سليماني ولكن فينا نحن الصحفيون !؟، عندما يصبح وصول لاعب أو مدرب مقصى من كاس أفريقيا، والمونديال حدثًا هامًا وتجد أكثر من 20 قناة وموقع يهرولون وراء اللاعبين للحصول على تصريحات "فارغة" في المطار.. انتظر سماع مالا يرضيك ..، الإعلام الإسباني لا يفعل ذلك في المطار مع منتخب بلاده ولا البرازيلي ولا غيره".
مشكل في الفاف
ما قام به سليماني جاء ليؤكد حقيقة تتأكد يوما بعد يوم، وهي غياب خطة اتصالية محترفة داخل بيت اتحاد الكرة الجزائري، بالنظر إلى أنه من المفروض أن مواعيد ومكان تصريحات اللاعبين تكون محددة مسبقا من قبل "الفاف"، وهو ما لا يتم في غالب الأحيان.
وهذا الوضع يظهر أن "الفاف" لا تهتم كثيرًا بالصورة التي يجب أن يسوق فيها لاعبو المنتخب، كون حادثة كهذه تسيء إلى لاعب بحجم سليماني، وهو خطأ لا يقع فيه اللاعبون الآخرون الذين تكونوا في الأندية الأوروبية.
واعتبر متابعون أن ما قام به سليماني، وتجنب لاعبين من المنتخب التصريح للصحافة المحلية التي تمارس وظيفتها تمكين الجمهور الجزائري من الحصول على حقه في الإعلام مرتبط أيضًا بالتهجم المتواصل الذي يقوده الناخب الوطني جمال بلماضي ضد الإعلام، ودخوله في كل مرة في تلاسن مع من يطرح بعض الأسئلة التي لا تروقه، مثلما حدث هذه المرة مع الصحفي رشيد عباد الذي سأل بلماضي عن راتبه الخيالي الذي يتقاضاه، وهو ما لم يتقبله الناخب الوطني بصدر رحب ورد على سؤال الصحفي بطريقة تهجمية.
يرجع متابعون حادثة سليماني إلى سوء تنظيم اللقاءات بين الصحافيين ولاعبي الخضر
يرجع متابعون ما حدث إلى غياب ثقافة الاعتذار، وسوء تسيير لقاء اللاعبين بالصحافة طريقة تعامل المنتخب مع الصحافة، واستمرار أخطاء اتحاد الكرة الاتصالية والتي تسببت في بعض الأحيان في عدة مشكال مثل حادثتي بلقبلة وأندي ديلور.