جرائم الاستعمار الفرنسي.. شهادات حية عن مِحرقة "غار أوشطوح" بولاية باتنة
18 مارس 2025
هرب أهالي منطقة وادي "تارشوين" بأعالي منطقة باتنة شرق الجزائر إلى مغارة "أوشطوح" للاحتماء من القصف، لكنهم تعرضوا لاختناق بالغازات السامة التي استخدمها الجيش الفرنسي. ظلّت هذه المجزرة محفورة في ذاكرة الناجين الجريحة وفي قلوب من كُتِب لهم العيش بعطب الماضي الاستعماري.
إلى غربَ ولايةِ باتنة شرق الجزائر، لا يزال وادي "تارشِوين" مسكونًا ببطولاتِ جيشِ التحريرِ في جبلِ "الرِّفاعة"، الذي ألقى فيه الفرنسيونَ أولَ قنبلةِ نابالم في الجزائر، في آذار/ مارس 1959، مثلما يروي ذلك ضابط فرنسي في وثائقي انجزه ابنه ريجيس ميشال، منذُ ست سنوات تحت عنوان "يجب إنقاذ القائد".
أقدم الجيش الفرنسي على إبادة 118 شخصاً من عرش أولاد سلطان و ولاد فاطمة بالغازات السامة
يعترف قائلًا: "قامت طائرةُ بي.29 قادمةٌ من وهرانَ (غرب) بإلقاءِ أولِ قنبلةٍ من هذا النّوع في الجزائر. وكنّا نتابعُ المشهدَ بنظاراتِ الميدان، فرأينا أشخاصًا يفرُّونَ مشتعلين. نارُ النابالمِ لا ترحمُ كلَّ من يشمله لهيبُ أعمدتها المتطايرة على عشراتِ الأمتار".
المَخنَقُ الممتدُّ على عدَّةِ كيلومترات، من شُعبة تارشوين حتى بلدة "تِينِبَاوِين"، تحتفظُ صخورُه وأوديته برائحةِ الغازِ، وأشباحِ الموتى، أمَّا ذاكرةُ الناسِ فملطَّخةٌ بلونِ الحِداد.
إلى اليوم، يحتفظُ التراثُ الشعبيُّ بمواويلَ غنائيةٍ ومرثيَّةٍ حزينةٍ تُؤَرِّخُ لواحدةٍ من أبشعِ المجازرِ الجماعيةِ في العصرِ الحديث وباللهجة الشاوية:" أ يا الغار أوشطوحْ أقْوِينْ مِيَّة ذْ الرُّوحْ" (يا غارَ أوشطوحَ الذي أخذ معه مائةَ نفس).
يحتفظُ التراث الشعبي بمواويل غنائية ومرثيَّة حزينة تُؤَرِّخُ لواحدة من أبشعِ المجازر الجماعية في العصر الحديث
من حينٍ إلى آخر، يأتي عمَّار عقون (83 سنة)، ورفيقه موسى لحول (81 سنة)، إلى النصبِ التذكاريِّ لقرية تارشوين ببلدية تاكسلانت، دائرة أولاد سي سليمان، غربَ باتنة، للترحُّمِ على أرواحِ 118 شهيدًا مدنيًّا، بينهم امرأة، كانوا قد قضَوا نحبَهم داخلَ مغارةِ أوشطوح مختنقينَ بالغازاتِ السامة، يومي 22 و23 مارس1959.
لا تزالُ تلك المأساةُ غَضَّةً في ذاكرةِ الرجلين، فهما نجَيا، رفقةَ ستةٍ وثلاثينَ شخصًا، وقيل أربعين مواطناً، من المحرقةِ بأعجوبةٍ، وبينَ هؤلاء لم يتبقَّ منهم غيرُ عشرةِ أفرادٍ أحياء، فضَّلَ بعضُهم روايةَ النكبةِ التي حدثت أواسطَ الأسبوعِ الأولِ من شهرِ رمضانَ لذلك العامِ الأسود.
تفخيخُ البشر
يروي عمَّار عقون لـ "الترا جزائر" التفاصيلَ باعتباره شاهدَ عيان، قائلًا: "كان من عادتِنا، كلما نظَّم الجيشُ الفرنسيُّ تمشيطًا أو غاراتٍ عسكريةً ضدَّ كتائبِ جيشِ التحريرِ بجبلِ الرِّفاعةِ والمناطقِ المجاورةِ لها، اللجوءُ والاختباءُ بهذه المغارةِ الآمنة. كلُّ الأهالي كانوا يفعلونَ هذا خلالَ الثورةِ بتعليماتٍ من قياداتِها، أما أنا فكنتُ في السادسةَ عشرةَ من عمري، ولجأتُ إلى الشِّقِّ الجبليِّ عندما بدأ أزيزُ الطائرةِ يُغرِّدُ في السماء".
التحقنا بالمغارةِ على أملِ أن نغادرَها بعدَ انتهاء الحملة العسكرية وما من أحدٍ كان يتوقَّع أن تتحوَّل المغارة إلى مقبرة
يُضيفُ زميلُه موسى لحول قائلًا: "كانت قيادةُ الثورةِ تُوصِي الأطفالَ الذين تجاوزوا سنّ العاشرةَ من العمرِ بالفرارِ والاختباءِ في الأماكنِ الآمنةِ خلالَ حملاتِ المداهمةِ الفرنسية، وعلى ضوءِ ذلكَ التحقَ السكان بالمغارةِ، على أملِ أن نغادرَها بعدَ انتهاءِ الحملةِ العسكرية، وما من أحدٍ كان يتوقَّعُ أن تتحوَّلَ المغارةُ إلى مقبرةٍ مزروعة بالجثث المترامية فوق الأرض الباردة".
في الأصلِ، سُمِّيَ هذا الغارُ حسبَ رواياتٍ شعبيةٍ باسم خليفة أوشطوح، الذي أوى إليهِ رفقةَ زوجتِه وأولادهِ فرارًا من انتقاماتِ الفرنسيينَ عقبَ ثورة الأوراس 1916، وقد اختارهُ جيشُ التحريرِ مركزًا مدنيًّا لإيواءِ الفارينَ من القصفِ، وكذلكَ لتخزينِ المؤنِ والأغذيةِ وخياطةِ بزَّاتِ جيشِ التحرير وصناعة الأحذية العسكرية.
تلك الوظيفةُ تكفَّل بها خيَّاطٌ مشهورٌ يُسمَّى محمد لمهل، كما استُعملَ الموقعُ لتطبيبِ الجرحى.

في هذا الصددِ، يُضيفُ عمَّار: "كلُّ من كانوا متواجدينَ بالغارِ مدنيونَ، ولم يكن بينَنا جنودٌ من جيشِ التحرير. صحيحٌ كان هناك بعضُ الفدائيينَ المكلَّفينَ بحراسةِ المؤنِ لا غير، ولو كان هناكَ جنودٌ، لما تجرَّأَ الجيش الفرنسيّ على الاقترابِ منه مقدار خطوةٍ واحدةٍ. لذا، ما وقعَ لم يكن اشتباكًا بينَ طرفين كما يدَّعي الفرنسيون، بل مجزرةٌ ارتكبَها جيشُهم ضدَّ مدنيينَ عزَّل".

حسبَ ما يرويهِ المتحدِّثانِ لـ "الترا جزائر"، فقد بدأتِ العمليةُ بإطلاقِ كثيفٍ للنّار من مدفعيةِ الميدانِ، جُلِبَت من بلدةِ تينباوين المجاورة، ثمَّ أُتبعتْ بقصفٍ طيرانيٍّ، ورُشَّت المغارةُ برشَّاشاتٍ عملاقةٍ نُصِبَت في سقفِ وادي "تارشوين"، لتمطرَ الغار بوابلٍ من الرصاصِ الكثيفِ، غيرَ أنَّ كلَّ تلكَ الوسائلِ لم تجدِ نفعًا، نظرًا لوقوعِ المغارةِ في فلجٍ ممتدٍّ ناحيةَ العُمق.
يتذكَّرُ عمَّار عقون التفاصيلَ، ليردفَ هامسًا: "يجب أن نعلمَ أنَّ غارَ أوشطوح ذو تضاريسَ معقَّدةٍ، فهناك فتحةٌ كبيرةٌ بارزةٌ، وهي ذاتُ زاويةٍ مظلمة، وفي تلكَ الزاويةِ شبهُ خندقٍ نعبرُه زحفًا على البطونِ بطولِ أربعةِ أمتار، لنَدْلفَ إلى العُمقِ الحقيقيِّ للغارِ، الذي يقعُ في البطنِ المتواري للجبل، وهو على شكلِ قاعةٍ كبيرةٍ.
عندما اشتدَّ القصفُ، خرجَ المدعو مسعود مزغيش إلى العساكرِ الفرنسيينَ ليخبرَهم بأنَّ المحاصَرينَ مدنيونَ عزَّل، لكنَّهم ألقَوا عليهِ القبضَ، وقيدوهُ، ولغَّموا ظهرَهُ بقنبلةٍ شديدةِ المفعول، وربطوهُ بحبلٍ قبلَ أن يطلبوا منه أن يعودَ للغارِ كي يأمرَنا بالخروج، ولأنَّ لا أحدَ استجابَ، تمَّ تفجيرُه عن بعدٍ، فتطايرَتْ جثَّتُهُ إلى أشلاءٍ لم يُعثرْ على بقاياها".
ويُكمِل موسى الرواية متأثرا: " سمعته يطلب منّا فكّ قيوده، وفي تلك اللحظة وقع تفجيره، فخسف خسفاً ومن شدّة النسف سقط كثيرون بين الحشد المحتمي بالغار".

المغارةُ المقبرة
ظلَّ الفرنسيونَ يعتقدونَ بأنَّ المعتصمينَ بالكَهفِ المتواري هم "فلاقة"، ولذلكَ جلبتِ القيادةُ المشرفةُ على عمليةِ "الشّرارة" مهندسًا عسكريًّا فرنسيًّا لمعاينة طريقة التدخّل الناجعة.

وبعدَ تحليق استكشافيّ بواسطة حوَّامة، انتهى الخبيرُ إلى خيارين: إمَّا سدُّ المغارةِ بالخرسانةِ، أو استخدامُ الغازاتِ السامة. تمَّ تفضيل الخيار الثاني، لإجبار بعضهم على الخروج رغمَ فظاعتِهِ، لتنتهي حياة 118 مدنيًّا بدمٍ بارد.
يكشف عمار عقون: " قُصف الغار بقنابل، لكن وبحسب رواية رعاة كانوا يراقبون ما يحدث من المناطق المجاورة، تمّ رشه بغاز "النبالم" ثمّ ألقيت عليه قنابل يدوية خلفت النيران، ومن تلك النيران بدأت أدخنة الموت سوداء اللون تزرع رائحة الموت في الداخل.
غار أوشطوح ذو تضاريس معقَّدة فهناك فتحة كبيرة بارزة وهي ذات زاوية مظلمة، وفي تلكَ الزاوية شبه خندق نعبرُه زحفًا على البطون بطولِ أربعة أمتار
أول ما تشعر به هو اختناق ناتج عن ضيق التنفس، وبكحة حارقة لا تستطيع طرحها، مصحوبة برغوة لعابية على الشفتين، لقد سقط العشرات هلكى في اللحظة الأولى، بينهم شقيقي عبد الرحمان الذي هوى برأسه على رجليّ، ظننت أنه نام من فرط العياء فطلبت منه الاستيقاظ عدة مرات، لكن رفيقي الحواس بن عيسى انتهي يائساً و هو يقول لي بأنّه مات مثلما هلك العشرات مثل الذباب المُباد، وعندما انتبهت بحواسي في تلك الظلمة لأنّنا لم نكن نرى شيئا، فقد سمعت شخيرا وعويلاً وصراخاً، وبكاءً، ولم استوعب حجم الكارثة بعد، رغم أن بعضهم كان يرتجف بعدما فعلت السوائل السامة فعلتها في الأعصاب والأبدان".
يتنهد رفيقه موسى ليُعقِّب: " عندما بدأ الدخان يزحف نحونا، توقف كل شيء، لقد تعطلت حتى الساعات، والمصابيح اليدوية ذات البطارية، لا بل عندما حاولنا ايقاد أعواد ثقاب نسميها الساكوت وهي سريعة الالتهاب فقد أبت أن تشتعل. لم يعد هناك أوكسيجين كاف، فشعرت بدوّار وسقطت مغشيا عليّ في تلك العشية ولم أستيقظ سوى في العاشرة من اليوم التالي".
بيادر من الجثث
تفرَّق الناجون عبر مجموعاتٍ في زوايا متباعدة، ودام مكوثهم داخل الغار ليلتين وساعات طويلة من اليوم الثالث. ولطول المكوث وسط الظلمة والجوع، فقد حتم الأمر اللجوءَ إلى وسائلَ قسريةٍ للبقاء أحياء. تحاشى الرجلانِ الحديثَ خجلًا، لكن مرافقنا مصطفى صحراوي، أمين قسمة المجاهدين ببلدية تاكسلانت، حثَّهما على رواية الحقائق الدقيقة.
خلَّفت النيران حرائق لبعضِ المختبئين، مثل بوضياف بلقاسم، الذي لا تزال آثارُها جسده وهي شاهدة على وحشية الاستعمار الفرنسي
استطرد عمَّار موشوشًا: "كنَّا نتبوَّلُ في حذاءٍ حتى يغدو كإناء، ثم نقوم بتبليلِ قطعةِ قماشٍ داخله ونضعها على أنوفنا لنستنشقها، شريطةَ أن نردفَ ذلكَ بغلقِ أفواهِنا. كانت هذه طريقتَنا في مكافحةِ بقايا الغازاتِ المتسرِّبة، كلَّما شعرنا بتسرُّبِ الدخانِ الملعون بين الشقوق".
ويُوضِّح المتحدِّث معقِّبًا: "تعلَّمْنا هذه الطريقةَ من زميلنا الحواس بلعيد، الذي روى له ابنه المجنَّد في الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية أنَّ هذه التقنية كانت تُستَعمل لمواجهةِ الغازات السامة التي يُطلِقها الألمان النازيون على جنودِ الجبهةِ الفرنسية".
خلَّفت النيرانُ حرائقَ لبعضِ المختبئين، مثل بوضياف بلقاسم، الذي لا تزال آثارُها شاهدةً على وحشية الفرنسيين، مخلَّدةً فوق جلدِه بكدماتٍ أبدية.
أمَّا الشيخ سليمان مزغيش (86 سنة)، فيحكي بمرارةٍ، قائلًا: "أُصبتُ بالتهاباتٍ في القدمين، ومات أبي الحيسون، وأخي عياش. تمرَّغ الاثنان أمامي مرتجفين، ثم همدا نهائيا، ولم أستطعْ أن أفعل شيئًا".

هنا يموت حميدة
في عمقِ مأساةِ الغار، يتذكَّر موسى لحول هذه القصة الساطعة كما لو أنَّها شعلة إنسانية بدَّدتْ سُحُب القهر والظلمة التي ابتلعت الجميع. يُغالِبُ آلامَه ليتمتمَ لـ "الترا جزائر"، وعيناهُ تفيضان بالدموعِ الشفافة: "لن أنسى ما حييتُ حميدة بن تيبة.
كان هذا الرجلُ معنا، لم يُصَبْ بشيءٍ وكان حيًّا يُرزق، لكنَّه شعر بأنَفة وشموخٍ وتحدٍّ، حينما رأى الجثثَ المتراصَّةَ فوق بعضها، كما لو أنَّها بيادرُ سنابلَ ميِّتة، فقرَّر أن يزحفَ إليها ليموتَ مختنقًا من السُّمومِ التي تلطَّختْ بها. لقد همس لنا محتدًّا غاضبًا: لن أخرجَ من هنا، لأنِّي لا أريدُ أن أرى العسكرَ الفرنسيينَ ولا أن يرَوني أبدا".
يتنهَّد متأثِّرًا ليُضيف: "بعضُ الذين نجوا ظنُّوا أنَّ اختباءهم بين الجثثِ والتظاهرَ بالموتِ سيعصِمُهم من الفرنسيين، دون أن يعلموا أنَّهم سيختنقون أيضًا.
تبعه طاراش علي بن سلطان، الذي قرَّر ألاَّ يُغادرَ الغار وهو يقول " لن أخرج سأموت هنا"، أمَّا أنا فقد سُحلتُ فوق تلك الجثثِ سَحْلًا، والتأم حولي الجنودُ الفرنسيونَ و"الحركى"، لينهالوا عليَّ ضربًا بالهراوات. كنتُ أعتقدُ جازمًا أنَّني سأُعدمُ رميًا بالرصاص، لولا أني سمعتُ أحدهم يقول: "لا تُخسِروا عليهم الرصاص، وفِّروهُ للفلاقة، لأنَّ الناجينَ سيهلكون بما استنشقوا خلال ستةِ أشهر".
بعضُ الذين نجوا ظنُّوا أنَّ اختباءهم بين الجثث والتظاهر بالموت سيعصِمُهم من الفرنسيين دون أن يعلموا أنَّهم سيختنقون أيضًا
بدوره يُضيف عمَّار قائلًا: "حينما دخل علينا "حركيان" أرسلَهما العساكرُ الفرنسيون ككشَّافين، كنَّا مجموعة من ستةِ أشخاصٍ: أنا، وكمال لمهل، وحليم لمهل، والحواس بلعيد، وصالح فضيل، وبوضياف العايب. قاموا بتفتيشنا بحثًا عن أسلحة، وعندما لم يعثروا على شيء، التفتَ أحدُ "الحركى" للجثثِ المكوَّمة في الجهة الأخرى من الغار، وصاح مذعورًا: "حَاهْ! لا وجودَ لجنود، بل كلهم مدنيون، رجالٌ وأطفالٌ وامرأة".
المرأةُ الوحيدةُ هي زهرة فريك (15 سنة)، شقيقةُ الفدائي محمد فريك، الذي اصطحابها معه بعدما عُولِجتْ من إصابة في اليد إثر غارة جوية قرب مركز بلعلى. لجأتْ للغار هربًا من التمشيط، لتلقى حتفها هناك. وهي قريبةُ بشير فريك، الوالي السابق، الذي فقدَ والده أحمد فريك في هذه النكبة السوداء".
عائلاتٌ مشطوبة
في المحصِّلة النهائية، يقول إبراهيم صحراوي: "بعد وقوعِ الكارثة، تقاطرَ الناسُ من كلِّ المشاتي بحثًا عن ذويهم، وهناكَ من استخرجَ جثَّةَ والدِه أو شقيقِه زرقاء تمامًا. عدَّة عائلات شُطِبَت شجرتها العائليةُ أو كادت، مثل عائلة مزغيش التي فقدتْ 14 فردًا، وعائلة بوضياف التي فقدتْ 9 أشخاص، وعائلة فروج التي زفَّتْ 8 شهداء، عائلة العباسي التي التهمَ الغار 7 من ذويها. أسرٌ كثيرة أحصت ما بين أربعة وخمسة وستةِ شهداء".
تعمّد الفرنسيون، بعدَ انتهاء العملية في 24 مارس، تفجيرَ المغارةِ بقنابلَ ضخمة، تؤكِّدُ رواياتُ شهودِ العيان أنَّها قذفتْ بكتلٍ صخرية عملاقة على علوِّ أربعينَ مترًا، ولهذا السببِ لا يزال الغار يفُوح بروائح الغاز، بعدَ انقضاء 66 عامًا على تلك الفاجعةِ الرهيبة.
في واقعِ الحالِ، التهمَ الغار 123 شخصًا، بيدَ أنَّ القائمة الرسمية قيَّدت 118 شخصًا على سبيلِ التحقُّق الفعليِّ من هُوياتهم، في حين بقي خمسةُ شهداء مطمورين بين الكُتلِ المنهارة في بطنِ المغارةِ المتشظية.

الناجون: أيُّ تصنيف؟
اليوم، يُطالب بعض الناجين بتدخُّل السلطات العليا قصدَ تمكينهم من الحقوق المادية والمعنوية. يُفصح موسى لحول بألمٍ ممزوجٍ بروحِ الدعابة: "تسمِّي السلطات الرسميَّةُ الذينَ قضَوا نحبَهم شهداء، ونحنُ نترحَّمُ عليهم كلَّ عامٍ عندَ النصبِ التذكاريِّ المُخلِّدِ لذكراهم، فيما لا نعرفُ نحن، المتبقِّين من المقبرةِ الجماعية، في أيِّ خانةٍ نُصنَّف. ذلك أنَّنا لم نستفدْ من أيِّ اعترافٍ يحمي حقوقَنا المشروعة، أو من أيَّةِ لفتةٍ تنظرُ إلينا، بعدَ قرابة السبعة عقود عن الجريمة الموصوفة ضد الإنسانية".
الكلمات المفتاحية

قانون جديد قيد الدراسة في البرلمان.. آليات بديلة لاسترداد الأموال المنهُوبة
يتصدّر مشروع قانون حكومي جديد يتعلق بالإجراءات الجزائية جدول أعمال المجلس الشعبي الوطني (الغرفة السفلى للبرلمان) منذ ثلاثة أيام، مقترحاً آليات بديلة للمتابعة القضائية في جرائم اقتصادية محددة، وعلى رأسها قضايا الفساد التي هزت البلاد ويستهدف استرجاع الأموال العامة المنهُوبة.

مشروع قانون التعبئة العامة.. خُطوة دستورية في سياقات إقليمية مُتوتّرة
أثار إعلان مجلس الوزراء، في اجتماعه مساء الأحد، عن المصادقة على مشروع قانون التعبئة العامة، جملة من التساؤلات تتعلّق بدوافع هذا الإجراء وتوقِيته الحالي تحديدًا، خاصة في ظلّ تصاعد حِدّة التوترات الإقليمية.

تحركات دبلوماسية مُكثّفة في الجزائر.. القضايا الإقليمية على الطاولة
خلال أسابيع قليلة، شهدت الجزائر سلسلة من الزيارات الهامة لوزراء خارجية فرنسا، إيران، مصر، وتركيا، مما يسلّط الضوء على الأهمية الاستراتيجية المتزايدة التي تحظى بها الجزائر في المنطقة.

رؤوف فراح لـ "الترا جزائر": "دبلوماسية العكّازيْنِ" أفضل خيار لمعالجة الأزمة الطارئة مع مالي
يشرح رؤوف فراح، الباحث الجزائري في الجيوسياسية، المتخصص في منطقة شمال أفريقيا والساحل، في هذا الحوار مع "الترا جزائر" طبيعة التغيرات المتسارعة في طوق دول الساحل جنوب الصحراء بعد ميلاد تحالف دول الساحل، وارتدادات ذلك على صعيد المناطق الجنوبية للبلاد

طقس الجزائر.. أمطار ورياح عاتية عبر 13 ولاية
حذّر الديوان الوطني للأرصاد الجوية، اليوم الاثنين، من تساقط أمطار رعدية غزيرة ورياح قوية على عدّة ولايات من الوطن.

رغم الفوز.. شباب قسنطينة يغادر كأس "كاف" من الدور نصف النهائي
أقصي شباب قسنطينة في الدور نصف النهائي لكأس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم، رغم فوزه يوم الأحد، في مباراة الإياب أمام نهضة بركان بنتيجة 1-0 ، بملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة.

أول مشاركة لأبناء الجالية في مسابقة وطنية تربوية
كشف كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، سفيان شايب، عن مشاركة متميزة لأبناء الجالية الجزائرية بالخارج في أول مسابقة مدرسية من نوعها ينظمها المجلس الشعبي الوطني بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية.

إدراج كلمة جزائرية في قاموس لاروس الفرنسي الشهير
أدرجت دار النشر الفرنسية الشهيرة "لاروس"، الكلمة الجزائرية "كراكو" (Karakou) ضمن الطبعة الجديدة من قاموسها الشهير، المرتقب صدوره في 21 أيار/ماي 2025، وذلك ضمن قائمة تضم 150 مفردة جديدة.