جزائريات في 2024.. بزنس واستثمارات ومنتوج محلي وطموح للعالمية
7 مارس 2024
تتذكر الحرفية من ولاية بجاية تينهينان نايت عمارة (32 سنة)، كيف باشرت مشروعها للمقاولاتية سنة 2019، وهو مشروع إنتاج حقائب يد نسوية بلمسة تقليدية، تعكس التراث الجزائري وبالدرجة الأولى التراث الأمازيغي الأصيل قبل خمس سنوات، فالحلم تحول من مجرد فكرة إلى مشروع يرى النور و"بزنس" جديد وعلامة في السوق وحقائب تصل إلى ما وراء البحار.
الخبير الاقتصادي أبو بكر سلامي لـ "الترا جزائر": المقاولاتية النسوية يجب أن تحظى بدعم أكبر خلال المرحلة المقبلة
استطاعت تينهينان في ظرف خمس سنوات الانتقال من صاحبة آلة خياطة واحدة، تنتج حقائب يد برشمات أمازيغية، إلى مسيرة ورشة خياطة كاملة توظف أربع نساء. وتنتج حقائب يد وصلت اليوم إلى كندا وفرنسا كما يتم تسويقها بكافة ولايات الوطن، هذا إلى جانب عملها كأستاذة للغة الأمازيغية بالثانوية.
وتطمح تينهينان في عام 2024 إلى توسيع نشاطها بشكلٍ بارز وتوظيف عدد أكبر من اليد العاملة النسوية، مع الترويج عالميًا للتراث الجزائري الأمازيغي والحفاظ عليه للأجيال المقبلة.
تعتقد تينهينان في حديث لـ "الترا جزائر" أن المرأة الجزائرية سنة 2024 حققت نجاحات بارزة وخاضت غمار المقاولاتية في كافة المجالات دون استثناء، واستطاعت أن تصبح رقما بارزًا في مختلف القطاعات، كما تؤكد أنه لا يزال أمامها الكثير ليتحقق، وهو ما يفرض دعم الأسرة والمجتمع والسلطات العليا وتوفير المناخ المناسب لتصبح المرأة رقمًا فاعلًا في الاقتصاد الوطني.
182 ألف إمرأة تمارس "البزنس"
تينهينان هي واحدة من بين مئات آلاف الجزائريات اللواتي استخرجن سجلًا تجاريًا وأصبحن صاحبات مشاريع في قطاعات مختلفة، حيث تؤكد الأرقام الاخيرة للمركز الوطني للسجل التجاري أن العدد الإجمالي للنساء التاجرات في الجزائر ارتفع بنسبة 18 بالمائة خلال السنوات الخمس الأخيرة، ووصل خلال سنة 2023 ما يتجاوز 182 ألف امرأة.
وطبق الإحصائيات الرسمية في الجزائر ارتفع عدد النساء التاجرات من 154316 بنهاية سنة 2018 إلى 173687 بنهاية العام 2021 ثم ارتفع إلى179037 بنهاية سنة 2022، ليصل السنة الماضية إلى أزيد من 181820 امرأة تاجرة، مع توقعات بأن العدد قد ارتفع بشكل أكبر خلال سنة 2024، وهو ما يمثل زيادة بعدد 27504 سجل تجاري نسوي جديد في ظرف خمس سنوات، أي بنسبة نمو قدرها 17.8 بالمائة.
وتمثل النساء حاليًا نحو ثمانية بالمائة من إجمالي عدد التجار المسجلين لدى المركز والمقدر وفق آخر الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للسجل التجاري والتي نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية بأزيد من 2.2 مليون تاجر، مع العلم أنه من بين العدد الكلي للنساء التاجرات، 166115 تاجرة مسجلة كشخص طبيعي و 15705 مسجلة كشخص معنوي أي كمسيرات شركات، وهو رقم معتبر جدًا.
إلى هنا، يقول عضو لجنة المالية والميزانية بالمجلس الشعبي الوطني هشام صفر في إفادة لـ"الترا جزائر"، أن ارتفاع عدد النساء المقاولات أو التاجرات خلال السنوات الأخيرة مردّه التشجيع الكبير الذي تحظى به هذه الفئة من طرف السلطات الرسمية التي تولي أهمية قصوى للمقاولاتية النسوية، حيث تحظى النساء المقاولات بتشجيع خاص، وكذا الإرادة القوية التي تبديها جزائريات في مجال خوض غمار البزنس والأعمال وإطلاق علامات تجارية جديدة لاسيما في مجال النسيج والجلود والحلويات وغيرها من القطاعات التي أبدعن فيها، كما يشيد المتحدث بتفوق المرأة الجزائريه عمليًا وحتى في قطاعات التكوين المختلفة وهو ما يؤهلها لتكون حاملة مشاريع موفقة مقارنة مع فئات أخرى.
المشاريع النسوية أكثر جدية
من جهته، يرى الخبير الاقتصادي أبو بكر سلامي أن المقاولاتية النسوية يجب أن تحظى بدعم أكبر خلال المرحلة المقبلة لتحقيق إنجازات أهم في مختلف القطاعات مع إيلائها أهمية أكبر في التمويل والدعم، مشيرا إلى معظم النساء المقاولات أثبتن التزامهن بأداء مهامهن على أحسن وجه، وتنفيذ البرامج الموكلة إليهن، والتزامهن بآجال تسديد القروض ناهيك عن جدية كبرى في المشاريع التي يسيرنها.
ويضيف سلامي في تصريح اـ"الترا جزائر" أن العديد من الدراسات الجامعية أثبتت أن للمرأة دور كبير في تطوير المقاولاتية في الجزائر، وأن معظم المشاريع النسوية كانت جدية وتحمل واقعية ومصداقية والتزامًا في العمل والأداء خلافًا للمشاريع الأخرى التي سجلت فيها تجاوزات وتلاعبات.
وكعينة عن الدراسات المعدة بخصوص المقاولاتية النسوية، تؤكد دراسة منجزة شهر كانون الأول/ ديسمبر 2023 على مستوى قسم علم الاجتماع بجامعة 8 ماي 1945 بقالمة شرق الجزائر، اطلع عليها موقع "الترا جزائر"، أن المقاولات النسوية تحولت إلى عصب كل تنمية اجتماعية، وخلصت ذات الدراسة إلى أن مساهمة المرأة وشراكتها في التنمية الاجتماعية اليوم أمر حتمي في تطوير المجتمع والرقي به".
وتشدد ذات الدراسة على أن أهم العوامل التي ساهمت في دخول المرأة مجال المقاولة في الجزائر العوامل الشخصية والاجتماعية والمالية والإعلامية والتكنولوجية، ومن أهم مجالات نشاطها التي تساهم بها في التنمية الاجتماعية المجال الحرفي وخاصة الخياطة بصفة عامة،من خلال توفير سلع وخدمات بأقل من سعر السوق، وتقديم خدمات مجانية للأفراد، لتنافس سلع وخدمات السوق من حيث النوعية والسعر، ولزيادة الإنتاجية و تحقيق الربح تسعى المرأة المقاولة لتوسيع مشروعها وفتح فروع في مناطق مختلفة، والتعريف بنشاطها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي".
وبشأن العراقيل التي تصطدم بها المقاولة المرأة في الجزائر تؤكد ذات الدراسة: "للأسف تواجه صعوبات متعددة اثناء أدائها لنشاطها أهمها صعوبات سوسيوثقافية ونفسية وصعوبات صعوبات تسويقية وإدارية، صعوبات فنية وتكنولوجية".
مطالب بتسهيلات أكبر
وبالموازاة مع ذلك، وبالرغم من المزايا التي تمنحها السلطات الجزائرية للنساء المقاولات بصفة خاصة وممارسي نشاط المقاولاتية بصفة عامة، يطالب حاملو المشاريع بتسهيلات أكبر خلال المرحلة المقبلة، وفي السياق تقول فريال كيموش وهي صاحبة مشروع ورشة خياطة من تمويل الوكالة الوطنية لدعم وترقية المقاولاتية "نيسدا" في إفادة لـ "الترا جزائر"، أن المشكل الوحيد المطروح حاليًا في مشاريع الشباب الممولة عبر أجهزة الدعم، هو تعطل الإجراءات الخاصة بالتمويل لدى البنوك واستغراقها وقتًا طويلًا للتنفيذ وهو ما نطالب بتسهيله وتخفيفه خلال المرحلة المقبلة تقول المتحدثة.
صاحبة ورشة خياطة لـ "الترا جزائر": المشكل الوحيد المطروح حاليًا في مشاريع الشباب الممولة عبر أجهزة الدعم، هو تعطل الإجراءات الخاصة بالتمويل لدى البنوك
مشددة على أن المرأة المقاولة اليوم تحظى بدعم السلطات العليا بداية من رئيس الجمهورية إلى كافة الوزارات والهيئات المعنية إلا أن المطلوب هو التعجيل في تنفيذ الإجراءات والسرعة في إصدار القرارات الخاصة بالموافقة والتمويل دون تضييع وقت أكبر للمقاولين الذين هم في بداياتهم اليوم، ولا يطيقون تحمل أعباء مالية إضافية ناتجة عن تأخر الدراسات والموافقات والتصاريح.
الكلمات المفتاحية

الأرق الرمضاني في الجزائر.. ظاهرة متزايدة تهدّد الصحة
مع حلول شهر رمضان، تتغير العادات اليومية بشكل كبير في الجزائر، حيث يصبح النوم أحد أكبر التحديات التي يواجهها الصائمون. فبين السهر الطويل لمتابعة البرامج التلفزيونية الرمضانية، تغير أوقات الوجبات، وضغط الالتزامات اليومية، تتأثر الساعة البيولوجية للجسم بشكل ملحوظ، مما يجعل النوم غير منتظم ويؤدي إلى الأرق الرمضاني.

عيد المرأة: بطولة الشهيدة حسيبة بن بوعلي.. فُرصة لتجديد الذّاكرة
في زاوية من زوايا القصبة العتيقة؛ سطع نجم فتاة لم تتجاوز السابعة عشرة، رمزًا للتضحية والفداء في سبيل الوطن، إبان فترة الاستعمار الفرنسي؛ إنّها الشهيدة حسيبة بن بوعلي .

المخرج عباس فيصل: تمثيل الجزائر في مهرجان "العودة" الفلسطيني شرف لا يقدّر بثمن
عباس فيصل ممثل مسرحي ومخرج سينمائي صاعد متخصص في صناعة الأفلام الوثائقية، حاصل على شهادتي تقني سامي في المحاسبة والتسيير، وليسانس في علم المكتبات والمعلومات، يترأس نادي الفن السابع بالجزائر العاصمة، شارك في عدد من المهرجانات الدولية وسيكون له حضور في مهرجان فلسطيني قريبا، سيتحدث عنه وعن تيمته وعن فيلمه الذي سيعرض ضمن هذه الفعالية، كما سيتطرق عبر حواره مع "الترا جزائر" إلى السينما…

حساني: لن نتخلى كجزائريين على دعم ومساندة فلسطين
أكد رئيس حركة مجتمع السلم "حمس"، عبد العالي حساني شريف، اليوم الجمعة، أن الجزائريين لن يتوقفوا ولن يتخلوا عن دعم ومساندة القضية الفلسطينية، بكل الوسائل المتاحة والممكنة.

الجزائر تدعو إلى العودة لقرار وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ جميع مراحله
دعت الجزائر، اليوم الجمعة، إلى العودة لوقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ جميع مراحل الاتفاق الذي خرقه الكيان الصهيوني.

بيتكوفيتش: حققنا فوزًا مهمًا في ظروف قاسية وصعبة
قال مدرّب منتخب الجزائر لكرة القدم، اليوم الجمعة، إنّ المقابلة التي واجه فيها أشباله منتخب بوتسوانا، بملعب بملعب "أوبيد إيتاني تشيلومي" بمدينة فرنسيس تاون، جرت في ظروف "صعبة وقاسية".