تداول جزائريون في الساعات الأخيرة، على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، صورًا وفيديوهات عن مقتل نمر من سلالة مهدّد بالانقراض رميًا بالرصاص، بعد تمكّنه من الفرار من حظيرة تسلية، وسط مدينة تقرت ( 160 كلم جنوب ولاية ورقلة جنوب الجزائر)، صبيحة يوم الخميس 15 أوت/ أغسطس الجاري. أثارت الصور والفيديوهات المنتشرة على السوشيال الميديا، صدمة واستهجانًا لدى كثيرين، مستنكرين أسلوب التدخّل الأمني في عملية مطاردة النمر.
أثارت الصور والفيديوهات المنتشرة على السوشيال الميديا، صدمة واستهجانًا لدى كثيرين، مستنكرين أسلوب التدخّل الأمني في عملية مطاردة النمر
والسؤال الكبير يبقى عن سبب غياب الوسائل والتجهيزات الضرورية لمواجهة مثل هذه المخاطر، كـ مسدسات التخدير.
اقرأ/ي أيضًا: بعوض النمر في الجزائر.. فيروسات الأماكن النظيفة
في هذا السياق، كتب أمين مرزوقي تدوينة فيسبوكية عن مقتل النمر: "إحصائيات منظمة (peta) لحقوق الحيوانات، تقول إن عدد النمور من الفصيلة التي ينتمي إليها النمر الذي قُتل في تقرت هي 5000 نمر في كل أرجاء العالم".
من جهته، علّق خالد فضيل أحد النشطاء في المجال البيئي على حسابه الفيسبوكي: "من أجل القضاء على نمر مهدّد بالانقراض، هرب من سوء المعاملة في الحديقة ومن الجوع، تم تسخير قوّات الجيش الشعبي الوطني وقوّات الدرك الوطني".
وتداول نشطاء عبر من منصّات التواصل الاجتماعي، لم تتأكّد "ألترا جزائر" من مصداقيتها، صورًا لعملية سلخ الحيوان المقتول من طرف بعض مواطنين من المنطقة، تعكس غياب التام للسلطات المتخصّصة في معالجة تبعات الحادث إذا ثبتت صحّتها.
سلالة مهددة بالانقراض
يعتبر النمر الذي قتل بالذخيرة الحيّة من طرف قوّات الجيش والدرك الوطني، من الحيوانات المهدّدة بالانقراض، تسميتها العلمية "panthiratigris" أو "ببر" باللغة العربية، وهي حيوانات موطنها في الغالب في شرق آسيا، و متواجدة بشكل محدود في أفريقيا، ونظرًا لأنه حيوان مهدّد بالانقراض فهو يعيش في المحميات الغابية بالقرب من البحيرات، أو في الحدائق، ويحتاج إلى توفير نظام غذائي خاص، ومكان للاستحمام بشكلٍ يومي تقريبًا.
وفي تصريح لـ "التر جزائر" قال الناشط البيئي خالد فضيل إنّ هذا الصنف من الحيوانات، يكلّف الملايين، ويحتاج إلى بيئة ملائمة جدًا، ومعاملة وتربية خاصّة، كما عبر عن دهشته من وجود هذا النوع من الحيوانات وسط بيئة صحراوية نسبة الحرارة مرتفعة، لا تتوافق تمامًا مع البيئة المناخية للنمر على حدّ قوله.
رخص فتح الحدائق
تعود مليكة الحديقة إلى أحد الخواص الذين استثمروا في المنطقة، وبعد فرار النمر من الحديقة، تساءل مواطنو مدينة تقرت عن كيفية منح رخصة فتح حديقة حيوان، دون مراعاة جوانب السلامة والأمن واحترام الشروط الوقائية والحماية من المخاطر.
وفي هذا الصدد، يقول الخبير في الشؤون الأمنية والوقائية أكرم خريف: "لابد من إعادة النظر في أنظمة سلامة وأمن الحدائق وأحجام الأقفاص وتغذية الحيوان، وهل فيه خطة لاسترداد الحيوانات المفقودة أم لا؟، كما يجب مراعاة ظروف الحيوانات في الأقفاص".
وألحّ المتحدّث على ضرورة توفير التكوين والتدريب المتخصص لعمال هذا النشاط، ودعا أكرم وزارة الفلاحة إلى وضع مواصفات ودفتر شروط يحدّد آليات الاستثمار في مجال حدائق الحيوان، مطالبًا بفتح تحقيق مع صاحب الحديقة، قصد تحديد المسؤوليات وشرح مسار الحدث.
اقرأ/ي أيضًا: