جمانة فراطسة.. لوحات فنية "متوهّجة" من فحم أسود
14 فبراير 2025
مثل أساطير الانبعاث من نهر الرماد، تستدعي جمانة ملاك فراطسة الأرواح من الفحم، وتبعثها من جديد في لوحات متّقدة بالحياة والألوان، فقصة الفحم في النهاية نارٌ ملتهبة، والفنانة جمانة تُعيد سرد الحكاية من جديد بكثير من الإبداع، وتحاول بريشتها إذكاء هذه 'الثورة" وإلقاء القبض على اللحظات المتوهجة من بقايا السواد والعتمة.
جمانة ملاك فراطسة موهبة شابة ترسم لوحات جميلة ببصمة خاصة وبأبعاد تعبيرية رمزية وكأنّها لوحات لكبار التشكيليين الجزائريين
جمانة ملاك فراطسة موهبة، شابة تشق طريقها بثبات في عالم الفن التشكيلي، ترسم لوحات جميلة ببصمة خاصة وبأبعاد تعبيرية رمزية وكأنّها لوحات لكبار التشكيليين الجزائريين، ورغم غيابها عن صفحات الإعلام، إلاّ أنّ أعمالها الفريدة في تجسيد البورتريهات والوجوه جعلتها تتميّز وهي في مقتبل العمر، متجاوزة الهواية إلى خلق لغة للتعبير عن الحياة عبر وجوه صامتة.
تقول جمانة فراطسة في حديث لـ"التراجزائر" إنّها "عصامية ولم تتعلم الرسم في مدرسة أو معهد للفنون، بل مع مرور الوقت، ازداد شغفها بالرسم، فطوّرت ونمّت موهبتها بنفسها، بشكل تدريجي، بالفطرة تعشق الرسم، فداعبت الريشة وهي صغيرة السنّ، حيث لم يتجاوز عمرها آنذاك 7 سنوات، أي تزامن ذاك مع دخولها إلى المدرسة الابتدائية واكتشافها الحروف لأوّل مرّة".

دعم أسري
وتضيف فراطسة ابنة ولاية برج بوعريريج (240 كلم شرق الجزائر العاصمة)، عن بداياتها في هذا العالم المليء بالألوان والتعابير الرمزية، ورسوماته الأولى في مرحلة مبكرة في طفولتها، حيث لفتت انتباه معلميها بالمدرسة، وحظيت باهتمام وتشجيع كبيرين، وربما كان لجرعة الاهتمام تلك، أثر كبير لاحقًا، لأن يتحول شغفها من مجرّد رسومات طفولية إلى لوحات تضع فيها الكثير من شغفها وإبداعاتها.
وإلى جانب الدراسة، لم تتوقّف جمانة عن مواصلة ممارسة ما تعلّقت بها، وفي مراهقتها بدأت موهبتها تبرز وتتجلى بشكلٍ أوضح، بمساعدة من والديها الذين لم يكتفيا بتقديم الدعم المعنوي بل حرصا قدّما لها كل الدعم والتسهيلات من أجل أن تحقق ما تصبو إليه، فلم يبخلا عليها بالإمكانيات وتهيئة الظروف التي تساعدها في تقديم لوحات أجمل تتخطى بها حدود الهواية إلى الاحتراف، فكانا يشتريان لها كل ما تحتاجه من أدوات الرسم والأوراق والأقلام والريشات.

لماذا أقلام الفحم؟
لا تُخفي جمانة وهي طالبة في السنة الثانية بالمدرسة العليا للعلوم البيطرية في الجزائر العاصمة، في حديثها أنّ "ملكة الإبداع في مجال الرسم لديها ولدت معها، وما زاد تعلّقها به شغف والدها حكيم فراطسة بالفن، فساهم والدها -بحسب تعبيرها- بشكل أو بآخر في صقل شخصيتها فنّيًا".
جمانة فراطسة صاحبة الـ21 ربيعًا اليوم، تقدم بالألوان الزيتية وأقلام الفحم لوحات ورسومات تنتمي إلى المدرسة الكلاسيكية التي يعد ليوناردو دافينشي أحد أشهر فنانينها، ومخلدّ اللوحة الشهيرة "الجيكوندا" أو ما تسمى بـ"الموناليزا"، فتعمل بأسلوب "فريد" من نوعه على رسم الوجوه في أبهى حلة وبتفاصيل دقيقة، حيث كانت أوّل لوحة "احترافية" ترسمها مستوحاة من اللوحة الشهيرة "الطفل الباكي" لجيوفاني براغولين (1911-1981).

لم تتوقف جمانة عند التقليد، بل وضعت بصمة خاصة على أعمالها، حيث تمزج بين الكلاسيكية والتعبيرية، وتعتمد في لوحاتها على الألوان الزيتية وأقلام الفحم، وهما المادتان الأساسيتان اللتان تساعدانها على إبراز التفاصيل الدقيقة والتأثيرات الضوئية التي تُضفي بعدًا واقعيًا على أعمالها.
وطوال هذه المسيرة التي بدأت في عمر السبع سنوات قدّمت جمانة أعمالًا أخرى عبارة عن بورتريهات وجوه يستشف مشاهدها الحزن والأسى والحيرة البادية على محيّاها، وبورتريهات أخرى بعضها لشخصيات عالمية معروفة مثل الفنان فينسنت فان غوخ.. وغيرها.

لوحات
ومن لوحاتها التي اطلعت عليها "الترا جزائر" صورتان لعملين فنيين مرسومين بأسلوب تقليدي واقعي، مع لمسات ناعمة وألوان دافئة وفق ما شرحته جمانة فراطسة، حيث تمثل الصورة الأولى فتاة صغيرة ذات شعر فاتح وعينين زرقاوين واسعتين، تبدو وكأنها منهمكة في صنع إكليل من الزهور، وتعطي الخلفية الداكنة والممزوجة بلمسات من الأخضر انطباعًا بوجود رحلة في عالم خيالي أو قصة قديمة.
وتبرز الصورة الثانية امرأة شابة بتعبير هادئ وحالم، بشعر داكن مربوط جزئيًا وشريط على رأسها، الإضاءة الناعمة والظل الدقيق على ملامح الوجه يمنحان اللوحة إحساسًا بالعمق والهدوء.
تشير المتحدثة إلى أنّ كلتا اللوحتين تعكسان مهارة في الرسم الزيتي أو الأكريليك مع تركيز على التفاصيل العاطفية والواقعية للوجوه مما يخلق إحساسًا بالحميمية والدفء.
تجارب وأحلام
شاركت جمانة في عدة معارض محلية من بينها حضوره المتميز في الصالون الوطني التاسع للفنون التشكيلية الذي يقام دوريًا بدار الثقافة بولاية برج بوعريربج، كما سجلت مشاركتها في عدة مسابقات جامعية، كانت تنال المرتبة الأولى بفضل لوحاتها التي تخطف إعجاب الجميع، إضافة إلى ذلك شاركت مؤخرًا بمناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية "يناير" في معرض أقيم بقرية آيث خليفة بولاية البرج، حيث عرضت لوحاتها وأعمالها وسط إشادة بها من قبل الجمهور الذي زار المعرض.
تسعى جمانة إلى جانب مواصلة دراستها بالمدرسة العليا للعلوم البيطرية والتخرج كطبيبة بيطرية، إلى الدراسة في معهد الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة
وتكشف جمانة فراطسة، أنّه إلى جانب مواصلة دراستها بالمدرسة العليا للعلوم البيطرية والتخرج كطبيبة بيطرية، إلى الدراسة في معهد الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة لتطوير قدراتها الفنية في مجال الرسم"، وهما مسارين مختلفين ووجهين لحلم واحد تسعى من خلالهما جمانة فراطسة إلى التفوق والتألق وتحقيق أحلامها.
الكلمات المفتاحية

المخرج عباس فيصل: تمثيل الجزائر في مهرجان "العودة" الفلسطيني شرف لا يقدّر بثمن
عباس فيصل ممثل مسرحي ومخرج سينمائي صاعد متخصص في صناعة الأفلام الوثائقية، حاصل على شهادتي تقني سامي في المحاسبة والتسيير، وليسانس في علم المكتبات والمعلومات، يترأس نادي الفن السابع بالجزائر العاصمة، شارك في عدد من المهرجانات الدولية وسيكون له حضور في مهرجان فلسطيني قريبا، سيتحدث عنه وعن تيمته وعن فيلمه الذي سيعرض ضمن هذه الفعالية، كما سيتطرق عبر حواره مع "الترا جزائر" إلى السينما…

مشاهد العنف والمخدرات في الدراما.. جدلٌ يعود كل رمضان في الجزائر
يتكرر مع كل رمضان جدلٌ بشأن المحتوى الذي يجب أن تقدّمه الدراما عند تناولها لحياة مختلف الفئات الاجتماعية إمّا بنقل تفاصيلها كما هي في الواقع حتى بآفاتها وطِباعِها السيئة أو إظهار الجوانب الإيجابية لها أكثر لتكون قدوة للمتلقي خلف الشاشة.

من بينها "كَارَاكَالا ".. 3 مواقع أثرية مرشّحة للانضمام لقائمة التراث العالمي
شرعت وزارة الثقافة والفنون في إدراج مجموعة من المواقع الأثرية المهمة في البلاد ضمن القائمة الإرشادية للتراث العالمي، في خطوة تهدف إلى الحفاظ عل التراث الثقافي الجزائري.

الممثل مجرام مراد: لا يجب أن تقتصر الكوميديا على رمضان فقط
مجرام مراد ممثل جزائري بدأ ممارسة الفن من خشبة المسرح، وشق طريقه بثبات نحو الشاشة، فأبدع في تقديم أدوار كوميدية ودرامية، وعرفه الجزائريون في أعمال تلفزيونية مثل "عاشور العاشر" و"دار البهجة" و"بوبالطو".. وأعمال أخرى، وفي رمضان 2025 يواصل رحلة الكوميديا، حيث يطّل على الجمهور من خلال سلسلة "المرحي".

المخرج عباس فيصل: تمثيل الجزائر في مهرجان "العودة" الفلسطيني شرف لا يقدّر بثمن
عباس فيصل ممثل مسرحي ومخرج سينمائي صاعد متخصص في صناعة الأفلام الوثائقية، حاصل على شهادتي تقني سامي في المحاسبة والتسيير، وليسانس في علم المكتبات والمعلومات، يترأس نادي الفن السابع بالجزائر العاصمة، شارك في عدد من المهرجانات الدولية وسيكون له حضور في مهرجان فلسطيني قريبا، سيتحدث عنه وعن تيمته وعن فيلمه الذي سيعرض ضمن هذه الفعالية، كما سيتطرق عبر حواره مع "الترا جزائر" إلى السينما…

حساني: لن نتخلى كجزائريين على دعم ومساندة فلسطين
أكد رئيس حركة مجتمع السلم "حمس"، عبد العالي حساني شريف، اليوم الجمعة، أن الجزائريين لن يتوقفوا ولن يتخلوا عن دعم ومساندة القضية الفلسطينية، بكل الوسائل المتاحة والممكنة.

الجزائر تدعو إلى العودة لقرار وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ جميع مراحله
دعت الجزائر، اليوم الجمعة، إلى العودة لوقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ جميع مراحل الاتفاق الذي خرقه الكيان الصهيوني.

بيتكوفيتش: حققنا فوزًا مهمًا في ظروف قاسية وصعبة
قال مدرّب منتخب الجزائر لكرة القدم، اليوم الجمعة، إنّ المقابلة التي واجه فيها أشباله منتخب بوتسوانا، بملعب بملعب "أوبيد إيتاني تشيلومي" بمدينة فرنسيس تاون، جرت في ظروف "صعبة وقاسية".