فريق التحرير - الترا جزائر
وصف حزب العمال شهر رمضان لهذه السنة بأنه الأصعب والأغلى منذ الاستقلال، وذكر أنه كان شهرًا كئيبًا بعد امتناع الناس عن النزهة والسهر بفعل ضيق الحال.
حزب العمال: ماذا نقول عندما يصبح البصل بثمن 400 دينار للكيلوغرام؟ هل أصبح منتجًا فاخرًا يجبر ربات البيوت على الاستغناء عنه؟
وذكرت افتتاحية جريدة الأخوة لسان حال الحزب في عددها لهذا الشهر أن "الغالبية الساحقة من الشعب تكون قد مرت للتو، بأصعب شهر رمضان منذ الاستقلال، فهل نحن نبالغ إذا قلنا ذلك؟".
وأوضحت أن الزيادة الإجرامية لم تتوقف في أسعار المنتجات ذات الاستهلاك الواسع المنتجة محليًا والمتوفرة طوال الشهر، مكذبة تصريحات وزير التجارة السابق والحالي بشأن ضبط مزعوم للسوق، كان قد أُعلِن عنها عدة مرات.
أما اللحوم التي يسوقها الديوان الوطني للحوم (أوناب)، بجميع أنواعها، فتبقى حسب المقال في غير المتناول رغم الاستيراد المتأخر ابتداءً من النصف الثاني من شهر من رمضان الذي كان يفترض أن يخفض سعر لحم الأبقار المباع إلى ما بين 1200 و 1700 دينار جزائري للكيلوغرام، وهي الأسعار التي تظل مبالغا فيها بالنسبة للغالبية العظمى من العائلات.
وأبرز الحزب أنه بفعل ذلك اضطرت غالبية العائلات إلى التخلي عن تقاليدها الموروثة عن الأجداد في الطبخ، والاكتفاء بالحد الأدنى الضروري بالنسبة لأولئك الذين لديهم دخل شهري.
وأضاف: "أما 27٪ من العائلات التي استفادت من مساعدة البلديات البالغة 10.000 دينار جزائري والتي تغطي بالكاد تغطي ثلاثة أيام من النفقات، فهي تعطي دليلًا ماديًا عنيفًا على الانهيار الاجتماعي".
وتساءلت الافتتاحية: "ماذا نقول عندما يصبح البصل، وهو عنصر أساسي في المطبخ الجزائري، بثمن 400 دينار للكيلوغرام؟ هل أصبح منتجًا فاخرًا يجبر ربات البيوت على الاستغناء عنه؟".
ثم أردفت "هذا هو السبب في أن شهر رمضان هذا كان كئيبًا للغاية، حيث لم يكن بمقدور الغالبية تحمل نفقات النزهات الليلية التي تتميز بها أشهر رمضان. تماما مثلما تسببت أسعار ملابس العيد الباهظة في خنق الأسر وزيادة معاناة الآباء غير القادرين على تلبية الحاجيات التقليدية لأبنائهم بارتداء ملابس جديدة في يوم العيد".
واعتبر المقال أن "هذا التراجع المروع غير مسبوق، بما في ذلك أثناء الحرب ضد الإرهاب والتفكك في فترة التسعينيات"، مشيرا إلى أنه "عكس تلك الفترة القذرة والدموية التي استخدمها صندوق النقد الدولي لفرض خطة إصلاح هيكلي قاتلة علينا، فإن عائدات النفط الحالية كبيرة للغاية، وبلدنا ليس في ديون وليس معنيًا بالمجهود الحربي لأنه ليس متحالفًا مع الناتو في حربه المدمرة ضد روسيا".
