27-فبراير-2023
بائع الورد

(الصورة: فيسبوك)

"الورود تبكي"، "بائع الحب والأمل"، "ذبلت الورود بوفاته"، "عمي محمد انتقل إلى الرفيق الأعلى".. بهذه العبارات الحزينة نعى وودع نشطاء منصات التواصل الاجتماعي، محمد بوعكاز، صاحب أشهر محل بيع للورود في قلب الجزائر العاصمة.

ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي اقترحوا الحفاظ على محل "ورود الجزائر" لقيمته الرمزية وجماليته وتخليدًا لروح المرحوم عمي محمد

وخيّم الحزن على منصات التواصل بالجزائر، بعد رحيل "عمّي محمد" كما يحلو للجزائريين تسميته، وتداولوا صورًا وفيديوهات تُظهر محل (ورود الجزائر) مغلقًا لأوّل مرّة بعد أكثر من ثلاثة عقود من النشاط.

من هو محمد بوعكاز؟

بدأ محمد بوعكاز، الرجل الطاعن في السن (ثمانيني العمر)، مزاولة مهنة بيع الورود قبل نحو70 عامًا، وتحديدًا عام 1955 إبّان فترة الاستعمار الفرنسي للبلاد، وكان عمره آنذاك 14 سنة.

وقبل 35 عامًا، في ذلك الركن وسط ساحة البريد المركزي، التي تتوسط شارعي الشهيدين العربي بن مهيدي وديدوش مراد، بدأ عمي محمد يستقبل زبائنه في كشك "ورود الجزائر" بمحبة ويخدمهم بتفاني دون كلل.

في 2021 تحصل كشك "زهور الجزائر" لمحمد بوعكاز على جائزة أفضل محل لبيع الورود في منطقة الجزائر الوسطى، وذلك في المسابقة التي نظمتها بلدية الجزائر الوسطى وسجلت مشاركة 14 محلًا خاصًا ببيع الورود.

وفي وداع صاحب أشهر وأقدم محل بيع ورود في العاصمة الجزائرية محمد بوعكاز، كتب الجزائريون ممن عرفوا الراحل أو تعاملوا معه أو مرّوا بجانب محلّه، كلمات نعي صادقة، نابعة من حبهم لهذا الرجل الذي عاش وسط الجمال ونثر الحب عبر باقات الورد التي كان يصنعها بمنتهى الدقة والجمال.

 الوداع..

في الصدد كتبت الإعلامية نبيلة سنجاق عن رحيل عمّي محمد: "توفي اليوم عمي موح بائع الورد بساحة البريد المركزي، الباب مغلق والورود تبكي بالداخل رحيل من كان يسقيها ويعتني بها يوميا قبل طلوع الشمس لتتصدر واجهة المدينة بألوانها وتبهر الأعين وتسكن القلوب، له الرحمة والمغفرة".

وكتب الإعلامي سامي قاسمي: "الجزائر تودع أشهر بائع للورود، الحاج محمد بوعكاز في ذمة الله، الله يرحمه ويغفر له.. إنا لله وإنا إليه راجعون."

الإعلامي جمال معافة كتب في السياق ذاته: "هذا محل بيع الورود بالبريد المركزي وسط العاصمة، للأسف بابه موصد اليوم لأن صاحبه عمي أحمد وافته المنية اليوم، ألف رحمة على روحه الطاهرة."

ويأمل معافة "ألّا يختفي هذا المحل نهائيًا لقيمته الرمزية وجماليته ثم تخليدًا لروح المرحوم عمي أحمد الذي كان يسقي حتى الأشجار المجاورة لمحله."

الكاتبة والروائية حميدة شنوفي كتبت: "إنا لله وإنا إليه راجعون، لا أعرف العم محمد شخصيا لكني أعرف ورود الجزائر، كنت كلما مررت من هناك أخذت صورا للذكرى."

وبحسرة أضافت: "هذا المكان جميل بتلك الأزهار وبالعم محمد أيضًا، أما اليوم فهو كئيب، وسيكون كذلك كلما مررت من هناك قادم الأيام".

وبكلمات مؤثرة قالت شيماء سعيد: "لأوّل مرّة محل بيع الورود الجزائر العاصمة مُغلق، عمي محمد ينتقل إلى الرفيق الأعلى، إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أغفر له وارحمه وتجاوز عنه."

وأردفت مُعلقة على صور التقطتها أمام المحل: "صورتي لي على يمين هو الي صورني، ناس طيبه وجعني قلبي عليه".

سارة عبدلي، علقت حزينة على رحيل محمد بوعكاز بائع الورود بقولها: "لأول مرة أرى هذا المحل، محل بيع الورود المتواجد بالبريد المركزي مغلق، خبر حزين صاحب المحل بائع الحب والورود عمي محمد ينتقل إلى الرفيق الأعلى وللأبد."

وأضافت عبدلي: "أتمنى من أعماق قلبي أن لا يغلق هذا المحل بعد الآن، على الأقل ليبقى كذكرى للبسمة التي كانت ترسم على وجه الفقيد الراحل عمي موح، إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أغفر له وارحمه يا رب."

مها أنجل قائلة: "ذبلت الورود بوفاته، العم الذي كان يبيعنا الأزهار عند ساحة البريد المركزي يغادرنا، فأصبح قبره اليوم يحتاج إلى ورود وروحه الطاهرة في حاجة إلى دعائنا، إنا لله وإنا إليه راجعون، وهل ستبقى للورد رائحة من بعده؟."

ونعت صفحة "صالومبي حومتي" الراحل بوعكاز: "ببالغ الحزن والأسى تلقينا خبر وفاة صاحب المحل الشهير لبيع الورود بالجزائر العاصمة أمام البريد المركزي عمي "محمد بوعكاز" أحد أشهر بائعي الورود بالجزائر، نيابة عن كافة سكان المدنية نتقدم بتعازينا القلبية للعائلة الكريمة والأحباب.."

وقال المدون نذير برهان: "لأول مرة محل بيع الورود من أمام البريد المركزي بالعاصمة مغلق، عمي محمد بوعكاز بائع الورود ينتقل إلى الرفيق الأعلى."

وأضاف: " لكل أجل كتاب شاء الله اليوم أن يرحل بائع الحب والأمل، بائع المشاعر الشاعرية ماسح دمع المقل وبائع الورد في الجزائر العاصمة عمي محمد الذي زاول نشاطه في تلك الزاوية محاذية للبريد المركزي، عاش فيها 70سنة وهو يبيع في الورد، يبيع الحب في أرجاء المعمورة."