حفل العربي طرقان.. جزائريون يستعيدون ذكريات الطفولة في لقاء "تاريخي"

استعاد الجمهور الجزائر مع الفنان طارق العربي طرقان السوري ذو الأصول الجزائرية، أشهر  شارات الأعمال الكرتونية في حفل "تاريخي" أحياه رفقة أبنائه، الجمعة، بمسرح الهواء الطلق العادي فليسي بالجزائر العاصمة، وسط حضور قياسي للعائلات الجزائرية.

عائلات كثيرة لم تتمكن من دخول حفل العربي طرقان رغم اقتنائها تذاكر الدخول 

ذكريات..

وخلال الحفل الذي يعدّ الأوّل لعائلة طرقان في الجزائر، توسط العربي طرقان الركح رفقة ابنه محمد وابنتيه ديما وتالا اللتان ظهرتا بإطلالة جزائرية خالصة، حيث ارتدت ديما وتالا اللباس التقليدي الجزائري، وقدّم الرباعي أجمل أغاني الرسوم المتحركة التي بقيت راسخة في أذهان جيل (جيل الثمانينيات والتسعينيات) من الجزائريين الذين كانوا بالأمس أطفالًا صغارًا.

وقبل موعد الحفلين القادمين بقاعة الزينيت بقسنطينة يوم 31 آب/أوت ووهران يوم الثالث من أيلول/سبتمبر عاش الجمهور الجزائري الذي توافد بكثرة إلى المسرح قبيل الحفل بساعات، لحظات مع الفرح، استعاد خلالها أجمل الذكريات وأحلى الأغاني الكرتونية التي رافقتهم وأمتعتهم في مرحلة الطفولة.

وفي الحفل الذي دام نحو ساعتين من الزمن، أمتعت عائلة طرقان مرفوقة بالأوركسترا الجزائرية بقيادة يونس بحري، الحضور الذي ملأ مدرجات مسرح العادي فلسي بباقة متنوعة من روائع بقيت محفورة في عالم الأطفال مثل "أمّي"، "باتمان"، "هزيم الرعد"، "سلاحف الننيجا"، "دروب ريمي"، "الكابتن ماجد"، "روميو صديقي يحفظ عهد الأصدقاء".. إلخ.

وتفاعل الجزائريون أطفالًا، وشباب، ونساء بحرارة مع أغاني الشارات الكرتونية التي صدحت بها حناجر العربي طرقان وأولاده، حيث طالبوه بإعادة بعض الأغاني التي يحبونها ويحفظونها عن ظهر قلب مثل "هزيم الرعد".

كواليس

ولحظة وصولهم إلى مسرح الهواء الطلق بالعاصمة، استقبل الفنان العربي طرقان رفقة أبنائه الثلاثة بالزغاريد والموسيقى الفولكلورية الشعبية التي تتميز بها العاصمة، وذلك في أجواء مميزة عمّتها الفرحة والسعادة.

وعبرّ العربي طرقان عن سعادته البالغة بوجوده في الجزائر والترحاب الذي قوبل به من قبل الجزائريين أبناء بلده وقال في تصريح للتلفزيون الجزائري: "أحكي على أبنائي الغاليين، أولاد بلادي، اللي برا (قبل الدخول إلى المسرح)، ما شاء الله، والبرنامج تضمن الأغاني المعروفة التي عادة يحبها الجمهور".

وأضاف العربي طرقان:" الجزائر أجمل مدينة رأيتها، مشيت بشوارعها، كل شارع، كل رصيف، كل شجرة،.. كله جميل".

وعن فخره بأصوله الجزائرية أوضح: "لمّا رأيت بلاد أجدادي، بلاد أبي وجدّاتي،.. شعور فوق الوصف".

كما نشر العربي طرقان فيديو قصير على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك حول زيارته للجزائر ولحظة وصوله إلى مطار هوّاري بومدين الدولي بالعاصمة في الـ22 أوت/أغسطس/آب الجاري.

ويظهر الفيديو الاحتفاء المميز الذي حظي به العربي طرقان وعائلته، حيث استقبلوا على وقع أنغام "الزرنة" و"الطبل" بالورود والتمر، وهي عادات الجزائريين في الترحاب بالضيوف، حيث توشح طرقان وأبناؤه الثلاثة بالعلم الجزائري، وتحدثوا مع مستقبليهم وكان بينهم أطفال بالزي التقليدي الجزائري."

تنبيه قبيل الحفل

وقبيل إحياء الحفل، بالجزائر، نشر طارق العربي طرقان على صفحته الرسمية بفايسبوك، بيان محاميه تتضمن جملة من التنبيهات بخصوص استغلال وتقليد أعماله.

 وجاء في المنشور على لسان محامي العربي طرقان: "نود التنبيه العام بسياسة استخدام أغاني الرسوم المتحركة التي لحنها أو كتبها أو وزعها السيد طارق العربي طرقان"

 وشدد البيان على عدم استخدام الأغاني كاملة أو أي جزء منها سواء كان لحن أو كلمات أو إعادة توزيع أي منها للأغراض التجارية أو الحفلات الغنائية التجارية أو لأي فعالية تجارية إلاّ بعد أخذ الموافقة الخطية المسبقة من صاحب الحقوق السيد طارق العربي طرقان وهذا على أن يتم قبل الإعلان الرسمي عن أي حفل أو فعالية تتضمن تلك الأغاني وإلا سيتم التعرض للمساءلة القانونية

 وأشار البيان إلى أنّ "السيد طارق العربي طرقان لم يتنازل لأي شخص أو هيئة أو شركة عن أي من أغاني الرسوم المتحركة التي لحنها أو كتبها أو وزعها".

ولد الملحن والمغني والموسيقار طارق العربي طرقان، في دمشق، والده جزائري، ينحدر من مدينة سيق بولاية معسكر في الغرب الجزائري ،و أمه جزائرية الأصل، درس في كلية الفنون الجميلة، وكوّن مدرسته الأولى والوحيدة لتعلم أبجديات الموسيقى والعزف على آلاتها.

أغنية "ماوكلي" من ألحانه وأدائه وهي أوّل أعماله، ثم تلتها "صقور الأرضّ، "فرسان الفضاء"، "الماسة الزرقاء"، "سلاحف النينجا"، "ساندوكان"، "في جعبتي حكاية"، "المحقق كونان"،"هزيم الرعد"، "الرمية الملتهبة"، "باتمان"، "سيمبا"، "فلة والأقزام السبعة".. وغيرها.

وفي الأناشيد لديه "قمر سيدنا النبي"، "يا طيبة"، "الله يا مولانا"، "نور في الأجواء تألق"، "وديلي سلامي"، "الآن سنبدأ".. وغيرها.

تساءل متابعون عن كيفية تعويض ومن يتحمل المسؤولية في ذلك؟

يشار أن كثيرًا من المواطنين لم يتمكنوا من دخول العرض، وبقوا خارج أسوار مسرح الهواء الطلق، رغم امتلاكهم تذاكر الحفل، حيث تساءل متابعون عن كيفية تعويضهم ومن يتحمل المسؤولية في ذلك؟ هل هي المؤسسة المنظمة "أرقام" للإنتاج أم من؟ وهل ستتكرر هذه الفوضى في حفلي قسنطينة ووهران؟