06-يونيو-2022

الكاتب محمد بن زيان (فيسبوك/ الترا جزائر)

سبعة وعشرون سنة مرت على اغتيال المثقف الجزائري بختي بن عودة، في الـ 22 أيار/ماي 1995 استقرّت رصاصة تلقاها من شخص لم يعرفه ولم يقرأ له. بن عودة الذي لا يزال حاضرًا عبر مقالاته واسهاماته، تجلى في فترة العطاء التعددي من خلال طرح الأسئلة، وإرباك المسلمات من الأصوليات والشرعيات التاريخية.

محمد بن زيان: الحداثة عند بختي مرتبطة بتوجهه المتقاطع والمتفاعل مع عبد الكبير الخطيبي وجاك دريدا

محمد بن زيان كاتب وإعلامي جزائري مهتم بأعمال بختي بن عودة، يتطرق في حوار جمعه بـ "التر جزائر" عن بن عودة الإنسان والمثقف والمفكر.

  • كيف تقدّم للقارئ بطاقة تعريف عن المرحوم بختي بن عودة؟

بختي بن عودة ولد بمدينة وهران في سنة 1961، مارس مهنة الصحافة، وأشرف على برمجة وتنشيط اللقاءات الفكرية والأدبية في قصر الثقافة بوهران في فترة إدارة الأديب أمين الزاوي، وبعد حصوله على الماجستير توظف في الجامعة، لكنه اغتيل قبل تحصيل راتبه الأول.

  • ما هو الحقل المعرفي الذي اشتغل عليه المرحوم بن عودة؟  

المرحوم بختي بن عودة سكنته هواجس فكرية وجمالية مرتبطة بالحداثة والاختلاف، ولهذا كان متفاعلًا مع ما طرحه كل من عبد الكبير الخطيبي، والفلاسفة الجدد في الغرب، خاصة جاك ديريدًا ومثلهم، وأيضًا شمل اشتغاله حقول متعدّدة أدبًاوفلسفة وعلوم إنسانية.

  • اهتم المثقف بختي عن سؤال الحداثة، ما هو تعريف الحداثة عند بن عودة؟

الحداثة عند بختي، مرتبطة بتوجهه المتقاطع والمتفاعل مع الخطيبي ودريدا، أي أنها تجاوزٌ مبدع ومخلخل لكل هيمنة مركزيات، ولكن في سياقه الجزائري صاغ رؤية تضمنها بيانه ضدّ القبيلة، الحداثة ترتبط عنده بما عبّر عنه بالتحاب وباستيعاب الاختلاف، وترسيخ قيمة الضيافة، ولقد كثف طرحه باستعادته لأثر الأمير عبد القادر وشيخه ابن عربي، الأثر المحتفى بالإنسان.

  • هل كان اغتيال بختي بن عودة هو استهداف استئصال الانتلجنسيا الوطنية المؤثرة خارج النسق السلطوي والبعيدة عن الأصوليات المهيمنة؟ 

اغتيال بختي  يندرج فعلًا فيما يبدو مخططًا لتجريد البلد من العقل النقدي، ومن كل إمكانات تبلور أنتلجنسيا جديرة بهذا التوصيف، وما يؤكد ذلك الأسماء التي تم استهدافها في مختلف حقول المعرفة والإبداع خلال فترة التسعينيات.

  • هناك تميز في لغة الكتابة عند بختي، في رأيك أين مكمن سحر الكتابة عند مؤلف "رنين الحداثة"؟

الميزة المحورية في أثر بختي، هي لغته التي تفرّدت وظهرت بشكل أثار استغراب البعض، ولقد تسبّبت له في متاعب في الصحيفة التي كان يشتغل فيها ثم في الجامعة.

هي لغة ارتبطت بهواجسه وعبرت عن روحه، لغة مشحونة بنزعة الحداثة والاختلاف، ومتحرّرة من هيمنة ما يسميه أركون بالسياج الدو غمائي المغلق. كان بختي يعيش الحلم، من مشاريعه كانت مجلة عنوانها أقيانوس، لهذا كانت لغته لغة تجليّات هذا الحلم في التجاوز واقتحام المستحيل.

كتب بختي الشعر والنقد والترجمة ومقالات في مواضيع مختلفة،رياضية وسياسية وفنية وفكرية وأدبية، وحوارات مع شخصيات مختلفة، مثل أدونيس ودرويش وبرتيولوتشي وأركون، ونشرت هذه الكتابات في صحف ومجلات داخل وخارج الوطن.وفي السنوات الأخيرة من حياته كتب مقالات بالفرنسية أيضًا.

محمد بن زيان: لغة بن عودة مشحونة بنزعة الحداثة والاختلاف ومتحرّرة من هيمنة ما يسميه أركون بالسياج الدو غمائي المغلق

  • ماذا عن النشر؟

عملان هم كل ما نشر له، هما "رنين الحداثة" الذي نشرته رابطة الاختلاف، و"ظاهرة الكتابة في النقد الجديد"  الذي بادرت بنشره مديرية الثقافة في معسكر في فترة جمال فوغالي، ثم أعيد نشره في دمشق بإشراف عبد القادر فيدوح الذي كان مشرفًا على بختي في الماجستير ، الكتاب تضمن تلك الأطروحة.