حوار | عبلة بلعمري: مسرحية "الغروب والشروق" تحمِل مسؤولية تجاه أطفال غزة
17 فبراير 2025
يتجاوز التضامن مع فلسطين في الجزائر، حُدود المواقف السياسية والدبلوماسية والشعبية ليشمل مجالات أخرى مثل الرياضة والفنون؛ حيث يُعتبر المسرح منبراً قوياً لإبراز معاناة الفلسطينيين، لا سيما الأطفال، في ظل حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال في قطاع غزة. ويتجسد هذا المشهد المؤلم في عمل مسرحي بعنوان 'الغروب والشروق'، الذي قامت بتأليفه وإخراجه المبدعة الجزائرية عبلة بلعمري
فكرة المسرحية نابعة من كون القضية الفلسطينية هي القضية الأولى لنا كجزائريين والمسرح سلاح في زمن المقاومة
"الغروب والشروق" مسرحية ثورية زمنها 45 دقيقة، عُرِضت السبت، بقاعة "الأطلس" باب الوادي بالعاصمة الجزائر، وسط حضور جمهور غفير تفاعل مع أطوارها وهتف بحياة فلسطين وبحياة أطفل غـزّة الجريحة.
ما وراء "الغروب والشروق"؟
يحكي العمل المسرحي الذي كتبته وأخرجته الجزائرية عبلة بلعمري وجرى تقديمه بمناسبة إحياء "يوم الشهيد" المصادف لـ18 شباط/ فبراير (يوم الأربعاء المقبل) من كل عام، معاناة ومأساة أطفال فلسطين في زمن الحرب والعدوان الذي يشنّه الاحتلال على مختلف المناطق الفلسطينية وبالأخص على قطاع غــزة.
وينقُل أجواء الدمار والخراب والحرمان التي خلّقها القصف الإسرائيلي على قطاع، كما يقترب تصوير واقع الأطفال المحرومين داخل أرضهم من السلام والأمان، والذين يأملون في غد أفضل بعيدا عن صوت القنابل والرصاص.
في السياق تقول المخرجة عبلة بلعمري عن فحوى ودلالة العنوان "الغُروب والشّروق" إنّ "الغروب يوحي إلى الظروف القاسية التي يعيشها أهل غزة خلال الحرب، بينما "الشروق" يعني أن شمس الحرية ستشرق.
وتُضيف بلعمري في لقاء مع "الترا جزائر" عن هذه التجربة أنّ "فكرة تقديم عمل مسرحي للتضامن مع فلسطين، نابع من كون القضية الفلسطينية هي القضية الأولى لنا كجزائريين والمسرح سلاح في زمن المقاومة، وهذا العمل يعود عبر أحداثه إلى معاناة أطفال فلسطين في زمن الحرب، أطفال لا يتمتعون بأي حق من الحقوق التي يتمتع بها أطفال العالم، كما تتحدث عنه المنظمات والهيئات العالمية."

من أطفال الجزائر إلى أطفال غزة
بخُصوص انتقاء أطفال لتمثيل مشاهد المسرحية، توضّح بلعمري أنّه إضافة إلى أنّ الممثل والفنان المحترف فارس زدادقة (من ولاية سطيف) الذي أدّى دور الأب، معظم الأطفال الذين اختارتهم لهذا العمل منخرطون في الكشافة الإسلامية الجزائرية، " لقد وجدت فيهم روحا فلسطينية كبيرة، وحبا لا يوصف لفلسطين وأهلها كما هو متجذر في قلوب الجزائريين".
وتصف بلعمري تجربتها مع هؤلاء الأطفال بأنها " مليئة بالحب وبالروح الفلسطينية التي كانت حاضرة منذ بداية التدريبات، حيث كانت في البداية رسالة تضامنية وداعمة لفلسطين ولأطفالها، ولكن مع توالي التحضير حتى اقتراب العرض أمام الجمهور أصبحت مسؤولية تجاه أطفال غزة".
وسجّل هذا العمل المسرحي الثوري مشاركة كل من شمس الدي بولقرون، شمس الدين بلال، علي معز، زيتوني أشرف، قوسمي أحمد لقمان، ذودي لعورام، خلف آية، مروى محصان، فريال نوراليقينوقدور يوسف، إضافة إلى الفنان زدادقة فارس الذي جسد دور الاب.

ولم تخفِ المتحدثة التفاعل القوي الذي أبداه جمهور قاعة "الأطلس" باب الوادي، وأعجب بالعرض الذي قدّمه أطفال صغار على الخشبة، وأبدعوا في تجسيد مشاهده بشكل جميل ومحترف يعكس حبهم لفلسطين، وتقول حول ذلك: "الجمهور الجزائري يعشق فلسطين، حب فلسطين ينتزع من قلب الجزائريين عند انتزاع روحهم."
لم يكن العرض -وفق ما أكدته المتحدثة- مجرد عمل فني، بل كان مسؤولية أخلاقية وشهادة حية تنقل للعالم صورة الطفولة المسلوبة تحت الاحتلال، وصرخة جزائرية تعكس عمق الارتباط بفلسطين.

المسرح سِلاح في زمن المقاومة
وفي ردّها حول سؤال مدى مساهمة الفن وخاصة المسرح في نقل وتصوير معاناة الفلسطينيين في ظلّ حرب الإبادة التي يتعرضون لها، تؤكد بلعمري أنّ "الفنانين يحاولون إيصال رسالة إلى العالم من خلال أعمالهم ومنها المسرحية مفادها أنّ كل فنان غيور على القضية يرسم قصة معاناة ويقف مع الشعب الفلسطيني ويتضامن معه ولو بالكلمة التي تعتبر صوتا وسلاحا، كما المسرح الذي يعد سلاحا في زمن المقاومة.

وترى عبلة بلعمري في معرض حديثها أنّ "تعاون الفنانين سواء مخرجين أو ممثلين، من أجل تقديم حدث إنساني أو كتابة فصل أو قصة من مأساة شعب يتألم من البطش والحروب كما هو حال الفلسطينيين، ينقل إلى العالم حجم المأساة والمعاناة، ويصور هول ما يجري، ألم الأطفال، دموع الأمّهات، مخلفات القصف، الدمار، المرض، الفقر.. وغيرها، كما أنّ الفن يساهم في التعريف بالقضية وتعرية المحتل وفضح مدى بشاعة جرائمه في حق الشعب الفلسطيني.
شهداء ومونتاج لم يكتمل
وتذكر صاحبة "السيف المنتظر" أنّ تجاربها مع الأعمال التي تتناول القضية الفلسطينية مختلفة ولعلّ أبرزها تلك التي بقيت راسخة في ذهنها ولن تنساها أبدا من شدة الصدمة والوجع، حيث تقول بلعمري: "تجربة كانت ستكون فريدة ومميزة، لكن للأسف لم تكتمل القصة،
كل فنان غيور على القضية يرسم قصة معاناة ويقف مع الشعب الفلسطيني ويتضامن معه ولو بالكلمة
وباشرت في صيف 2023 مع فريق عمل شاب من داخل قطاع غزة في إنتاج سلسلة دينية كتبت فكرتها ونصها بعنوان "محراب فلسطين"، فكنت أتواصل معهم عبر الـ "واتساب"، فتم تصوير 15 حلقة، لكن للأسف لمّا بلغنا مرحلة التركيب (المونتاج) وأتممنا الحلقة الأولى من البرنامج (أحتفظ بها لحد الآن)، تم خلال العدوان على القطاع تفجير المكان الذي كان الشباب يقومون فيه بعملية المونتاج وضاعت الحلقات المتبقية، حزنت لما حدث، واشتد حزني عندما كانت تصلني بين الحين والآخر أخبار عن استشهاد فرد من أفراد الطاقم (رحمهم الله)."

والجدير بالذكر أنّ عبلة بلعمري، كاتبة سيناريو أيضا، في رصيدها ثلة من الأعمال مثل فيلم ثوري بعنوان "لحبال"، و"السيف المنتظر" وهو عمل مسرحي ملحمي، أخرجه المصري محمد عزّت، ويتطرق إلى القضية الفلسطينية ويروي تاريخ الاحتلال وعدوانه على فلسطين والأراضي العربية، إضافة إلى سيناريو فيلم "صرخة أنثى" (جزائري-مصري).
وفي مايو/آيار 2024 حصدت جائزة أفضل سيناريو من طرف البورد الدولي للعلماء التنمية البشرية المسجلة لدى الأمم المتحدة عن عملها "رحلة فلسطيني" الذي يحكي سيرة وحياة المخترع ياسين الشوك. وقبلها في 2021 نالت عبلة بلعمري جائزة الإبداع الفني من قبل مؤسسة "سيدّة الأرض الفلسطينية" نظير أعمالها التي قدّمتها عن فلسطين والقدس.
الكلمات المفتاحية

المخرج عباس فيصل: تمثيل الجزائر في مهرجان "العودة" الفلسطيني شرف لا يقدّر بثمن
عباس فيصل ممثل مسرحي ومخرج سينمائي صاعد متخصص في صناعة الأفلام الوثائقية، حاصل على شهادتي تقني سامي في المحاسبة والتسيير، وليسانس في علم المكتبات والمعلومات، يترأس نادي الفن السابع بالجزائر العاصمة، شارك في عدد من المهرجانات الدولية وسيكون له حضور في مهرجان فلسطيني قريبا، سيتحدث عنه وعن تيمته وعن فيلمه الذي سيعرض ضمن هذه الفعالية، كما سيتطرق عبر حواره مع "الترا جزائر" إلى السينما…

مشاهد العنف والمخدرات في الدراما.. جدلٌ يعود كل رمضان في الجزائر
يتكرر مع كل رمضان جدلٌ بشأن المحتوى الذي يجب أن تقدّمه الدراما عند تناولها لحياة مختلف الفئات الاجتماعية إمّا بنقل تفاصيلها كما هي في الواقع حتى بآفاتها وطِباعِها السيئة أو إظهار الجوانب الإيجابية لها أكثر لتكون قدوة للمتلقي خلف الشاشة.

من بينها "كَارَاكَالا ".. 3 مواقع أثرية مرشّحة للانضمام لقائمة التراث العالمي
شرعت وزارة الثقافة والفنون في إدراج مجموعة من المواقع الأثرية المهمة في البلاد ضمن القائمة الإرشادية للتراث العالمي، في خطوة تهدف إلى الحفاظ عل التراث الثقافي الجزائري.

الممثل مجرام مراد: لا يجب أن تقتصر الكوميديا على رمضان فقط
مجرام مراد ممثل جزائري بدأ ممارسة الفن من خشبة المسرح، وشق طريقه بثبات نحو الشاشة، فأبدع في تقديم أدوار كوميدية ودرامية، وعرفه الجزائريون في أعمال تلفزيونية مثل "عاشور العاشر" و"دار البهجة" و"بوبالطو".. وأعمال أخرى، وفي رمضان 2025 يواصل رحلة الكوميديا، حيث يطّل على الجمهور من خلال سلسلة "المرحي".

المخرج عباس فيصل: تمثيل الجزائر في مهرجان "العودة" الفلسطيني شرف لا يقدّر بثمن
عباس فيصل ممثل مسرحي ومخرج سينمائي صاعد متخصص في صناعة الأفلام الوثائقية، حاصل على شهادتي تقني سامي في المحاسبة والتسيير، وليسانس في علم المكتبات والمعلومات، يترأس نادي الفن السابع بالجزائر العاصمة، شارك في عدد من المهرجانات الدولية وسيكون له حضور في مهرجان فلسطيني قريبا، سيتحدث عنه وعن تيمته وعن فيلمه الذي سيعرض ضمن هذه الفعالية، كما سيتطرق عبر حواره مع "الترا جزائر" إلى السينما…

حساني: لن نتخلى كجزائريين على دعم ومساندة فلسطين
أكد رئيس حركة مجتمع السلم "حمس"، عبد العالي حساني شريف، اليوم الجمعة، أن الجزائريين لن يتوقفوا ولن يتخلوا عن دعم ومساندة القضية الفلسطينية، بكل الوسائل المتاحة والممكنة.

الجزائر تدعو إلى العودة لقرار وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ جميع مراحله
دعت الجزائر، اليوم الجمعة، إلى العودة لوقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ جميع مراحل الاتفاق الذي خرقه الكيان الصهيوني.

بيتكوفيتش: حققنا فوزًا مهمًا في ظروف قاسية وصعبة
قال مدرّب منتخب الجزائر لكرة القدم، اليوم الجمعة، إنّ المقابلة التي واجه فيها أشباله منتخب بوتسوانا، بملعب بملعب "أوبيد إيتاني تشيلومي" بمدينة فرنسيس تاون، جرت في ظروف "صعبة وقاسية".