08-يونيو-2021

الدكتور أمين خير الدين (فيسبوك/الترا جزائر)

بات العنف الممارس جسديًا ونفسانيًا يطبع سلوكيات كثير منّا يوميًا في الشارع، وأصبحت القساوة تسيطر على تعاملاتنا في مختلف المجالات، وعلى المستوى المؤسّساتي يزداد اعتماد العنف المقنن والإفراط في استخدام السلطات والصلاحيات، واعتماد أسلوب الضغط وتشديد الرقابة  في سلب الأقوال أوالبحث عن أأدلة بهدف الإدانة والسطوة.

 أمين خير الدين: يُستعمل التعذيب أحيانًا لأغراض أخرى كفرض مجموعة من القيم والمعتقدات

 في حوار مع "التر جزائر " يكشف الدكتور النفساني، أمين خير الدين مفهوم التعذيب، وما هي أغراضه وانعكاساته النفسية والعقلية، كما يتناول آليات المعالجة وتجاوز الصدمة النفسية.

اقرأ/ي أيضًا: حوار المثقف والحاكم

  • بداية، ما هو تعريف التعذيب؟

التعذيب هو كل سلوكٌ عدواني يترتّب عن إحداث آلام جسدية أو نفسية بإنسان ما، وبصورة متعمدة ومنظمة كوسيلة من وسائل استخراج المعلومات، أو الحصول على اعتراف أو لغرض التخويف والترهيب أو كشكلٍ من أشكال العقوبة، أو وسيلة للسيطرة على مجموعة معينة تشكل خطرًا على سلطة ما. ويستعمل التعذيب أحيانًا لأغراض أخرى كفرض مجموعة من القيم والمعتقدات، يعتبرها المُعذّب سلوكيات تمسّ بالآداب والأخلاق العامّة المتفق عليها في مجتمع ما.

  • ما هي أهداف التعذيب في رأيك؟

الهدف من التعذيب هو بسط السيطرة والحفاظ على مصلحة أو نظام معيّن، تكون في غالب الأحيان شخصية، و إرهاب الشخص الذي ينزل عليه العذاب من اجل إخضاعه وإسكاته عن قول رأي أو حقيقة ما، تضرب نسق و نظام الشخص الذي يسلك السلوك العدواني المتمثل في التعذيب.

  • ما هي الآثار النفسية للتعذيب على الضحايا؟

يمثل التعذيب بشكليه الجسدي والنفسي صدمة نفسية كبيرة، وتنجر عنه سلوكات مرضية وخيمة، فالتعذيب يُحدث ما يسمى في علم النفس المرضي بحالة الإجهاد النفسي الحاد، وينجر عن ذلك في حال استمرار أعراضه لأكثر من أربع أسابيع والمتمثلة في الذعر والخوف واضطرابات عصبية ودية، مثل فقدان النوم والشهية نوبات من الهلع ومعايشة الصدمة عن طريق بعض العلاوي السمعية والبصرية، حيث يستعيد الشخص كل المشاهد والأصوات المتعلقة بالتعذيب، مما ينجر عن ذلك اضطراب الحياة النفسية والاجتماعية للشخص تصل في بعض الحالات إلى الاكتئاب و قد تصل بالشخص إلى الانتحار .

  • كيف يمكن التعافي نفسيًا من التعذيب؟

لعلاج المخلفات الناجمة عن هذا الحدث الصدامي المتمثل في التعذيب، يجب أولًا إخضاع الشخص لفحوصات نفسية معمقة، والعمل على أن يتحدث الشخص عما تعرض له بصفة عفوية وتلقائية في إطار لقاءات عيادية أو مقابلات، ومحاولة تحديد كل ما يمكن أن يكون عاملا إيجابيا في التخلص من مخلفات هذه الصدمة انطلاقًا من معتقداته الشخص نفسه سواءً كانت دينية أو ثقافية، إضافة إلى البحث في نسبه الاجتماعي عن عناصر إيجابية كصديق محبوب أو أخ أو والد لمؤازرته، وهذا يتطلّب عدة مقابلات لتحديد كل ذلك بغية تقوية قدراته على التكيف من جديد مع نمط حياته الجديدة، وتصبح تلك الصدمة مجرد تجربة مضت لا أقل ولا أكثر.

التعذيب يمكنه أن يكون سببًا في نشر الحقد والكراهية والعنف

مالذي يغذّي السلوكات العدوانية التي تدفع هؤلاء الأشخاص للمارسة التعذيب؟

التعذيب يمكنه أن يكون سببًا في نشر الحقد والكراهية، و ينتج مزيدًا من العنف وإعادة التجربة، فيصبح الشخص المعذب جلادًا و في حالات نادرة تصبح الضحية في وضعية غرامية مع معذبها و هذا ما يعرف بمتلازمة ستوكهولم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

حوار | نصيرة محمدي: ولّد الحراك الشعبي سلوكًا تحرريًا

حوار | الهادي بوذيب: العقل الجزائري تشكّل في سياق المقاومة ورفض الإذلال