14-نوفمبر-2022
جلال بوسمينة (فيسبوك/الترا جزائر)

جلال بوسمينة (فيسبوك/الترا جزائر)

يبرز جلال بوسمينة، المحلل المالي والاقتصادي، الأهمية الجيو اقتصادية والسياسية التي تلعبها منظمة بريكس، ويكشف في حوار لـ “التر جزائر" هشاشة المنتدى نتيجة عدم التجانس بين الدول أعضاء بريكس سياسيًا واقتصاديًا، وما هي دوافع تقدم الجزائر رسميًا بانضمام إلى مجموعة بريكس، وما هي انعكاسات هذا الخيار على المستوى الاقتصادي، كما يحدد بوسمينة شروط نجاح وتفعيل انضمام الجزائر إلى منتدى بريكس

جلال بوسمينة: مجموعة بريكس لا يمكن اعتبارها تكتلًا اقتصاديًا أو حتى سياسيًا

  • بداية ما هي منظمة بريكس؟

منظمة بريكس هي مجموعة تشكلت بعد فكرة الاقتصادي جيم أونيل سنة 2001، الذي اطلق مصطلح (bric )نسبة إلى كل من الصين، روسيا البرازيل والهند قبل انضمام جنوب أفريقيا سنة 2010  لتصبح بريكس، المنظمة  جاءت كبديل لمجموعة G7 من أجل أن تسمح للدول الأعضاء بها من ولوج الأسواق المالية باعتبارهم دول سريعة النمو وتشكل نسبة معتبرة من الاقتصاد العالمي وصلت حتى 30% من الاقتصاد العالمي، تمثل الصين الجزء الأكبر من هذه النسبة، المنظمة انبثق عنها بنك التنمية الجديد وهو بنك رأس ماله لم يتجاوز حتى الآن 140 مليار دولار وباستثمارات 24 مليار دولار فقط بالرغم من تصنيف البنك الجيد AA+ من طرف (s&p credit rating agency)، من غير البنك المنظمة اكتفت بالاجتماعات السنوية والخروج بمقررات سنوية.

  • هل تعتبر مجموعة بريكس تكتلًا اقتصاديًا وسياسيًا موازٍ للكتل والتحالفات الغربية؟

بريكس حتى الآن لا يمكن اعتبارها تكتلًا اقتصاديًا أو حتى سياسيًا بسبب التوجهات السياسية المختلفة للدول الأعضاء، وحتى اقتصاديا هناك فوارق بين اقتصاديات الدول، روسيا تعتمد على الطاقة مثلًا، الهند دولة سريعة النمو لكن لا يزال الناتج المحلي الإجمالي بها للفرد الواحد ضعيفًا، والصين وصلت لمرحلة يعتبر فيها الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد فوق المتوسط وتحاول البحث عن الفعالية الاقتصادية  بشكل أكبر عن طريق الاستثمار في البحث العلمي والعمل المعقد، في المقابل تبقى مجموعة تضم دول نامية هامة ولديها مصالح مشتركة، خاصة البحث عن الولوج للأسواق المالية ومحاولة مجابهة الاقتصاديات الكبرى، مع المنادات بتعديل النظام المالي الاقتصادي الحالي بما يضمن مصلحة الدول النامية الصاعدة مؤخرًا.

  • ما هي الشروط الواجب توفرها للانضمام الى منتدى بريكس؟

عند مطالعة المقررات الرسمية لاجتماعات الدول الاعضاء لا نلاحظ شروط واضحة تضعها المنظمة لقبول دول أعضاء جدد، لكن عند تشكيل المجموعة جاءت كفكرة لضم مجموعة من الدول النامية لمحاولة خلق تكتل اقتصادي وحتى سياسي في المستقبل، وهذا ما تبحث عنه الصين وروسيا بدرجة أكبر، قبول اعضاء جدد يكون بالتشاور وبالخروج بقرار توافقي بين الدول الأعضاء جميعا، من جهة أخرى في الاجتماع المنظمة رحبت بانضمام دول جدد يمكنها تقديم اضافة للمجموعة والمساهمة في تحقيق أهدافها.

  • عمليًا ماذا يعني انضمام الجزائر الى منظمة بريكس؟

حقيقة المجموعة بشكلها الحالي لا يعني الكثير ، فانضمام دول لها بما فيها الجزائر، جنوب أفريقيا، البرازيل وحتى روسيا دول انكمش اقتصادها، بالرغم من أنها كانت دولًا ذات اقتصاد سريع النمو قبل الانضمام، وهذا مؤشر أنه ليس للمجموعة تأثير كبير اقتصاديًا وحتى سياسيًا. هناك وجهات نظر مختلفة للقضايا الدولية والإقليمية لاعضاء المجموعة.

  • هل هناك دوافع جيوسياسية أم جيو اقتصادية؟

كلاهما معًا، الجزائر تبحث عن رفع مكانتها في السياسة الدولية، وفي المقابل تبحث عن خطة لدعم اقتصادها واستقطاب الشراكات الاقتصادية، وهذا ما يمكن للمجموعة المساهمة فيه، لكن ليس بالشكل الحالي، وأيضًا باستراتيجية مدروسة للجزائر من أجل حقيقة الاستفادة من الانضمام.

  • هل رغبة الجزائر الانضمام إلى مجموعة بريكس يعني إعطاء الظهر للاتحاد الأوروبي، والابتعاد اقتصاديًا وسياسيًا عن الانتماء الأفريقي والعربي؟

لا أبدًا، الجزائر دولة تريد ربط علاقات اقتصادية مع أوروبا وحتى مع الولايات المتحدة الأميركية وأيضًا رفقة الصين، مشاريع وعقود في مجال الغاز الأخيرة، دليل على الارتباط الاقتصادي المتبادل، والعقود المبرمة مع إيطاليا، بالرغم من أن هناك تحفظات على اتفاقية الشراكة الأوروبية من طرف الجزائر، بالنسبة لأفريقيا من الواضح أن الجزائر تحاول ولوج السوق الأفريقي وأيضًا خلق تعاون اقتصادي عربي وهذا ما عبرت عنه الجزائر في القمة العربية الاخيرة.

جلال بوسمينة: يجب أن يكون هناك إصلاح للقطاع المصرفي، والتقليل من الرقابة على رأس المال

  • ما هي الخطوات الواجب أن تخطوها الجزائر من أجل تثمين انضمامها إلى مجموعة بريكس؟

أعتقد أنه يجب العمل من الآن على تهيئة الجزائر للاستفادة من المجموعة في حالة الانضمام، خاصة وأن الإصلاحات الاقتصادية التي يجب القيام بها سوف تخدم الاقتصاد الجزائر في كل الحالات، يجب أن يكون هناك إصلاح للقطاع المصرفي، والتقليل من الرقابة على رأس المال، الاتجاه نحو الرقمنة والتقليل من الاقتصاد الموازي، بالاضافة الى تحسين مناخ الاستثمار من خلال التقليل من العراقيل الإدارية وأيضًا خلق مناطق صناعية، وفي النهاية الجزائر لا تحتاج الوجود في هذه المجموعة لكي تحقق انطلاقة اقتصادية حقيقة، لكن التواجد سيكون مساعد إذا كان مدروس غير ذلك ستستفيد الدول الأعضاء أكثر من تواجد الجزائر بالمنظمة.