20-يوليو-2022
عبد القادر خماس (فيسبوك/الترا جزائر)

عبد القادر خماس (فيسبوك/الترا جزائر)

يعمل الكوريغراف عبد القادر خماس المعروف باسم "كادار" على الحفاظ على الرقص التقليدي وترقيته وتطويره منذ أنّ كان يشرف على التكوين في بالي "أرابيسك" الذي تأسس بوهران سنة 1998، واستمر نشاطه ست سنوات فقط، فكان يلقن المواهب الشابة تقنيات وحركات الرقص، خاصة في أنواع رقص معينة مثل الشاوي، القبائلي، العلاوي، العاصمي، يعتبر أن الرقص علاج نفسي ويرمز إلى ثقافة البلد وحضارتها، ولا يختلف عن باقي الفنون الأخرى كالرسم والموسيقى.

عبد القادر خماس:  رقصة "العلاوي" الشهيرة فازت في مسابقة عالمية للرقص نظمت في "بالما" 

انتقل إلى الإشراف على بالي مسك الليل الذي يعد امتدادًا لـ"باليه أرابيسك" و"المرجاجو" الذي تأسس سنة 2007، وفي لقائه مع "الترا جزائر" يعود مصمم الرقصات عبد القادر خماس  إلى الحديث عن مشاركة بالي "مسك الليل" في مهرجان الأغنية الوهرانية الأخير، وكيف تساهم هذه الفرقة في الترويج للتراث الجزائري سواءً الرقص أو اللباس الذي يرافقه مثل البلوزة الوهرانية، إضافة إلى مشاريعه.. ونقاط أخرى.

في الكواليس تابعناك وأنت تشرف على تدريب عارضات أزياء وراقصات على رقصة "العلاوي" لتقديمها في سهرة الفنان هواري بن شنات ضمن سهرات مهرجان الأغنية الوهرانية الذي أسدل ستار طبعته الـ12 قبل أيام قليلة فقط، هلاّ وضعتنا في صورة مشاركتكم وعملكم؟

كنت حاضرًا كمؤطر ومصمّم رقصات ومشرف على باليه "مسك الليل" في مهرجان الأغنية الوهرانية، الذي شارك فيه عديد الفنانين، وكان البرنامج ثريًا وغنيًا أعدّته محافظة المهرجان بالتنسيق مع مديرية الثقافة لوهران تزامنا واستضافة الباهية لألعاب البحر الأبيض المتوسط في دورتها الـ 19، وقبيل حفل هواري بن شنّات، يجب أن تكون هناك تدريبات قبلية بغية الظهور بشكل محترف على المسرح ولا مجال للخطأ، كما قمنا بتقديم عروض أزياء للبلوزة الوهرانية.

حول ماذا اقتصر دور باليه "مسك الليل" في المهرجان؟

تمحور عملي وعمل الفرقة في ظهور العارضات يوم الافتتاح والاختتام باللباس الوهراني "البلوزة"، أي عرض أزياء مرافق للحفلين، وكذا مرافقة العارضات وهنّ يلبسن البلوزة الوهرانية كل فنان خلال تكريمه، على مسرح عبد القادر علولة بوهران، كما قدّمت راقصات باليه "مسك الليل" الذي يمتد نشاطه لنحو 20 سنة، رقصات بالبلوزة الوهرانية.. خلال سهرات المهرجان وخاصة خلال سهرة الفنان هواري بن شنّات، وأبعاد هذه النشاطات هي المحافظة على التراث الجزائري الذي يتعلق باللباس التقليدي وعراقته.

إلى جانب حضور باليه "مسك الليل" في الفعاليات الفنّية الوطنية، هل لدى هذه الفرقة الفنّية مشاركات خارج الوطن؟

أجل، مثلنا الجزائر في عدّة تظاهرات دولية وكانت مشاركة الباليه مشرّفة جدًا في مختلف المسابقات الخاصة بالرقص الذي تنافسنا على جوائزها ومن بينها حصولنا على الجائزة الأولى في مسابقة عالمية للرقص نظمت في "بالما" وكان ذلك عن رقصة "العلاوي" الشهيرة في وهران ومدن الغرب الجزائري، كما سجلنا حضورنا في دول أوروبية أخرى مثل إيطاليا (سردينيا)، وفرنسا (ستراسبورغ).. وغيرها.

هل الرقصات التي تصممها عصرية بحتة وتؤدى في المناسبات فقط أم أنّها تعكس أيضا روح وهران، ذاكرتها، عراقتها.. وتاريخها؟

الرقص هو علاج نفسي، يرتاح  كل من يؤدي حركاته ويمارسه سواءً كهواية أو بشكل محترف أو كرغبة بين الحين والأخر، وهو لا يختلف عن الفنون الأخرى في هذا السياق سواء التمثيل، الرسم، المسرح..إلخ، كلّها علاجات وراحة لممارسها، كما أنّه رسالة نبيلة ويرمز إلى ثقافة وحضارة بلد، وتراث توارثه جيل عن جيل، والرقصة الوهرانية لها أهمية وقيمتها عالية، لذلك أدّيناها في خطوات كلاسيكية حتى يكون العرض في جانبه الكلاسيكي بطابع وهراني.

باليه "مسك الليل".. في جولاته خارج الجزائر لا يروج للرقصات فقط، بل للأزياء الجزائرية أيضا ومن بينها البلوزة الوهرانية.. هل هذه العملية تتكرر في كل مناسبة؟

الرقصة دائما غالبًا ما تكون بالزي الوهراني الجزائري، وتكون مرفوقة باللباس التقليدي، وفيما يتعلق بالبلوزة الوهرانية فهي غنية عن التعريف ويعود تاريخها إلى العام 1700، وكفرقة نظمنا العام الماضي يوما وطنيا للبلوزة الوهرانية وقدّمت العارضات البلوزة الوهرانية بشكلها الأصيل والعصري معا، وهذا من أجل الحفاظ على تراثنا الجزائري والدفاع عنها خاصة في ظل وجود محاولات استيلاء عليه من قبل جهات معينة، ولكن أؤكد هنا أنّ الأصل يبقى الأصل والباقي تقليد، ومن هذا المنطق أقول أنّ الرقصة الوهرانية والبلوزة الوهرانية هما تراث جزائري، وثقافة جزائرية نعتز بهما ونفخر بهما ونحافظ عليهما دوما اليوم وغدًا.

عملك في مجال الكوريغرافيا والترويج للتراث الجزائري في التظاهرات الدولية من خلال الرقص واللباس التقليدي، لا ينفصل عن فنون أخرى ساهمت في خدمة هذا الهدف مثل موسيقى "الراي" التي أصبحت عالمية.. ما رأيك؟

كما نعرف، أصل موسيقى الراي هو فن البدوي، ومع مرور الوقت، تطورت إلى موسيقى الراي مع بقاء فن البدوي والأغنية الوهرانية محافظين على منزلتهما، واشتهرت موسيقى الراي في الأوساط الشبابية، وبرز من هذا اللون الغنائي والموسيقى نجوم أوصلوها للعالمية.. وهذه الخطوة أو القفزة شجعت أن يكون تراثنا الجزائري معروف في العالم، ونحن في البالي نتأقلم مع كل الطبوع الغنائية والموسيقية خدمة للثقافة الجزائرية.

عبد القادر خماس: نحضر لرقصة ملحمية تحكي عن تاريخ مدينة وهران 

ما هي مشاريعكم القادمة؟

هناك عدة مشاريع، وتمس دائمًا جانب المحافظة على التراث وبالأخص اللباس التقليدي النسوي مثل البلوزة التي تحافظ على مكانتها، إلى جانب التحضير لرقصة كوريغرافية ملحمية تتمحور حول تاريخ وهران.. وهذا عمّا قريب إن شاء الله.