ثقافة وفنون

حوار| عبد القادر عفّاق: التّقمص غير المُغازِل عنصرٌ أساسي للخَلقِ في السينما

19 يونيو 2025
عبد القادر عفاق
سلمى قويدر
سلمى قويدركاتبة من الجزائر

ينزوي الفّنان عبد القادر عفّاق في خلوته الفنية والانسانية بعيدًا عن وسط فنّي صاخب ومُبهم الملامح، مُستذكرًا مشوارًا طويلًا غير هيّن، في حين نتأمّل فيه الإنسان الذي عايش ويُعايش أحداثًا عديدة ومراحل مختلفة من سيرة الفن والمجتمع والسياسة في الجزائر، ليمنحنا ذلك الانطباع بأن الفنّان في الجزائر بإمكانه أن يكون ذاكرة حية وشاهدًا على انتصارات وهزائم عديدة، كما قد ينقل لنا صورة حية لهذا العالم من خلال أدواره، ومن خلال أفكاره وتأمّلاته أيضًا.

 عبد القادر عفّاق (1969)، فنّان كرّس حياته للنّضال السياسي والاجتماعي، وللتّمثيل خصوصاً، كانت بداياته الأولى من خلال المسرح الهاوي في عين البنيان في الجزائر العاصمة

اليوم، يطلّ علينا هذا الفنّان من خلال عروض متفرّقة عادت بالسينما إلى قاعات جديدة، رغم كلّ ما قد يُقال، من خلال دور فكاهيّ في آخر أفلام مرزاق علواش، "الصّف الأول"، وهو دور غير مألوف وتجربة جديدة نكتشف من خلالها "قادر"  بوجه جديد من وجوه شخصياته المختلفة.

بعيدًا عن بهرجة الصّيف وحرارة عروضه، وضجيج قاعات "السّينما المكيّفة"، أردنا أن نبتعد به عن كلّ ذلك الصّخب، وأن نحاوره لنتعرّف أكثر على دواخله وآرائه ورؤاه الفنية، هو القادم من عالم السّياسة والنّضال والعمل الإنسانيّ.

 عبد القادر عفّاق (1969)، فنّان كرّس حياته للنّضال السياسي والاجتماعي، وللتّمثيل خصوصاً، كانت بداياته الأولى من خلال المسرح الهاوي في عين البنيان في الجزائر العاصمة، حيث نشط لمدّة أربع سنوات في فرقة مسرحية شابة، ثمّ انتقل مع الوقت إلى السينما التي ولجها من خلال تعاونه المثمر مع المخرج طارق تقية الذي جمعته به عدة أعمال، حيث قدّم معه أول فيلم قصير له بعنوان "الكلب".

 توالت أعمال عبد القادر عفاق مع المخرج طارق تقية الذي عرفه من خلال النشاط السياسي مع شقيقه، وقدّما معا الفيلم القصير "حصلة"، والفيلم الطويل "روما ولا نتوما"، وكذلك  الفيلمين "إنلاند"، "ثورة الزنج" .

 شارك عفّاق  أيضا في العديد من الأفلام الطويلة والقصيرة، منها الفيلم القصير " لن نموت" في التجربة الإخراجية الأولى للفنانة أمال كاتب، حيث يحكي قصة عن الاغتيال في زمن الإرهاب،  إضافة إلى الفيلم القصير  " في جسمي حكاية" للمخرج يانيس خلوفي، والذي يعالج قصة الفنان ذاته ونظرةً على نشاطه الجمعوي، وكذلك فيلم "الوهراني" لالياس سالم، فيلم "السّعداء" لصوفيا جامع، ومؤخرا فيلم " الصّف الأول" لمرزاق علواش.

أمّا في التّلفزيون، فقد شارك الفنان في مسلسل دموع لولية للمخرج نجيب أولبصير، ولي فات مات للمخرج كريم موساوي.

 قبل ذلك، أسّس الفنان عبد القادر عفاق المقهى الأدبي "الغواصة" سنة 2016، حيث ضمّ العديد من النّشاطات الثقافية واللّقاءات الأدبية والفنية والفكرية، وكان ملتقى للنّقاش بين العديد من الشّخصيات الفنية والفكرية.

 يعدّ الفنان أيضا ناشطًا جمعويًا ومناضلًا سياسيًا بالأصل، حيث بدأ نشاطه السّياسي في فترة الثّمانينات من خلال حزب الطّليعة  الاشتراكي، وانتقل بعد ذلك إلى الحركة الديمقراطية الاجتماعية  "أمدياس" ليستقيل منها بعد ذلك.

من جهة أخرى، بدأ عبد القادر عفّاق عمله التّضامني في جمعية "اليد على القلب" التي باشرت نشاطاتها خلال سنة 2010، وتمّ اعتمادها سنة 2016، حيث قدّمت وما تزال تقدّم العديد من المبادرات التّضامنية والإعانات والدّعم المادي والمعنوي للمحتاجين، وقد برزت خلا الأزمات والكوارث مثل فترة كوفيد والحرائق التي شهدتها الجزائر .

 

  • كنتُ قد شاهدتُ لك مؤخرا دور مُلفت في فيلم "ما فوق الضريح" للمخرج كريم بن سالم، وقد شدّني ذلك الغموض والتناقض في شخصية "الحاج" الذي يمارس مهنة تغسيل الموتى المسلمين في فرنسا.حدّثني عن هذا الدّور، كيف تلقّيته وتقمّصته؟ ماذا تعلمت منه؟

كنت قد تعاملت في فيلم  "ما فوق الضريح" مع مخرجه كريم بن صالح الذي تعرّفت عليه قبل ذلك عندما اشتغل كمساعد أول في الفيلم القصير "لن نموت" لأمال كاتب، وقد تحدثنا آنذاك عن فيلمه الذي كان مجرد فكرة في رأسه.

بعد سنوات، اتّصل بي كريم وأخبرني أنّه بصدد كتابة نصّ السيناريو، وأنّه يريد التّعامل معي في دور "الحاج"، حيث أخبرني انه لا يرى غيري لتجسيده وأنّه كتبه من أجلي. 

اتّفقت مبدئيا مع المخرج ومع مسؤول الإنتاج، وانتقلتُ إلى فرنسا لتصوير هذا العمل. عندما اطّلعت على السّيناريو وعلى تفاصيل دور "الحاج"، درست الشّخصية وتركيبتها، ولمستُ أسلوبين في تكوينها، شخصية الحاج المنفصلة تمامًا عن سياق الفيلم، والأخرى المتماهية في القصة، وهذا في اعتقادي ما شكّل غموض هذه الشخصية.

عفاق: شخصية الحاج في الحقيقة كانت ذات ازدواجية معينة، مع من حولها، فقد كان يعامل الموتى على أنّهم أحياء، والأحياء بصفتهم موتى،  وقد حدّدت هذه الازدواحية بالذات إنسانية الشخصية ومفهومها للحياة

 نكتشف من خلال هذه الشخصية أنّ الحاج قبل مهنة تغسيل موتى المسلمين، كان ينتمي إلى "الميليو"، كان عضو عصابة، وخريج سجون، لكنه عندما غادر تلك البيئة، وحاول الإندماج في المجتمع، فوجد نفسه حبيس المهنة التي ارتبطت بسياق الفيلم، وبأفكار المخرج المطروحة.

أظن أن شخصية الحاج في الحقيقة كانت ذات ازدواجية معينة، مع من حولها، فقد كان يعامل الموتى على أنّهم أحياء، والأحياء بصفتهم موتى،  وقد حدّدت هذه الازدواحية بالذات إنسانية الشخصية ومفهومها للحياة. 

 نجد هذا أيضا في مسرحية أنتيغون لسوفوكليس، فبغض النظر عن طرح المسرحية لكفاح المرأة ضد الاضطهاد، نجد فكرة أخرى تتعلّق بنظرة الإنسان وتعامله مع فكرة الموت، وهذا ما يحدد مدى إنسانية المجتمع. 

كان "الحاج" رجلًا صامتًا، منعزلًا، قليل التّعامل مع من حوله، غير اجتماعيّ، يقوم بما هو مطلوب منه وكفى، كما أنه مرّ بنفس وضع الشاب المتدرّب الذي كان يرافقه، حيث وجد نفسه مجبرا على تغسيل الموتى لكي يبقى في ذلك البلد ولا يتعرّض للتّرحيل. 

هنا، نجد الفكرة المطروحة من طرف المخرج كريم بن صالح، وهي إشكالية الهوية، ونرى الحاج وهو ينفصل جذريا بعد العمل عن شخصية غسال الموتى، فيجلس في بيته بعيدًا عن المدينة، يشرب الخمر ويستمع إلى الموسيقى، ويسبح عاريًا تمامًا في البحيرة المنعزلة وكأنه يطهر جسده بشكل ما، ما يجعل الشخصية تنسلخ عن طريقة عيشها الأولى، وهذا ما ينقل الهوية من عنصر تلاحم اجتماعي إلى عنصر تدمير في المجتمع، وهو ما يستعمله رجال السياسة لتدمير التلاحم المجتمعي.

شخصية الحاج جعلتني أدرك أن العالم كله لا يحتوي على دول ديمقراطية، بل هناك قوى عالمية تطبق قوانينها وقت الحاجة.

يقول غرامشي: "العالم القديم يُحتضر، والعالم الجديد يتأخّر في المجيء، وما بين العتمة والضّوء تظهر الوحوش"، هذا ما نعيشه اليوم في الحقيقة، مع كل ما يحدث في العالم، القضية الفلسطينية، قضية الهوية، مشاكل العنصرية في فرنسا وأوروبا، وهذا ما عانت منه شخصية الشاب سفيان في هذا الفيلم.

يولد العالم الجديد اليوم في قلب الألم، عبر الحروب والإبادة التي نشهدها، ومن خلال تجويع الشعوب و نهاية سلطة الهيئات الدولية.

عبد القادر عفاق: شخصية الحاج جعلتني أدرك أن العالم كله لا يحتوي على دول ديمقراطية، بل هناك قوى عالمية تطبق قوانينها وقت الحاجة.

لقد فهمت شعوب العالم اليوم أنّها كانت ضحية أكذوبة، وأن الديمقراطية في الواقع غير موجودة، بل هناك فقط قوى عالمية تفرض قوانينها كما تريد.

مثلا، أنت لديك حق التظاهر في أوروبا، لكنّك ممنوع منه إذا ما تعلّق الأمر بالقضية الفلسطينية وقد تسجن بسبب ذلك.

  •  شاهدناك أيضًا خلال شهر رمضان الماضي في شخصية الإرهابي "التائب" الذي كان لديه ماض دموي من خلال مسلسل كريم موساوي "اللي فات مات". ما سر ذلك الهدوء الذي قدمت به تلك الشخصية؟ 

شخصيًا، لا أحبذ صفة "الإرهابي التائب"، وأفضل أن أطلق عليه صفة "السابق"، لأن مصطلح "التائب" يمنحه تلك القدسية الدينية التي لا تناسبه ولا تعنيه. 

نحن نعلم جيدا أن توظيف الإسلام في السياسة مشروع إيديولوجي محض ولا علاقة له بالدين، كما أن "التوبة" صفة دينية محضة، في حين إن الإرهابي شخص استغلّ الدين لتعبئة المجتمع ضد الدّولة الجزائرية، لأنه لم يكن يؤمن بها، بل كان يؤمن أكثر بمفهوم ضيّق للأمّة.

أما عن الحالة النفسية التي ظهرت بها شخصية "رابح" في المسلسل، فأنا أستبعد عنها "الهدوء"، لأنه في الواقع كان يعبّر عما آمن به كإنسان متطرّف، وقد كانت تلك الحالة في عرفه "حالة انتصار" أي أنه هدوء شخص يشعر بأنه انتصر، لأن الارهابيين الذين نزلوا من الجبل، فعلوا ذلك بعدما عقدوا مصالحة سياسية مع النّظام، وليس بعد الهزيمة.

عبد القادر عفّاق: لا أحبذ صفة "الإرهابي التائب"، وأفضل أن أطلق عليه صفة "السابق"، لأن مصطلح "التائب" يمنحه تلك القدسية الدينية التي لا تناسبه ولا تعنيه.

في الواقع، لقد خرجنا في الجزائر من تلك الفترة من حربٍ لا غالب فيها ولا مغلوب، وقد حدث ذلك عبر مصالحة سياسية فرضها الوضع الأمني والسياسي، وهذا ما جعلني أجسد الشّخصية بتلك الطريقة التي رآها البعض "هادئة" مقارنة بشخصية إرهابي سابق.

  • هل تظن أن هذا المسلسل قد عالج الثّيمات المثارة فيه بشكل جدي وعميق؟ 

في الواقع، لم يتطرق هذا العمل بالتّفصيل لظاهرة الإرهاب، لأن كاتبة السيناريو بالنهاية ليست مؤرخةً، كما أن هناك خطوط حمراء لا نتعداها منذ سنة 1997 في مثل هذه الأعمال، بعدما جاء قانون الرحمة، وحينما جاءت سنة 2003 مع الوئام المدني، أو عند حدوث المصالحة الوطنية كذلك، وهذه الخطوط تخص بالضرورة طريقة معالجة قضية العشرية السوداء عبر التلفزيون. 

لقد وضعت كاتبة السيناريو الشخصيات في محطات تاريخية معينة بين الماضي والحاضر. مثلا، تم الاعتداء على شخصية البطلة خلال فصل تاريخي كان فيه الإرهاب حاضرًا، سواء زمنيًا أو من خلال الجاني الذي كان إرهابيًا أيضًا. لكن التطرق إلى فترتي الإرهاب والحراك من خلال "اللي فات مات" لم يكن بذلك التفصيل والعمق.

حقيقةً، كنتُ أجهل الفترة المحددة لنزول شخصية "رابح" من الجبل خلال أحداث العمل، وهذا تفاصيل مهم بالنسبة لي، هل كان ذلك بالتزامن مع قانون الرحمة؟ أو إبان مبادرة الوئام المدني، أو عند المصالحة الوطنية؟! 

إنّها تساؤلات تُطرح لأنّ هناك اختلافات كبيرة بين هذه الفترات، وبين دوافع الإرهابيين لوضع السلاح والنزول من الجبل بين فترة وأخرى، كما أن هناك أمور لم يتطرق إليها السيناريو بشكل مفصّل، حيث مر عليها مرورًا سريعًا للضرورة الدرامية، وعند معالجة قضية البطلة المغتصبة التي تم التركيز عليها كأكثر شيء، مع ارتباط تلك الأحداث شكليًا بتلك الفترة.

 نفس الشيء بالنسبة لفترة الحراك أيضا، والذي يُعدّ حركةً تراكميةً، حيث نجد أنه يرتبط من ناحية ما بتلك الفترة الدموية، وكانت من أسبابه أيضًا تراكمات مجتمعية ارتبطت بالضرورة بأحداث التسعينات.

  • لنتحدث عن وضعية الفنان الممثل في الجزائر، سواء في السينما، المسرح أو التلفزيون.ما الذي يعاني منه القطاع الفني والفنانون في الجزائر، وما الذي ينقصنا للنهوض بالمستوى الفني للأعمال المقدمة، وخاصة بمستوى الوعي الفني أيضًا لدى ممارسي الفن في الجزائر ؟

بصراحة، أنا لا أقحم نفسي في نقاشات حول تحليلات تقنية عرجاء وغير مفيدة. أجد شخصيًا أن أزمتنا الحقيقية تتعلق بنظام سياسي كامل،  كما أن السؤال الجوهري الذي وجب أن يطرح هو:" أي ثقافة؟ ولأي جزائر؟".

 عندما نجيب عن هذين السؤالين قد نتوصّل إلى تشخيص للمشكلة وحلول مناسبة لها، أما محاولاتنا للإجابة عن أسئلة تتعلق بمشاكل القطاع، وما ينقصنا للنهوض بالمستوى الفني، فأعتبرها نقاشات عقيمة لا تصل بنا إلى أي حل. 

لدينا أزمة سياسية تحبسنا في هذه المشاكل، وقد أثرت بشكل كلّي على مختلف المجالات في البلاد، فالأمر لا يتعلق فقط بالفن والثقافة والسينما.

عبد القادر عفّاق: بصراحة، أنا لا أقحم نفسي في نقاشات حول تحليلات تقنية عرجاء وغير مفيدة. أجد شخصيًا أن أزمتنا الحقيقية تتعلق بنظام سياسي كامل،  كما أن السؤال الجوهري الذي وجب أن يطرح هو:" أي ثقافة؟ ولأي جزائر؟".

في الماضي، عندما كان هناك مشروع وطني بعد الاستقلال، يتمثل في بناء دولة جزائرية بكلّ مقوّماتها، سواء اتفقنا أو اختلفنا معه، كان هناك مسرح وأدب وفن قوي وحقيقي ومؤثر من خلال أسماء كعلولة ومجوبي، صونيا، بن قطاف، سليمان بن عيسى، حامينا، راشدي ومالك حداد وغيرهم، وأعمال قيمة مثل مسلسل الحريق الذي جمع كل الجزائريين، إضافة إلى فن تشكيلي واعٍ لأسماء مثل إيسياخم ومحمد راسم وباية. لقد كان لدينا إنتاج ثقافي مهم بأهمية ذلك المشروع، وبجدّية تلك الإرادة السياسية لتقديم "جزائر ما".

أمّا اليوم، فلا نجد سياسةً واضحةً تأتينا بذلك النوع من الفن والفكر والثقافة، حيث يبدو أن المشروع الوطني الوحيد الذي يجمع الجزائريين هو "الحرڨة".

حتى من يشتغلون حاليًا في السينما مثلا، يبحثون في المقام الأول عن العالمية، أي أن عملهم موجه للآخر أكثر من الدّاخل، ولهذا لا أجد تفسيرًا منطقيًا لعدم نضال الفنانين محليًا من أجل فتح قاعات السينما وتكثيف الإنتاج المحلي وعرضه محليًا عبر مختلف مناطق الوطن.

هناك العشرات من قاعات السينما المغلقة عبر الوطن، ولم أر فنانين يتحدّثون جديًا عن ذلك، ولا يناضلون حتى من أجل تغيير الوضع.

أظن أن علينا الكفاح لبناء المزيد من القاعات السينمائية ونشر الثقافة والفن لدى المجتمع، هذا هو الكفاح الحقيقي الذي وجب على الفنانين تبنٌيه، لا يجب حصر العروض في المدن الكبيرة، فمن حق الجميع أن يحصلوا على فرصة حضور تلك العروض ومشاهدة الأفلام والحصول على قاعات عرض سينمائية محترمة، مراكز ثقافية ومسارح.

 هناك العشرات من قاعات السينما المغلقة عبر الوطن، ولم أر فنانين يتحدّثون جديًا عن ذلك، ولا يناضلون حتى من أجل تغيير الوضع.

تكمن العدالة في توفير حق الوصول إلى الثقافة والفن للجميع على حد سواء، وهذا هو محور النضال بالنسبة لي.

  • تعرفنا عليك من خلال التمثيل، لكننا نعرفك قبل ذلك كناشط ثقافي ومناضل سياسي وصاحب جمعية خيرية. كيف أمكنك التوفيق بين كل هذه النشاطات، وما الرابط القوي الذي يجمع بينها فيك؟ 

أعتقد أن عدد مهم من الفنانين الجزائريين خلال سنوات السبعينات والثمانينات، كانوا أيضا نشطاء سياسيين وثقافيين، النشاط السياسي والاجتماعي ضروري لصقل الموهبة الفنية وصناعة شخصية الفنان، لأنّ خوض التجارب خارج النّشاط الفنّي يمكّن الفنان من إتقان عمله الفني، باختلاطه بالمجتمع وبالمادة الموجودة فيه، وعبر تلك التجارب وذلك النشاط الجمعوي والسياسي، ما يعطيه نظرة وفلسفة معينة في الحياة تمكنه من إعطاء بعد آخر لما ينتجه فنيا.

أجد ضرورة ملحّة لتوفّر رابط قوي ووثيق بين الفنان وبيئته ومجتمعه، ما يجعله أكثر فهمًا لما يثير اهتمام أفراد المجتمع في الحركة الثقافية والفن.

شخصيًا، لا أؤمن بما يسمى "المثقف العضوي"، بل أرى أن هناك ثقافة تشمل المجتمع ككلّ. أي أن المثقّف وجب أن يفهمه المواطن البسيط ويجادله ويحاوره من خلال ممارساته اليومية.

كلٌّ منهما لديه فهمه للأشياء بمختلف الأساليب والطّرق، فالفنان قد يفكّر ويفهم من خلال التأمل والقراءة والاطلاع، ولكنه يلتقي مع المواطن في ذلك الفهم من خلال عمله واحتكاكه اليومي به.

إنّ " ضمير العامة ينبثق في المقام الأول عبر حركة العامة"، لهذا وجب على الفنان أن يتماهى في مجتمعه ويفهمه ويحتك به من خلال هذه النشاطات الممارسة.

  •  هل تعتقد أن الفنان الملتزم بقضايا قطاعه وبلاده قد يجد صعوبات كثيرة لممارسة شغفه ومهنته بشكل حر؟

إن الالتزام ثقيل المعنى وصعب، ولا أريد تبنّيه هنا، يمكننا الحديث عن هذا "الالتزام" خارج الجزائر، حيث نرى حقًّا نشاط بعض الفنانين الملتزمين بقضايا محلية ودولية تخصهم وتخص ما يؤمنون به.

 في الجزائر، لا ألمس شخصيا هذا المعنى الأصح للالتزام، بل إنه غير موجود، ويمكن استبداله بمصطلح "مهتم" بقضايا القطاع الثقافي وقضايا بالبلاد بشكل عام، ومن خلال هذا الاهتمام، نجد بعض الإختلافات، حيث نرى من يهتمون بمشاكل القطاع الذي ينتمون إليه، حيث تنصبّ مشاغلهم في مشاكل الإنتاج والنواحي المادية، الأجور، وغزارة الأعمال لتوفير فرص عمل كثيرة، إضافة إلى قانون الفنان وظروف التّصوير، أي كل ما يخص النواحي المادية للعمل الفني. 

ومن ناحية أخرى، نجد فئة ثانية تهتم أكثر بحرية الإبداع والتعبير، حرية الضمير وطرح الأفكار، وأشير هنا إلى وجود ارتباط كبير بين الاهتمام بمشاكل القطاع الثقافي والفني وبمشاكل البلاد.

إن سيرورة الأمور في البلد هي ما يحدد سياسات القطاع الفني، وهناك فنانون يهتمون أكثر بالحالة العامة للبلاد من حيث تحقيق العدالة الاجتماعية وحق التعبير الحر، حرية الاستثمار  والقضاء على الفقر، فيما يلجأ آخرون إلى الاهتمام بالعمل المستقر، بالأمان ودوام العيش الكريم لهم.

في الواقع، لدى كل من الفئتين حاليا بعض الحرية في ممارسة عملهم مقارنة بفترات الستينات إلى غاية التسعينات، إذ نلمسها أكثر في الممارسة الفنية والنشاط، أكثر من تلك المراحل. 

من جهة أخرى، يبقى الفنان الذي لا يحبس نفسه في الحالات التي ذكرتها، أو داخل هذا "الصندوق"، مستبعد أو مهمّش في الساحة الفنية، أو يفضل البقاء خارج كلّ ذلك ليمارس فنه ويتصرف بشكل فردي للعمل في الفرص التي يجدها -على قلّتها- .

 في الحقيقة، هذا أشبه  بوضعية "ميزان" مستمرّة، فتارةً تُبدي السّلطة رغبة في وجود ديناميكية ثقافية لدى جهة ما، وتارة تتوقف تلك الديناميكية لتميل الكفّة نحو قوى أخرى لتوقفها.

  • هل يساهم القلق الوجودي للفنان في صقل موهبته الفنية وبعثِ نظرة مختلفة للحياة بشكل عام؟ وهل تؤمن بضرورة وجود فلسفة فنية ومجتمعية تقود الفنان لكي يستمر في العطاء داخل إطار جادّ وذو معنى؟

قد نُقرُّ بضرورة طرح تلك الأسئلة الوجودية، التي تُعتبر غير سلبية ومن الممكن أن تكون حافزًا للإنسان لتنمية شخصيته، إذا ما تابعنا المفاهيم الفلسفية لهيدغر، كامو وسارتر وغيرهم من الفلاسفة الذين طرحوا أسئِلة عن ماهية هذه الحياة وقيمتها، وعمّا هو موجود بعد الموت وما إلى ذلك. لكن بالنّسبة لمن يصبو إلى أن يكون فنان في منظوري، ينحصر البحث والتساؤل في شيء آخر.

 إنّ الفنان لن يصبح أبدا "فنانًا" بالمعنى المُتداول، فالفن بالنهاية مهنة يمارسها الإنسان ذو الموهبة، كما أن الإنسان بذاته، لا يستطيع أن يقول أنا هكذا الآن، بل يقول سأصبح أو سأغدو، أي أننا لا نكون في الحاضر، إنّما نغدو. 

إنّ المستقبل مثل الماضي، وجهة نظر العقل، ولا أحد يمكنه الوصول إلى ما هو آتٍ. لهذا فالفنان لن يكون "فنان" أبدًا، سيقضي كل مشواره في اكتشاف نواحٍ أخرى منه ومن شخصيته، في البحث عن كائنات جديدة تسكنه، وفي خلق صور أخرى له.

يتزايد عدد البشر كلّ يوم، ومع تزايد أعدادهم الهائلة، تزيد معهم الرؤى وتختلف نظراتهم للحياة، كما تولد معهم تصرفات وعقليات جديدة أيضا، لهذا فإن الإنسان الممارس للفنّ يقضي حياته كلها في البحث عن الجديد في ميدانه، من خلال خلق شخصيات لم توجد بعد، وأخرى موجودة، لكنها عاجزة عن التعبير عن نفسها وعن أفكارها، وعن شرح تفسيرها للحياة. أما الموهبة فتُصقَلُ من خلال الممارسة، ليصل الفنان من خلالها إلى مرحلة الإبداع المستمر.

يتزايد عدد البشر كلّ يوم، ومع تزايد أعدادهم الهائلة، تزيد معهم الرؤى وتختلف نظراتهم للحياة، كما تولد معهم تصرفات وعقليات جديدة أيضا، لهذا فإن الإنسان الممارس للفنّ يقضي حياته كلها في البحث عن الجديد في ميدانه، من خلال خلق شخصيات لم توجد بعد، وأخرى موجودة

من هنا، يتعلق القلق الوجودي لدى هذا الشخص دائما بأنه لن يكون أبدًا بتلك الصفة، بل سيكون مخلوق دائم البحث عن شخصية ما ليجسدها، دائم القلق لإتقانها، شخصية تقربه أكثر من ذاته قيد الاكتشاف. 

إن الفنان هو من يبحث عن وجوده في كلّ ما يراه وما يصادفه، في صورة، في إنسان آخر، في قطعة مسرحية، أو حتى في مشهد عابر في الطريق، إلى أن يجد جزء بسيطا مما يصبو له، الجزء الذي يرضي ذلك القلق الوجودي المستمر، في الموسيقى، في الرقص وفي كل الميادين الفنية.

صادفتني عبارة تُنسَبُ إلى ابن عربي عن الإبداع، تقول فيما معناه أن "الإبداع هو أن تتقيّأ مخاضك". أظنّ أنّ هذا هو المطلوب، هذا أقرب معنى يمكنه التعبير عن ماهية الإبداع في رأيي.

أما القلق الوجودي المرضي، فهذه علّة منتشرة أكثر، وتتملّك فئة كبيرة من الفنانين عندما تُحجب عنهم الأضواء، حيث يحاولون استرضاءها وإثارة فضول الجماهير، والبحث عنها بكل الطرق الممكنة، خاصة في عصر مواقع التواصل، وبالتالي، يبتعدون عن ذواتهم بغية الظهور المستمر والبقاء أكثر فأكثر تحت الضوء دونما إبداع.

يمكن أن يكون للفنان فلسفة فنية لكنها لا تتقيّد بأي شيء آخر، الفنان الممثل بذاته ينصهر في المجتمع، وبالتالي لا يجب ان يقولب فلسفته في أي إطار مجتمعي، لأنه يضطر في بعض الأحيان إلى تقمّص شخصيات لا تغازل أفكار المتلقي وما هو معتاد عليه، أو ما يطلبه، وهذا التقمص غير المُغازِل  عنصر أساسي للخلق والإبداع في السينما.

نحن لن نلتقي أبدا بمستقبلنا، ولن نكون أبدا فنانين، سنبقى باحثين عما يرضي ذلك القلق، كلّ منّا بطريقته الخاصة.

  • نيتشة كان يرى بأن فيلسوف المستقبل  فنان، وجيل دولوز اعتبر مثل غودار أن إبداع المخرج يرتقي به إلى مرتبة الفيلسوف، إذ إنه يعمل على خلق رؤى وتصورات جديدة، يكتبها بواسطة الكاميرا. ماذا عن الممثل؟ 

أظن أن نيتشه ينتهج أسلوب "قوة الخبير"، وهو ما أراه شخصيًا شيء نخبوي لا ديموقراطي، وكما قلت سابقًا في حديثي، أنا لا أؤمن بالمثقف العضوي الذي تحدث عنه غرامشي، بل بالمجتمع الذي تشمله نفس الفكرة ويفهمها، لكن بطرق وأساليب مختلفة، فالكاتب والفيلسوف مثلا يفهمان الأشياء عبر التفكير والملاحظة، في حين يستوعبها الإنسان "البسيط" عبر الممارسة.

يمكن لمصطلح "النخبة" أن يشمل المفكر والتاجر وعامل النظافة والموظف على حد سواء، كذلك المخرج الذي يطرح أفكار جديدة عن المجتمع من خلال ما يقدمه من أعمال، وعبر الأداة المتمثلة في الكاميرا. كما أنه قد يطرح تصورات جديدة للمجتمع، سواء كان في الجزائر أو عبر العالم، تماما مثل المخرجين الذين تعاملوا مع الثورة الجزائرية، وقدموا صورة ورؤى جديدة للشعب من خلال نشر أفكار استرجاع الأرض، الحريات والاستقلال. 

يمكن أن تُطرح هذه الأفكار من خلال أي فرد في المجتمع كلّ حسب أسلوبه، والممثل في رأيي لا يحيد عن هذا، لأنه يساهم في طرح شخصيات مركبة وبسيطة بشكل جديد وإبداعي. 

مع الأسف، يلجأ الكثير من الممثلين إلى انتهاج أسهل الطرق في التمثيل، من خلال الاقتراب من الواقع المعاش، ليستمدوا شخصياتهم منه، فتتغلب الواقعية على الأفلام حتى الوثائقية منها، وتسيطر على التمثيل المقدم وعلى أشكاله وطرقه.

 عرض أحدهم ذات مرة على غودار فيلمه الوثائقي، فقال له: "أتمنى أن يكون فيلمك الوثائقي خياليًا". أي أن الخيال عنصر مهم وأساسي في الإبداع.

أعتقد شخصيًا أنه من الضروريّ  البحث الدائم عن أشكال جديدة لخلق شخصيات لم يعتد عليها المتلقي، أن نصبو إلى ما هو غير متوقّع، فليس من المفروض أن تتعامل الشخصية مع أي وضع تؤديه بالطريقة التي يتوقعها المتفرج.

 يمكننا أن نوسع الأفق ونصنع ما لا ينتظره الجمهور، لأن الخيال يعطينا الفرصة لبلوغ أقصى درجات الخلق و الإبداع في الشخصيات، وهذا هو الطرح الجديد الذي يمكننا إقحامه في المجتمع. أظن أن هنالك عمل كبير وطويل وجب القيام به من هذه الناحية، ويجب علينا أخذه بعين الاعتبار.

 شخصيًا، لا يمكنني الحكم على مستوى أي شخص في هذا المجال، لكنني أؤمن بضرورة العمل على مستوى الممثل في الجزائر، فلا أرى جدوى من البساطة والاستسهال التي يعمل من خلالها كثير من الممثلين اليوم.

مثلا، أنا لستُ ضدّ صعود المؤثرين ورواد مواقع التّواصل في هذا المجال، فهناك فئة من الممثلين الذين ينشطون منذ أكثر من عشرة سنوات في التمثيل، ولا زالوا حبيسي نفس مستوى بعض الوجوه الجديدة القادمة من عالم تيكتوك.

لهذا أقرّ بوجوب العمل الذكي والنوعي، فعندما نأتي مثلا بأشخاص من عالم الإشهار والإعلانات نحو عالم التمثيل، وجب أن ندرك أن هذين العالمين مختلفين تماما، وإن قواعدهما لا تتشابه بتاتاً.

 في التمثيل، على سبيل المثال، يتكوّن وجه الممثّل من حوالي 48 عضلة تعبيرية، من شأنها صناعة 10000 تعبير عبر الوجه، منها 3000 تحمل معنى. في المقابل من يعملون في الإعلانات، لا يستعملون أكثر من حوالي عشرة عضلات لأن عملهم يستوجب الكمال، فلا يجب مثلا أن تظهر تجاعيد وجوههم.

عبد القادر عفاق: أنا لستُ ضدّ صعود المؤثرين ورواد مواقع التّواصل في هذا المجال، فهناك فئة من الممثلين الذين ينشطون منذ اكثر من عشرة سنوات في التمثيل، ولا زالوا حبيسي نفس مستوى بعض الوجوه الجديدة القادمة من عالم تيكتوك.

هكذا عندما يدخل الوجه الإعلاني إلى السينما، يبدو في أغلب الأحيان فارغًا، باردًا، متصلّب، لأنه لا يستغل كل قدراته العضلية، ما يستدعي التدريب المكثف والعمل المضني، سواء لهؤلاء، وحتى لممتهني التمثيل الذين يغفلون هذا العمل المهم لمشوارهم وأدوارهم.

 لهذا تبقى الصرامة في هذه المهنة ضرورية ومطلوبة جدا لتفادي الوقوع في الاستسهال والواقعية، وهذه هي الفلسفة الفنية في رأيي.

الكلمات المفتاحية

رشيد بوجدرة

رشيد بوجدرة لـ "الترا جزائر": كتاب عن غزة سيصدر في سبتمبر المقبل والجبن أفقد الأمة العربية موهبتها كأمة شاعرة

كشف الكاتب الروائي الجزائري رشيد بوجدرة عن عمل أدبي جديد سيرى النور في غضون شهرين على الأكثر، يتحدث فيه عن غزة ومحنتها ومحنة الفلسطينيين بها، خلال السنتين الأخيرتين.


كتارا

ترشح 6 جزائريين للفوز بجائزة كتارا للرواية العربية

سجّل الأدب الجزائري حضورًا لافتًا في القائمة الطويلة لجائزة كتارا للرواية العربية 2025، مع وصول ستة كتّاب جزائريين في فئات الرواية والنقد، ما يجعلهم مرشحين للفوز من أبرز الجوائز الأدبية في العالم العربي.


الأغنية الشعبية في الجزائر

بعيداً عن وزارة الثقافة.. هكذا يُقاوم الشّعبي والملحُون من صالونات الهامِش في الجزائر

في الجزائر يكفي بيت دافئ، ومقهى مطلّ على البحر، وقلوب تعشق الشعر الشعبي حتى النخاع، لتُولد سهرات لا تخضع لبرنامج ولا جدول، لكنّها تحفظ ما عجزت عن حفظه المهرجانات.


حريق جامعة الجزائر

700 سنة بعد تدمير مكتبة بغداد.. يوم تشبّه الاستعمار الفرنسي بالمغول وأحرقوا 400 ألف كتاب بالجزائر

لا تزال حادثة حرق مكتبة الجامعة المركزية من قبل "منظمة الجيش السري" الاستعمارية، واحدة من أبشع الجرائم التي ارتُكبت في حق الفكر والإنسانية، وذلك عشية انتصار الشعب الجزائري في معركة التحرر الوطني.

بوضياف
راصد

محمد بوضياف.. رئيس يرفض أن يرحل من ذاكرة الجزائريين

في ذكرى اغتياله الثالثة والثلاثين، لا يزال الرئيس الراحل محمد بوضياف يثير مشاعر الحنين والأسى لدى الجزائريين، الذين يتذكرونه كأحد أكثر الشخصيات السياسية التي جمعت بين التاريخ الثوري والرغبة في إصلاح الدولة.

رحابي.jpg
سياسة

الحبس المؤقت، شلل الأحزاب، ضعف الإعلام.. رحابي يرسم صورة سوداء عن واقع الحريات في الجزائر

انتقد الوزير والدبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي واقع الحريات السياسية في البلاد، معبّرًا عن قلقه العميق إزاء ما وصفه بانحسار غير مسبوق للفضاء العام، وتنامي مظاهر التقييد التي مست جوهر الممارسة السياسية وحرية التعبير.


شركة الخطوط الجوية الجزائرية
أخبار

نقابة تقنيي صيانة الطائرات تندد بتهميشها في اتفاقيات الخطوط الجوية الجزائرية

نددت النقابة الوطنية لتقنيي صيانة الطائرات (SNMTA) بما وصفته بـ"تجاوزات" إدارة شركة الخطوط الجوية الجزائرية، على خلفية توقيع الاتفاقية الجماعية دون إشراكها، رغم أن اتفاقًا كان مرتقبًا يخص ميكانيكيي ومهندسي الصيانة بالتوازي مع هذه الوثيقة.

يوسف أوشيش.jpg
أخبار

الأفافاس يدعو السلطة في ذكرى الاستقلال لتحمّل مسؤوليتها التاريخية.. ما هي مطالبه؟

دعا الأمين الوطني الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، السلطة الجزائرية إلى تحمّل مسؤولياتها التاريخية كاملة، عبر تبنّي مقاربات سياسية جديدة، عقلانية وشجاعة، تُعيد بناء جسور الثقة مع المجتمع وتجدد العلاقة بين مؤسسات الدولة والمواطن.

الأكثر قراءة

1
أخبار

مصدرون جزائريون تجاوزوا حاجز المليون دولار.. كم عددهم وفي أي مجال ينشطون؟


2
أخبار

في ظل التساؤلات حول الكوطة.. الرئيس تبون يؤكد أن استيراد وتصنيع السيارات من صلاحيات مجلس الوزراء


3
أخبار

مشروع بقيمة 1.35 مليار دولار.. إيني الإيطالية توسّع استثماراتها في الجزائر


4
أخبار

الجزائر ترد على مقررين أمميين بخصوص محاكمة خلية تبشيرية لـطائفة "شهود يهوه"


5
سياسة

الأرسيدي يهاجم تعيين نائب إسلامي على رأس لجنة التربية.. هل عاد الصراع الأيديولوجي على المدرسة؟