16-نوفمبر-2021

هشام دراجي، أستاذ العلوم السياسية (فيسبوك/الترا جزائر)

يرى هشام دراجي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن الجزائر تعمل وفق مقاربة تهدف إلى إعادة بناء المؤسسات في ليبيا وتوحيد المؤسّسات الامنية وعودة الحياة الطبيعية إلى المنطقة، بينما الجانب الفرنسي حسبه، ساهم في تفجير الوضع في طرابلس سنة 2011 دون إيجاد بديل مؤسّساتي، وهو ما أدى إلى إطالة عمر الأزمة طيلة العشر السنوات الأخيرة.

هشام دراجي: لا يمكن المرور إلى حلول أو مقترحات عملية في الأزمة الليبية تكون الجزائر غائبة عنها

الحلّ في ليبيا يَمر عبر بوابة الجزائر وليس باريس أو برلين، هذا ما يراه هشام دراجي،  في حوار مع "التر جزائر"، حيث يكشف أوجه التباين بين الجزائر وفرنسا لحلحلة الأزمة في ليبيا، دوافع مشاركة الجزائر في مؤتمر باريس حول ليبيا رغم التواتر القائم.

اقرأ/ي أيضًا: حوار| أمين خير الدين: التعذيب هدفه بسط السيطرة

  • ما هي مخرجات مؤتمر باريس حول ليبيا؟

تجدر الإشارة، أن الأطراف المشاركة في المؤتمر شددت على ضرورة احترام الجدول الزمني لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في الـ 24 كانون الأول/ ديسمبر القادم، والإشادة بمجهودات المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، كما هدد المشاركون في المؤتمر بفرض عقوبات على الأفراد أو الكيانات التي تحاول عرقلة أو تقويض نتائج الانتخابات، كما حث المشاركون الحكومة على توحيد المؤسسات المالية، ودعم خطوات مصرف المركزي الليبي، وعلى الصعيد السياسي دعا المؤتمرون الأطراف الليبية إلى تعميق الحوار الوطني كما أشادوا بمجهودات اللجنة العسكرية الليبية 5+5 على احترام وقف إطلاق النار وقيادة العمليات الأمنية المشتركة، كما ناقش المؤتمر قضايا عدة أبرزها انسحاب المقاتلين الأجانب والمرتزقة، وحشد الجهود الدولية لدعم الاستقرار في ليبيا.

  • هل يشكّل المؤتمر المنعقد في باريس إطارًا موازيًا لاجتماع دول جوار ليبيا المنعقد في 30 آب/أوت بالجزائر؟

لا أعتقد أن مؤتمر باريس حول ليبيا يُشكل إطارًا موازيًا لاجتماع دول جوار ليبيا الذي انعقد بالجزائر وهذا لعدة أسباب، أولها أن مخرجات مؤتمر باريس تتوافق بشكلٍ كلّي وتتقاطع مع قرارات اجتماع دول جوار ليبيا، وبالتالي التأكيد على مخرجات اجتماع الجزائر، إضافة إلى ذلك يُشكّل مؤتمر باريس إطار أوسع من حيث المشاركين، حيث شارك نحو 30 من قادة العالم، من بين الدول المشاركة الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وتركيا ومصر والصين.

  • ماذا عن خلفيات انعقاد المؤتمر بباريس؟

احتضان فرنسا لهذا المؤتمر هو تلميع صورة فرنسا أمام الرأي العام الدولي والمحلّي، لا ننسى أنّ فرنسا وراء الإطاحة بنظام القذافي، ولعبت دورًا سلبيًا طيلة عمر الأزمة، من خلال تأييدها السياسي والعسكري لخليفة حفتر، وساهمت بشكلٍ أساسي في عرقلة مسار المصالحة الوطنية الليبية عبر تحالفها مع أحد أطراف الصراع ضد الأطراف الأخرى، كما تحاول الدبلوماسية الفرنسية إعادة الاعتبار لها بعد الانتكاسة الدبلوماسية الأخيرة وأزمة الغواصات وتراجع موقعها في القارة الأفريقية.

  • لماذا أصرت الدبلوماسية الجزائرية على المشاركة رغم التوتر القائم بين الجزائر وفرنسا؟

أعتقد أن الدبلوماسية الجزائرية غلّبت المصلحة الوطنية، والمشاركة جاءت بعد إلحاح من طرف الجهات الليبية على دور مشاركة الجزائر، إذ تشكل الجزائر معادلة أساسية في حل الأزمة الليبيةـ كونها معنية بالملف بالدرجة الأولى، ولا يمكن المرور على حلول أو مقترحات عملية تكون الجزائر غائبة عنها، أو غير مقبولة من طرف الجزائر

الطرف الليبي ألح على مشاركة الجزائر إيمانًا بدور الجزائر الاستراتيجي والإيجابي، فالأطراف الليبية تدرك أن الجزائر لا تملك حسابات استراتيجية أو أطماع مرتبطة باستغلال الثروات الطبيعية لليبيا، وبالتالي بإمكان الطرف الليبي الاعتماد على الجزائر، زيادة على ذلك فالمشاركة الجزائرية تأتي في إطار التأكيد والحرص على مخرجات لقاء دول جوار ليبيا المنعقد بالجزائر.

 

  • ما هي أوجه التباين بين الجانب الجزائري والطرف الفرنسي حول الأزمة ليبيا؟

أوجه التباين تكمن في أهداف كل طرف من الأزمة في ليبيا، إذ تعتبر الجزائر أن ليبيا هي العمق الاستراتيجي للأمن القومي، وأن الأزمة في ليبيا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالوضع في المنطقة المغاربية والساحل الأفريقي ككل، وبالتالي تمديد عمر الأزمة في ليبيا يشكل هاجسًا مقلقًا  بالنسبة إلى الجزائر والمنطقة المغاربية، وعلى ضوء ذلك تعمل الجزائر وفق مقاربة تٌمكن من إعادة بناء المؤسسات في ليبيا وتوحيد المؤسّسات الامنية وعودة الحياة الطبيعية إلى المنطقة.

بينما الجانب الفرنسي ساهم في تفجير الوضع في طرابلس سنة 2011 دون إيجاد بديل مؤسّساتي، وساعد في إطالة عمر الأزمة طيلة عشر السنوات الأخيرة عبر وقوفه إلى جانب قوات حليفة حفتر، والبحث عن التموضع الاستراتيجي على حساب أمن ليبيا واستقرار المنطقة، كما أراد الجانب الفرنسي جعل الأراضي الليبية مسرح لصراعاته مع الجانب التركي والروسي.

هشام دراجي: لا يمكن التنبؤ بإجراء الانتخابات من عدمها في الوقت المحدد

  • هل تعتقد أن الانتخابات ستجرى في موعدها المحدد؟

لا يمكن التنبؤ بإجراء الانتخابات من عدمها في الوقت المحدد أي في الـ 24 كانون الأول/ديسمبر القادم، فالأمر مرتبط بقدرة المجتمع الدولي على فرض مخرجات برلين وقرارات دول جوار ليبيا ومخرجات مؤتمر باريس، حيث إذ تمكّن المجتمع الدولي والأطراف في ليبيا من تحييد العمل العسكري والتخلص من المليشيات ومظاهر التسلح وإخراج المقاتلين الأجانب والمرتزقة يُمكن إجراء الانتخابات في أجواء عادية، عكس ذلك يستبعد أن تجرى الانتخابات في ليبيا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

حوار | نصيرة محمدي: ولّد الحراك الشعبي سلوكًا تحرريًا

حوار | الهادي بوذيب: العقل الجزائري تشكّل في سياق المقاومة ورفض الإذلال