27-مايو-2022
ياسين فعفاع عواد ممثّل الدكاترة عن جامعة وهران 2 (فيسبوك/الترا جزائر)

ياسين فعفاع عواد ممثّل الدكاترة عن جامعة وهران 2 (فيسبوك/الترا جزائر)

يواصل حَملة شهادة الدكتوراه البطالين احتجاجاتهم أمام مقرّ وزارة التعليم العالي بالعاصمة الجزائرية، بوقفات سلمية بغية تسوية وضعيتهم وإيجاد اتّفاق مع الوصاية يدعو له الآلاف ومن مختلف التخصصات العلمية، كما يرى الغاضبون أنّ قضيتهم " عادلة"، إذ يهدف حراكهم الطلابي منذ أكثر من خمس سنوات إلى التوصل إلى توظيفهم مباشرةً دون المرور أمام تعقيدات المسابقات، كما رفعوا سقف الغضب إلى اعتصام مفتوح أمام مبنى الوزارة، داعين المسؤول الأول على رأس القطاع إلى مباشرة حوار جدي بعيدًا عن سياسة الهروب إلى الأمام.

ياسين فعفاع: مشكلة بطالة الدكاترة و توظيفهم خارج الجامعة سواءً في الماجيستير و الدكاترة سببه فشل النظام  التعليمي الجديد (ل.م.د)

في حوار مع "الترا جزائر" يقرّ ياسين فعفاع عواد ممثّل الدكاترة عن جامعة "وهران 2" غرب العاصمة الجزائرية، الحاصل على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع السياسي أن الاعتصام هو حلّ من بين الحلول التي أقرتها تنسيقية حملة الدكتوراه واتحاد الدكاترة الجزائريين من آلاف المناضلين عبر عديد الجامعات الوطنية، موضحا في هذا الحوار، أن الوزارة فضلت التواصل بقرار حلّ المشكل بتوظيف الدكاترة في مؤسّسات اقتصادية باتفاق مع الوظيف العمومي، وهو القرار الذي يرفضه المحتجون، على حدّ تعبيره.

  • أين وصلت قضية الدّكاترة البطالين؟ 

يصرّ باحثون من الدكاترة على تحقيق مطلب التوظيف المباشر كأهم مطلب مطروح كشعار منذ بداية الاحتجاج منذ أكثر من خمسة سنوات، ولن يتوقف اعتصام الدكاترة عبر مختلف الجامعات حتى يتم تسوية هذه المشكلة نهائيًا.

لكن الوزارة تتفادى أن تستجيب لمطلب الدكاترة، وتراوغ هذه الفئة التي تضمّ الآلاف بقرارات غريبة وغير منطقية بإعلان توظيف الدكاترة في القطاعات الأخرى في الإدارات العمومية، لكنها الخطوة التي ترفضها هذه الفئة التي تنضوي تحت " نخبة البلاد"، لأنهم واصلوا دراستهم العليا من أجل الاختصاص في المجال العلمي والبحثي، وهو ما يمنحهم الحقّ في التوظيف في الجامعة، حيث يقبلون على مهام التدريس والبحث العلمي والإشراف على الطلبة والبحوث في المخابر وليس عملهم إداريًا صرفًا.

لماذا ترفضون هذا المنحى أو المسعى كحلّ مؤقت؟

بصراحة الإدارة الجزائرية ليست بيئة تتناسب مع المستوى الأكاديمي للدكاترة وأهدافهم منذ بدء تكوينهم عقب إنهاء مسار الماجستير، كما أنه من غير المنطقي أن تعرف الجامعة الجزائرية عجزًا بما يربو عن 40 ألف أستاذ جامعي، أي 40 ألف منصب تحتاجهم الجامعية، في مقابل ذلك فإن الوزارة تعتمد على الدكاترة ثم حملة الماجستير بأقل درجة في التّدريس بصيغة أساتذة متعاقدين ( ساعات إضافية) وبمقابل مادي ضعيف جدًا، وهنا يمكن أن نقول أن الحلّ هو إدماجهم كأساتذة دائمين، غير أن المسؤولين في الوزارة الوصية وعلى رأسها الوزير يواصلون استغلال الدكاترة في تعويض النقص الفادح في التأطير البيداغوجي بمبالغ زهيدة، لكن من الأجدر عليها أن تمنحهم حقوقهم القانونية في الوظيف المباشر بالجامعة.

  • ألا ترون أن التوظيف خارج أسوار الجامعات جزءٌ من الحلّ؟

مشكلة بطالة الدكاترة وتوظيفهم خارج الجامعة يضر الجامعة ومستقبلها وهو إضعاف لمستواها ومستوى التكوين الجامعي للطالب، وبالتالي تعريض مستقبل الوطن والأجيال القادمة للخطر.

  • كم عدد البطالين من حملة شهادة الدكتوراه في الجزائر؟

عدد الدكاترة هو بالتقريب 12 ألف دكتور غير موظف بالجامعة والمشكلة أن الجامعة الجزائرية، في وقت تذكر إحصائية رسمية أن العجز في الكوادر التكوينية على مستوى الجامعات والكليات والمراكز الجامعية قوامه 40 منصب شاغر وهو ما يعني أن الوزارة جعلت من الدكاترة القشة التي تنقذ بها الجامعة من الفراغ الأكاديمي، وأيضًا مجال التأطير وتحسين الخدمة البحثية والتكوين الجيد، عن طريق سنّ قوانين وقرارات لسد الفراغ بأساتذة مؤقّتين في مقابل عدم تثمين مجهوداتهم كما يجب لأستاذ جامعي وباحث.

  • برأيكم ماهي المشكلة الأساسية في عدم توظيف الدكاترة رغم نقص التأطير في الجامعات وحاجتها لهذه الكوادر؟

مشكل بطالة الدكاترة و توظيفهم خارج الجامعة سواءً في الماجيستير و الدكاترة من بين أسبابه، هو النظام  التعليمي الجديد (ل.م.د) الذي أثبت فشله في جميع المستويات البيداغوجية، وبتصريحات المختصين والعارفين بخبايا هذا النظام مقارنة مع النظام الكلاسيكي، و ما زاد من تعقيد الوضع، طريقة فتح مناصب الدكتوراه بأعداد كبيرة ودون تخطيط، حيث أن فسح المجال للمسابقة الدكتوراه وهو من حقّ أي طالب ماستر، لكن في المقابل قانون الدكتوراه يخضع لاحتياجات الجامعة من الأساتذة لضمان التأطير الكمي والنوعي للطلبة وهذا ما يشتكي منه الطاقم البيداغوجي عمومًا، وليس تأسيس تخصّصات وفتح مناصب لطلبة جدد في سلك الدكتوراه وبعدها يتمّ إحالتهم على البطالة.

  • برأيكم فتح مناصب لتكوين دكاترة جدد لا يخضع لاحتياجات الكليات؟

كما سبق وأشرت لذلك سابقًا، لكن أضيف هنا أن التكوين في الدكتوراه يكون وبشكلٍ واضح وفق المرسوم التنفيذي 98-254 والذي ينصّ بشكل واضح أن المناصب التي تفتح الدكتوراه يجب أن تكون وفق الاحتياجات النوعية والكميّة للأساتذة الجامعيين والباحثين، وهذا دليل واضحٌ ومباشرٌ أن مناصبنا سواءً في الماجيستير والدكتوراه مالية. 

  • ماهي أشكال التصعيد المحتملة بالنّسبة للدكاترة؟

انتظمنا تحت تجمع:" التنسيقية الوطنية لحاملي وطلبة الدكتوراه والماجستير، وهذا في نضالنا من أجل حق التوظيف كما تمّ التنسيق مع "اتحاد طلبة الدكتوراه والأساتذة الباحثين" الذي بدوره يجمع تجمع المئات من طلبة الدكتوراه و الأساتذة الباحثين في إطار مهيكل ومنظم  من أجل تعبئة حملة شهادة الدكتوراه والماجستير ، بهدف المطالبة بحقوقنا، كما تمكنا من تعبئة عدد معتبر من المعنيين في وقفة في بداية شهر أيّار/ماي الحالي كانت الأقوى منذ شهور طويلة، إذ عبر فيها المناضلون عن حقهم القانوني في التوظيف المباشر بالجامعة، لكن لحدّ اللحظة لم نلق الردّ من الوزارة لذلك قررنا التصعيد باعتصام مفتوح أمام مبنى الوزارة وأيضا الاعتصام أمام مختلف الجامعات، ولن نتوقف عن التصعيد  وتعبئة أكبر عدد من المعنيين بالتوظيف إلى حين الاستجابة لمطالبنا.

ياسين فعفاع: أحسن حل ممكن لقضيتنا هو استحداث آلية للإدماج المباشر للدكاترة بالجامعة على دفعات

  • ماهي اقتراحاتهم على الوزارة الوصية؟

بخصوص اقتراحات حل  هذه المسألة، أحسن حل ممكن لقضيتنا هو استحداث آلية للإدماج المباشر للدكاترة بالجامعة على دفعات يمكن أن تكون خمسة دفعات حسب الأقدمية وسنوات التدريس بالجامعة.