15-مايو-2023
عز الدين ميهوبي، واسيني الأعرج (فيسبوك/الترا جزائر)

عز الدين ميهوبي، واسيني الأعرج (فيسبوك/الترا جزائر)

فريق التحرير - الترا جزائر 

دافع وزير الثقافة السابق عز الدين ميهوبي، في مقال نشره على فيسبوك، عن وجهة نظر الروائي واسني الأعرج حول قصة الشخصية الشهيرة حيزية، وقال إنه لا داعي للمزايدة على واسيني في وطنيته.

ميهوبي: ما كتبهُ واسيني عن الصّراع الذي كان قائمًا بين قبائل وأعراش الزّيبان والحضنة ووجهاتٍ متاخمة لهما مذكُورٌ في عديد المصادر

وكان الأعرج، ذكر في إحدى مداخلاته، أن حيزية ماتت مسمومة في قصة الحب المعروفة، نتيجة صراعات قبلية وسياسية، وأضاف أن شخصية عاشقها سعيد الذي أحبها غير موجودة، وأن كاتب القصيدة بن قيطون هو من أحبها وكتب عنها متخفيًا في شخصية سعيد.

وعاد ميهوبي، إلى اشتغاله على قصة حيزية، واجتهاده في تحويلها إلى عمل فني على المسرح في شكل مغناة (أوبيريت) سنة 1995، معتبرًا أنه لم يشأ أن يضع قصة الحب بين حيزية وابن عمها سعيد في سياق سياسي وتاريخي وصراع بين قبائل المنطقة، على حدّ قوله.

وأضاف كاتب المقال: "ركّزتُ على مشاهد انهيارِ علاقةِ حبٍّ ترفُضُها أعرافُ القبيلة، يرويها شاعرٌ استجابَ، سواءً كانَ يحملُ لحيزيّة حُبًّا غير مُعلنٍ أو تحتَ تأثير إغراء ماليّ من عاشقٍ كانَ يُمنّي النفسَ بالزّواج منها، لكنّهُ فقدَ المرأة التي أحبّ تحتَ وقعِ رفضِ أبٍ متسلّط".

وفي سياق دفاعه عن الروائي واسيني الأعرج، كتب ميهوبي "ما كتبهُ واسيني عن الصّراع الذي كان قائمًا بين قبائل وأعراش الزّيبان والحضنة وجهاتٍ متاخمة لهما، مذكُورٌ في عديد المصادر، وبحوزتي مراسلةٌ عن حيزيّة أفادني بها الصّديق الكاتب الشاعر والروائي أحمد بن الشّريف (مقيم حاليًا بتلمسان)، ضمّنها تفاصيل دقيقة منذ مجيء الإخوة بربرُوس حتّى فترة الاحتلال الفرنسي التي كانت تعتمدُ سياسة إحداث الوقيعة بين القبائل والأعراش".

لقد كسَر واسيني خطّ السرديّة السّائدة منذ أزيد من مائة عام، يقول وزير الثقافة السابق، "فقد أزاح سعيّد من عرشِ العشق، ونصّب بن قيطُون عاشقًا أصليًا، وأعطى سببًا مختلفًا لموتِ حيزيّة في سياقٍ سياسيّ وتاريخيّ".

في مقابل ذلك، يستدرك ميهيوبي بأن أسطرة شخصية حقيقية فيها "مجازفة كبيرة" قد تبعدها عن مسارها الطبيعي، معتبرًا أن واسيني اجتهدَ بوضع مقاربة تسميم حيزيّة من خلال ما رشحَ لديه من معلومات متواترة، أساسُها الثّأر.

وختم ميهوبي، أن صديقه الأعرج ابن شهيد ولا أحد يزايد على وطنيته، مذكرًا بمشاركاته العديدة في المحافل العربية والعالمية وإسهاماته الأدبية في مجال الرواية الجزائرية.