حيوانات صحراوية نادِرة تكشف أسرارها في فيلم "السّاورة"
26 أبريل 2025
حَظِي عرض الفيلم الوثائقي "الساورة، كنز طبيعي وثقافي" بقصر الثقافة " مفدي زكريا" بالجزائر العاصمة باهتمام لافت من قِبَل الجمهور، وذلك بمناسبة تصنيف الحظيرة الثقافية للساورة ضمن قائمة التراث الثقافي الوطني.
صُنّفت الساورة كحظيرة ثقافية وطنية نظرًا لزحم تراثها المادي واللامادي
لو سألت الجزائريين عن موقع منطقة "السّاورة" ومُميزاتها، فستُفاجَأ بتعدُّد الرُّدود وتنوُّع الأجوبة، غير أنّ أغلبها سيرُكّز على كونها منطقة صحراوية، ممّا يعكِس الصورة النمطية السائدة لدى الكثيرين عن الصحراء بشكل عام.
فهل تخيّلت أنّ هذه المنطقة الواقعة في الجنوب الغربي للجزائر، والتي تمتدّ عبر ثلاث ولايات هي: بشار، أدرار وتندوف، الغارقة في سكونها الطبيعي، تخبئ أسرارًا لم تُكتشف بعد؟

بعيدًا عن الصورة النمطية للصحراء، تنبض منطقة الساورة بتنوّع طبيعي وثقافي مدهش، وهو ما سعى المخرج رضوان طاهري إلى إبرازه. في عالمٍ غني بالحياة الصحراوية، نجد كائنات لا يعرفها حتى بعض سكان المنطقة، إلى جانب إرث ثقافي حيّ، شاهد على التاريخ العميق للمنطقة.
هل كنت تعلم أن وادي الساورة يُعدّ الموطن الوحيد لسمكة نادرة مُهدّدة بالانقراض؟
سمكة نادرة
في منتصف عام 2024، تمكّن الباحث في التنوع الحيواني والمخرج الوثائقي رضوان طاهري من اكتشاف سمكة "أفانيوس ساورانسيس" النادرة، في وادي الساورة بمنطقة العرق الغربي للجزائر. يُعدّ هذا الاكتشاف دليلاً حيًا على الأهمية البيئية الفريدة التي تتمتع بها منطقة الساورة، إذ تُعدّ هذه السمكة نوعًا مستوطنًا لا يوجد في أي مكان آخر في العالم.
ويأتي هذا الاكتشاف في وقت حساس، حيث أُدرج هذا النوع ضمن القائمة الحمراء للأنواع المائية المهددة بالانقراض من قبل الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN)، ما يزيد من أهمية الجُهود المبذولة لحماية هذا الموطن النادر وصون تنوعه البيولوجي.

قلب الجزائر ..أفناك الصحراء
إلى جانب سمكة "أفانيوس ساورانسيس" الفريدة، يسلّط الجزء الطبيعي من الفيلم الضوء على تنوّع حيواني مذهل، تزخر به صحارى وجبال ووديان منطقة الساورة منذ آلاف السنين. العديد من هذه الكائنات لا تزال مجهولة حتى لدى سكان المنطقة أنفسهم، ومن بينها: الغزلان، والصقور، والسحالي، وبنات آوى، والقضاعة النهرية الصحراوية - الفريدة من نوعها عالميًا -.
وبالإضافة إلى ذلك يوجد الرفراف الأوروبي، والفنك أو ثعلب الصحراء، الحيوان الرمزي الذي استُلهم منه لقب المنتخب الجزائري لكرة القدم: "أفناك الصحراء"، لما يرمز إليه من سرعة ومهارة وقوة في الميدان.

إرث ثقافي عريق
في المقابل، يُبرز الجزء الثقافي من الفيلم إرثًا غنيًا يتجلّى في نقوش صخرية قديمة، ومستحاثات نادرة، وقبور جنائزية تعود إلى عصور غابرة، كلها شواهد حية على حضارات تعاقبت وخلّفت بصماتها في أرض الساورة.
وصُنّفت حظيرة الساورة كحظيرة ثقافية وطنية نظرًا لثرائها الكبير بتراثها المادي واللامادي، وكنوزها الطبيعية الفريدة، وفقًا لما أكّده وزير الثقافة والفنون زهير بللو.
وأشار الوزير إلى أنّ هذا التصنيف يتزامن مع جهود الدولة لتنمية منطقة بشار، في خطوة تؤكد أهمية دمج الثقافة والبيئة ضمن رؤية تنموية شاملة.
من جهته، دعا المخرج رضوان طاهري إلى بذل جهود أكبر لإعادة توطين الحيوانات التي انقرضت في المنطقة، مشددًا على أن "الحيوانات تراث عالمي" يجب الحفاظ عليه بكل الوسائل.
ويُواصل طاهري، رفقة فريقه في مبادرة "وايلد ألجيريا"، توثيق هذا الغنى الطبيعي والثقافي، مستعينين بأحدث تقنيات التصوير والإنتاج، من أجل نشر الوعي وتسليط الضوء على أهمية منطقة الساورة عبر مختلف المنصات الإعلامية والرقمية.

كنز الساورة
بعين الفن، تصف الفنانة كريمة مازي في حديثها لـ"الترا جزائر" تجربة الفيلم الوثائقي قائلة: "كاميرا المخرج رضوان طاهري تأخذنا في رحلة بصرية آسرة إلى منطقة الساورة، حيث تتجلّى كنوز الطبيعة وعراقة التاريخ".
وتضيف: "الفيلم ليس مجرد مشاهدة، بل هو تجربة حسية تنقلك إلى قلب صحراء الجزائر، لتريك جمالًا قد لا تتخيله، وتكشف لك عن حيوانات نادرة وكنوز ثقافية لا تزال في انتظار من يكتشفها".
ودعت مازي الجمهور إلى عدم تفويت فرصة مشاهدة هذا العمل البصري المميز، وزيارة المنطقة لاكتشافها عن قرب.

الكلمات المفتاحية

تحوّل إلى رمز للضيافة الجزائرية.. عفوية "عمي داود" تصنع الحدث في فرنسا
في أجواء مليئة بالعفوية، خطف "عمي داود" الأضواء مجددًا خلال زيارته إلى باريس، حيث استُقبل بحفاوة من قبل محبيه، وكان على رأس مستقبليه نجم الموسيقى العالمية الفرنسي الجزائري "دي جي سنايك DJ Snake".

سهيلة قرفي.. دكتورة ذكاء اصطناعي تقود ثورةً من أجل السياحة والصناعة التقليدية
من قرى تنأى بنفسها عن ضجيج العالم، تحولت عدة مداشر أوراسية عريقة جنوب ولاية باتنة، شرقي الجزائر، وفي غضون ثلاث سنوات ونصف، إلى ورشات منتجة لحركية ناعمة، عبر نشاطات تجمع بين إحياء التراث القديم وترميم المنازل الطينية إلى استقطاب معارض تشكيلية يشارك فيها فنانون جزائريون وأجانب في ممارسة طقوسهم مع الأهالي، في مشاهد بهيجة تقدم صورة مضيئة عن جزائر تصنع إبداعا عمليا متفردا وتصدر فن الحياة للآخرين.

التسمم بلسعات النحل.. خطر موسمي قد يكون قاتلًا
في حادثة مأساوية هزّت ولاية مستغانم، غرب الجزائر العاصمة، لفظ شخصان أنفاسهما الأخيرة بعد تعرضهما لسلسلة من لسعات النحل في منطقة "بريكة" التابعة لبلدية سيدي علي، وذلك في الساعات الأولى من صبيحة الأربعاء الماضي.

تغييرات مصيرية في مسار كيليا نمور تحضيراً لأولمبياد 2028.. وخط الرياضة يسير مع الفن والتأثير
أعلنت البطلة الأولمبية الجزائرية كيليا نمور عن مرحلة جديدة في مسيرتها الرياضية، تتمثل في تغيير ناديها ومدربها استعدادًا لدورة الألعاب الأولمبية المقررة في لوس أنجلوس عام 2028، حيث ستخوض هذا التحدي الكبير تحت الراية الجزائرية.

قضية منع الصحفي رؤوف حرز الله من السفر تتفاعل.. منظمات حقوقية تندد ووزير الاتصال يلجأ للقضاء
أكدت منظمة شعاع الحقوقية أن قرار منع الصحفي الجزائري عبد الرؤوف حرز الله من السفر، دون إشعار رسمي أو إجراءات قضائية معلنة، يعدّ انتهاكاً صارخاً للضمانات القانونية والدستورية التي تكفل حرية التنقل وحقوق المواطنين الأساسية.

دومينيك دوفيلبان يهاجم "الخطاب الحربي" لبرونو روتايو ضد الجزائر.. ويشيد بجورجيا ميلوني
انتقد رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق، دومينيك دو فيلبان، بشدة الخطاب العدائي تجاه الجزائر الذي تبناه بعض السياسيين الفرنسيين، وعلى رأسهم وزير الداخلية برونو ريتايو، محذرًا من العواقب الخطيرة لهذا النهج الذي وصفه بـ"الخطاب الحربي" وغير الواقعي.

إصلاح نمط تكوين الدكتوراه.. هل هي خُطوة لتصحيح المسار الأكاديمي؟
تنجه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على إحداث تغيير جوهري في نمط التكوين في طور الدكتوراه، من خلال اعتماد نموذج "مضاف الدكتوراه"، الذي يهدف إلى ربط التكوين بالاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية.