13-مارس-2022

(الصورة: فيسبوك)

فريق التحرير - الترا جزائر

اقترح المختص في حماية البيئة، قحقيح صالحي عبد الحفيظ، تبني خيار إنشاء سدود صغيرة ومتوسطة لمواجهة أزمة الجفاف، التي تعرفها البلاد بسبب شح الأمطار.

الباحث صالحي: إمكانية تحويل المياه من سدود الولايات التي بلغ منسوبها مستويات معتبرة نحو المدن العاجزة

وكشف صالحي في حوار لإذاعة قسنطينة، اليوم الأحد، أن "التغيرات المناخية أثرت بشكل مباشر على كمية التساقطات المطرية وتوزيعها على الأقاليم في العالم ورمت بظلالها على عدة ميادين".

وأضاف: "الجزائر بحكم موقعها المتوسطي كان الأثر السلبي للتغيرات المناخية جليًا، أبرزه تراجع في منسوب الأمطار بالمناطق الشرقية الوسطى والهضاب وكذا الصحراء."

وتحدث الباحث بجامعة زيان عاشور بولاية الجلفة، عن "ظاهرة التداخل بين الشهور الجافة والماطرة، في ظل الاضطرابات المناخية في الدورة المائية بالجزائر منذ 2019."

ووفق الخبير البيئي فإن "شهور كانون الأول/ديسمبر وكانون الثاني/جانفي، حتى منتصف شباط/فيفري تعرف كميات قليلة جدًا من الأمطار وتحولت إلى أشهر جافة، وإلى غاية 2020 أصبحت التساقطات المطرية تسجل من منتصف شباط/فيفري إلى غاية شهر أيار/ماي".

وأمام نسبة التساقطات التي أصبحت ضعيفة جدا وأقل من المعدل السنوي، وتراجع منسوب السدود بوسط وشرق البلاد، لاحظ الباحث بجامعة الجلفة أن "هناك تراجع كبير لمردود الفلاحات الواسعة التي تعتمد بالأساس على ما تجود به السماء".

وهنا دعا صالحي إلى "الإسراع في تجسيد مشاريع التحويلات الكبرى والمتوسطة"، مشيرًا إلى "إمكانية تحويل المياه من الولايات التي بلغ منسوب مياه سدودها إلى مستويات معتبرة نحو ولايات تسجل العجز، مثل جيجل التي يمكن أن تمد سطيف والعلمة بالمياه عبر سد تابلوط".

كما اقترح ضيف إذاعة قسنطينة، "استغلال مياه التحويلات الكبرى لسقي المساحات الفلاحية الكبرى مثل القمح والشعير، خاصة في الهضاب والسهول."

وحذّر من تلوث المياه السطحية والجوفية في الجزائر من عدة مصادر، كالمبيدات الحشرية والأسمدة الآزوتية ومخلفات محطات تشحيم السيارات وتلوث الجو بمواد كيميائية، ودعا إلى القيام بتحليل عينات من المياه الجوفية والسطحية بشكل دوري لضمان جودتها، للاستخدام الآمن.

وفي محاولة لمواجهة الوضع، أطلقت الحكومة مشاريع لتحلية مياه البحر، لأن المياه السطحية أصبحت شحيحة، وفق تصريحات لوزير الموارد المائية والأمن المائي، كريم حسني.

وأشار إلى أن "الجزائر تزخر بكل الإمكانات اللازمة، منها شريط ساحلي يمتد لأكثر من 1200 كيلومتر، إضافة إلى الخبرة والموارد البشرية اللازمة في هذا المجال".

وصنّفت وزارة الموارد المائية، بداية عام 2022، الجزائر ضمن الدول الفقيرة من حيث المورد المائي، بسبب فترات جفاف طويلة ومتكررة، مع عجز في نسب التساقطات المطرية.

وأبرز بيان للوزارة أن نسب تساقط الأمطار بلغت خلال السنوات الأخيرة بين 40 و50 في المئة مقارنةً بالمعدلات السنوية الماضية، خصوصًا في الجهتين الوسطى والغربية للبلاد.

وأشارت الوزارة إلى أن "نقص وشح الأمطار بفعل التغيرات المناخية أثر بشكل كبير على تزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب، وقد برزت آثارها جليًا على 20 ولاية في البلاد."

 

اقرأ/ي أيضًا:

خبيرة طقس: من المبكّر جدًا الحديث عن مرحلة الجفاف بالجزائر

وزارة الموارد المائية تكشف خطة القضاء على العطش