خروج تلاميذ الثانويات للشارع.. نقابات ومنظمات تربوية تحذّر من "تصفية الحسابات"

دعت نقابات ومنظمات تربوية إلى "تغليب لغة الحوار البناء" في أعقاب خروج تلاميذ الطور الثانوي إلى الشارع ورفضهم الدراسة للمطالبة بتقليص الحجم الساعي والعتبة وكذا قرار منع الدروس الخصوصية.

تلاميذ الطور الثانوي خرجوا إلى الشارع للمطالبة بالعتبة وتقليص الحجم الساعي ومراجعة البرنامج الدراسي

واتهم بيان للنقابة الوطنية لعمال التربية (SNTE) أطرافًا بـ "محاولات زعزعة استقرار الوضع المدرسي من خلال تحريض التلاميذ على الخروج إلى الشارع."

وأوضحت بأنّ "ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي من دعوات مجهولة المصدر يحمل في طياته مخاطر تهدد استقرار المنظومة التربوية ومصلحة أبنائنا."

وأهابت النقابة بجميع أفراد الجماعة التربوية من أساتذة، وإداريين، وأولياء التلاميذ، وبالأخص مناضلي النقابة، أن "يكونوا في مستوى المسؤولية، عبر توعية أبنائنا الطلاب بضرورة تفادي الانجرار وراء هذه الدعوات المشبوهة التي تهدف إلى تأجيج الأوضاع وتعطيل المسار التعليمي".

وأكد بيان "الأسنتيو" أنّ "هذه التحركات لا تخدم أي طرف سوى أجندات خفية تسعى لتعفين الوضع وزرع الفوضى". ودعت إلى "تبني أسلوب الحوار البناء والعمل المشترك لحماية استقرار المدرسة الجزائرية وضمان مستقبل مشرق لأبنائنا."

وفي بيان آخر للاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ، جدّد "رفضه بشدة أي محاولة دنيئة لإقحام التلاميذ في الإضرابات أو الاحتجاجات تحت أي ذريعة كانت، سواء كثافة البرنامج أو غيرها من الحجج الواهية."

وشدّد الاتحاد على أنّ "أبناؤنا قُصَّر ومسؤوليتهم الحقيقية هي التعلم وبناء مستقبلهم، وليس الخروج إلى الشارع لتنفيذ أجندات لا تخدم إلا مصالح فئوية ضيقة."

ودعا إلى عدم "العبث بمستقبل التلاميذ واستغلال براءتهم في معارك لا شأن لهم بها. من يريد التفاوض أو الاحتجاج فليكن شجاعًا ويتحرك بنفسه، أما أبناؤنا فهم أمانة لن نسمح لأي كان بأن يزجّ بهم في صراعات بعيدة عن أهداف التربية والتعليم."

وأشار بيان اتحاد الأولياء إلى أنّ "المدرسة هي مكان للعلم والتهذيب، وليست منصة لتحقيق مكاسب شخصية أو تصفية حسابات". وأضاف: "لن نقف مكتوفي الأيدي أمام أي محاولة لاستغلال أبنائنا، وسيكون لنا موقف صارم تجاه كل من يحاول تحويلهم إلى أدوات لخدمة أطماعهم، كفوا أيديكم عن أبنائنا، فهم ليسوا حقل تجارب لغاياتكم الأنانية."

ونشرت كذلك مديريات التربية عبر الجمهورية بيانًا موجهًا إلى أولياء التلاميذ من أجل دعوتهم إلى "المساعدة والمساهمة في الحفاظ على النظام العادي للتمدرس."

والتمست المديريات التربوية من أولياء التلاميذ "تحسيس الأبناء بخطورة التواجد في الشارع أثناء الدوام الدراسي". كما حملت نداءات المديريات طمأنة بأنّ "انشغالات التلاميذ المعبر عنها قد تم تبليغها للجهات الوصية والمخول لها البت فيها."

ولفتت إلى أنّ "الغياب في هاته الفترة يؤثر سلبا على التحصيل الدراسي للتلاميذ خاصة المقبلين على الامتحانات المدرسية."

وتهدّد نقابات تربوية بـ"التصعيد" بسبب ما جاء في القانون الأساسي الخاص بالموظفين المنتمين إلى القطاع التربية، الذي اعتبرته الوزارة الوصية "ثمرة عمل متواصل شاركت فيه المنظمات النقابية المعتمدة لدى القطاع".

وكانت حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية انتقد القانون الأساسي لقطاع التربية. معتبرًا أنّ "مقترحات التعديل عليه تمت في غرف مظلمة دون الأخذ بآراء النقابات المعنية بموظفي القطاع التربوي."

ودعا الحزب المسؤولين على قطاع التربية إلى "الإسراع في معالجة الأمر قبل تفاقم الوضع وانفلاته. بعدم تقزيم دور النقابات ودعوتها دون استثناء لتدارك الخلل".