دراما رمضان 2025.. هل انتهى زمن المسلسلات الطويلة في الجزائر؟
24 مارس 2025
مسلسل من 20 حلقة، ومسلسل آخر من 15 حلقة.. هل هو نمط جديد في الدراما الجزائرية؟ لماذا اتجه المخرجون والمنتجون إلى تقليص عدد حلقات الأعمال الدرامية التي كانت إلى وقت قريب تصل الـ30 حلقة تزامنًا وعدد أيام رمضان؟.. هذا التحول السريع طرح الكثير من الأسئلة حول أسبابه وانعكاساته على جودة هذه الأعمال الفنّية وتأثيره على المشاهد الجزائري الذي يتشوق مع كل رمضان رؤية إبداع أبناء بلده.
أستاذة النقد حنان تواتي لـ"الترا جزائر": سبب انتهاء معظم الأعمال الرمضانية في الحلقة 20 أو أقلّ يعود إلى أنّ صاحب السيناريو وضع نصًا غير مكتمل بسبب الوقت الضيق والتسرع لإخراج العمل في رمضان
دراما رمضان 2025 التي حمل مفاجآت على صعيد تنوع اللهجات وجانب الإخراج الذي شدّ الجمهور وحبكة بعض الأعمال الدرامية الجميلة والشيّقة، شهد تحوّلا وتغيرًا على صعيد عدد حلقات المسلسلات الدرامية التي لم يتجاوز بعضها 20 حلقة مثل مسلسل "بنات المحروسة" الذي ودّع المشاهدين في الحلقة الـ20، ومسلسل "سيد الرجال" الذي أنهى القصة في الحلقة الـ20، ومسلسل "لي فات مات" الذي رافق الجزائريين إلى النصف الأوّل من رمضان، ومسلسل "التابعة" الذي أسدل الستار على أحداثه في الـحلقة 21.
"الترا جزائر" ارتأى تسليط الضوء على هذا "التحوّل" وهذا التغيير المفاجئ الذي لم يكن ينتظره الجمهور الجزائري الذي اعتاد السفر مع الأعمال الجزائرية إلى غاية اليوم الأخير من رمضان المبارك، فسألت مختصين في المجال الفني حول ما يمكن تسميته بالتوجه الجديد في الدراما الجزائرية بلجوء المخرجين والمنتجين إلى تقديم أعمال قصيرة مكثفة الحبكة وأكثر اختصارا، فكانت الإجابات مختلفة بين من يراه نمط جديد وبين من يراه مرتبط بأزمة السيناريو والتسرّع لتجهيز عمل للمشاهد في ظل ضيق الوقت وضعف نسب المشاهدة في الأيام العشرة الأخيرة من الشهر الفضيل.
"الأعمال القصيرة حلّ أنسب"
المخرج عباس فيصل سبق وأن طرح قضية "المسلسلات القصيرة" كمقترح للخروج من الأزمة التي يعيشها الإنتاج الجزائري الذي يقتصر على رمضان فقط، وقال في الـ24 كانون الثاني/جانفي الماضي عبر منشور له على "فايسبوك": "للخروج من الدوامة التي يعيشها الإنتاج التلفزيوني في الجزائر، حيث تُنتَج الأعمال الدرامية والتلفزيونية بشكل مكثف فقط خلال شهر رمضان، هناك حاجة ماسة إلى إستراتيجية جديدة. برأيي، الحل الأنسب يكمن في التشجيع على إنتاج الأعمال القصيرة، مثلما هو الحال في العديد من دول العالم الآن.ّ"
ووفق فيصل "يتمتع أغلب الجزائريين بشغف كبير لمتابعة هذه الأعمال القصيرة، التي تتألف عادةً من 5 إلى 6 حلقات فقط، ويمكن لهذا النوع من الإنتاج أن يخلق منافسة جديدة ومثمرة، بالإضافة إلى جذب الجمهور إلى متابعة الأعمال التلفزيونية خارج إطار شهر رمضان."
ورأى أنّ إنشاء منصة رقمية لعرض هذه الأعمال، إلى جانب عرضها على القنوات الخاصة والعامة، من شأنه تعزيز انتشارها وتوفير فرص أكبر للمشاهدين للاستمتاع بمحتوى متنوع وجديد على مدار العام". واعتبر أنّ "هذا النهج يمكن أن يسهم بشكل كبير في إحياء وتطوير الصناعة التلفزيونية في الجزائر، ويحقق استدامة أكبر للإنتاج الفني والثقافي."
وفي منشور حديث كتبه قبل يومين بعد نهاية جلّ الأعمال الرمضانية بـ20 و15 حلقة قال: "أرى أنه هناك بادرة بخصوص اللجوء إلى هذا نوع من الإنتاجات بداية من تقليص مسلسلات رمضان هذا العام من ثلاثين حلقة إلى 15/20 حلقة مقارنة مع الأعوام السابقة، لكن نتمنى أن تكون هناك انتاجات خارج شهر رمضان."
تواتي: السيناريو الرمضاني يعيش عُقمًا
أستاذة النقد بكلية الآداب والفنون بجامعة الجزائر2، حنان تواتي، تقول إنّ "المتتبّع للشاشة الجزائرية في رمضان يُلاحظ الزخم الكبير للأعمال الدرامية التي تتفجر كلّها في شهر واحد بشكل فوضوي وعشوائي أحيانًا يعكس التسرّع والارتجال الذين يطبعان معظم الأعمال."
وتساءلت تواتي في حديث لـ"الترا جزائر": "هل هذا الزخم الكبير يعكس بالضرورة الجودة والمهنية والاحترافية التي تستوجبها الأعمال الدرامية والتي يجب أن تحقق في الحد الأدنى من وجودها الارتقاء وإثراء الذائقة الفنية والجمالية لدى المتلقي؟"
ووفقها "التسرّع والارتجال الذين يطبعان معظم الأعمال الرمضانية الدرامية سبب في عدم اكتمال الحبكة الدرامية وتذبذب المشاهد وضعف الحوار و"عُقم" بعض المشاهد رغم أن بعض المنتجين والمخرجين يجلبون أسماء كبيرة بإمكانها أن تكفل للعمل النجاح وتحفظ ماء وجه الدراما الجزائرية لكن الحاصل هو العكس."
وانطلاقاً من هذه الفكرة، أرجعت، تواتي، سبب انتهاء معظم الأعمال الرمضانية في الحلقة 20 أو أقلّ حتى.. إلى أنّ صاحب السيناريو أو صاحب الفكرة والقصة هو في حدّ ذاته قد وضع نصًا غير مكتمل وهذا ما تمكّن من إنتاجه بسبب الوقت الضيق والتسرع لإخراج العمل في رمضان."
وبالتالي أشارت المتحدثة إلى أنّ "هذه العوامل تؤدي إلى عمل مبتور وأحيانًا يغطّى بحجة النهاية المفتوحة أو التشويق لكن الحقيقة أبعد من ذلك لأنّ السيناريو الرمضاني يعيش حالة عُقم رغم وجود إنتاج ظاهري كثير في شهر رمضان ووجود أفكار يقال عنها مبتكرة ومحاولات تستحق التشجيع لولا التقوقع حول هوس شهر واحد فقط.."
وفي معرض حديثها عن هذه الإشكالية، اقترحت الأستاذة بكلية الفنون والآداب بجامعة الجزائر2 حلولًا للخروج من هذه الأزمة كالتحرر من الوهج الرمضاني ليكون الإنتاج الدرامي أو التلفزيوني عملًا دائمًا وهدفا في حدّ ذاته، ما سيجعل تركيز القائمين عليه منصب على النص وجودة الحوار وابتكار أفكار جديدة وانتقاء جيد للشخصيات وفقا للسيناريو حتى يصبح الإنتاج عادة مرسخة بعيدًا عن الموسمية الضيقة التي تقتل الفن وتعطيه بعدًا تجاريًا أكثر منه إبداعات فنّية."
ليس توجهًا جديدًا.. كيف؟
من جهته، يعتقد الصحفي المختص في الشأن الثقافي والفني، صالح عزوز، في إجابته حول لجوء المخرجين والمنتجين إلى تقديم مسلسلات قصيرة، بأنه ليس توجهًا جديدًا في الدراما الرمضانية.
وأرجع عزوز ذلك إلى شح كتابة السيناريوهات التي فرضت هذا المنطق. ويقول: "اختار العديد من القائمين على هذه الأعمال، تجنّب تجعيد العمل لكي لا يقعُوا في فخّ اجترار الأحداث، والدليل أن المُشاهد استطاع أن يكتشف النهايات أي فك شيفرات هذه الأعمال مبكرًا، وهذا يدلُّ على أن بعض من هذه الأعمال عبارة عن تدوير لمجموعة من الأحداث بطريقة مختلفة فحسب، أي ما هو موجود أصلًا."
ورأى المتحدث أن القائمين على هذه الأعمال المناسباتية (شهر رمضان)- يشتغلون عليها في فترة قصيرة ويكون التحضير لها سريعًا، لذا يكتفون بضخ كل الأحداث في النصف الأول من شهر رمضان، وتحقيق نسبة مشاهدة ولو عن طريق فضول المشاهد فحسب.
وأوضح أنّ "المعروف حتى عند الشخص العادي أن الأيام الأخيرة من رمضان المبارك، العائلات تنشغل بالكثير من الأمور دون التركيز على التلفزيون، ما يعني أنّ نسبة المشاهدة تقلّ، لذلك المخرجون والمنتجون يرون أنّه من الضروري المحافظة على نسب المشاهدة المحققة خلال الأيام الأولى بالرغم من أنه اجتهاد ضعيف، لكن يبقى مؤثراً على إحصائيات المشاهدات."
وبخصوص هل يوجد تأثير على جودة العمل الفني عند تقليص حلقات المسلسلات، أشار إلى أنّ "جودة العمل، ليست مرتبطة بعدد الحلقات بقدر ما هي مرتبطة بجودة السيناريو ومعالجة الأحداث واختيار "الكاستينغ".. وغيرها، بدليل وجود عدّة مسلسلات، تضمنت 7 أو 8 حلقات، لكنها حققت نسبة مشاهدة كبيرة ونالت جوائز، لأن العمل –وفق قوله- متقن من حيث ثراء العمل وجودة التمثيل ومعالجة الأحداث.
هل الجمهور من يفرض المسلسلات القصيرة؟
من جهته، برّر الممثل بطل مسلسل "بنات المحروسة" عبد القادر جريو توقف ونهاية المسلسل في الحلقة 20، بدل 30 مثلا بـ"عامل الوقت واعتبر إدارته مهمة جدًا، بحكم العمل في شهر الصيام، وكذلك جانب التمويل الذي يتطلب أموالا كبيرة في حال إنتاج مسلسل من عدد حلقات تصل 30 حلقة".
بطل "بنات المحروسة": الجمهور أصبح يفرض علينا هذا النوع من المسلسلات ومنصات التواصل غيّرت المفاهيم
وأضاف جريو لدى نزوله ضيفا على برنامج تلفزيوني على قناة الشروق الإخبارية (خاصة): "في رأيي الأهم بالنسبة لي هو أنّ الجمهور في ظل منصات التواصل يميل إلى الفيديوهات القصيرة، ما يجعله لا يتحمل مسلسلات من 30 حلقة، لذلك خفّضنا عدد الحلقات وهذا نظام معمول به عالميًا، هناك مسلسلات من 6 حلقات فقط."
وتابع قائلا: "أعتقد أنّ الجمهور يفرض علينا هذا النوع من "الفورما" أو الحجم، وأظنّ أنّ منصات التواصل غيّرت المفاهيم."
الكلمات المفتاحية

التعليم المُقاوم.. كيف واجهت المدارس الحُرّة الاستعمار الفرنسي في الجزائر؟
لم يكُن السلاح الوحيد في يد الجزائريين هو البندقية، بل كان للقلم دوره الريادي في المقاومة خلال الفترة الاستعمارية.

فاز بجائزة "رؤى أفريقية".. فيلم "الطيّارة الصفراء" يخطِف الأضواء في مونتريال
يُسطّر الفيلم الجزائري "الطيّارة الصفراء" للمخرجة والمنتجة هاجر سباطة، صفحة جديدة في تاريخ السينما الجزائرية، بعد أن فاز بجائزة أحسن فيلم عن فئة الفيلم الروائي القصير والمتوسط، في مهرجان "رؤى أفريقية" الدولي، بمدينة مونتريال الكندية.

أحسن تليلاني: لو أنني طيلة عمري لم أكتب سوى فيلم "زيغود" لكفاني ذلك شرفًا
تليلاني أحسن الأستاذ بجامعة الجزائر، والعميد السابق لكلية الآداب يجامعة سكيكدة، والناقد والمترجم والكاتب المسرحي الذي يملك في رصيده 17 مؤلفًا، خاض تجربة سينمائية فريدة من خلال كتابته لسيناريو فيلم تاريخي يتناول حياة الشهيد البطل زيغود يوسف" مهندس هجومات الشمال القسنطيني إبّان الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي (1954-1962).

"كنابست" تستنكر تواصل خصم أجور وتجميد مِنح الأساتذة بعدد من الولايات
أكدت نقابة "كنابست" أنّ وزارة التربية الوطنية "أخلت" بالتزاماتها بشأن رفع التجميد عن منحة الأداء التربوي (المردودية) وإرجاع أيام الخصم بدءًا من شهر آذار/مارس الماضي.

طقس الجزائر.. أمطار ورياح عاتية عبر 13 ولاية
حذّر الديوان الوطني للأرصاد الجوية، اليوم الاثنين، من تساقط أمطار رعدية غزيرة ورياح قوية على عدّة ولايات من الوطن.

حوار| المُؤرّخ الفرنسي كريستوف لافاي: المُصارحة حول الجرائم الاستعمارية أساس المُصالحة بين الجزائر وفرنسا
يستعرِض المؤرخ الفرنسي كريستوف لافاي، أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة "بورغون" الفرنسية، تجربته الاستقصائية في البحث التاريخي حول الجرائم الاستعمارية التي ارتُكبت في الجزائر خلال الثورة التحريرية. وقد مرّ لافاي بمسار وتحوّل كبير، إذ ترك خلفه 12 عاماً قضّاها ضابطًا في الجيش الفرنسي، ليكرّس حياته لاحقًا للبحث العلمي الرصين.

رغم الفوز.. شباب قسنطينة يغادر كأس "كاف" من الدور نصف النهائي
أقصي شباب قسنطينة في الدور نصف النهائي لكأس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم، رغم فوزه يوم الأحد، في مباراة الإياب أمام نهضة بركان بنتيجة 1-0 ، بملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة.