دريونكور يعلق على زيارة بارو للجزائر: لا حلوى ولا شاي.. واجتماعٌ وقتَ الغداء دون غداء

قال السفير الفرنسي السابق في الجزائر إكزافيي دريونكور إن زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو إلى الجزائر، تُشبه في جوانب كثيرة رحلة الملك هنري إلى كانوسا، في إشارة إلى مفهوم الخضوع الرمزي.

الدبلوماسي السابق تحدث عن ثمن باهظ ستدفعه فرنسا لقاء الإفراج عن صنصال

وعلّق دريونكور، في حديثه لقناة لوفيغارو تي في، بلهجة حادّة: "باستثناء جلباب الملك هنري، تحمل هذه الزيارة الكثير من أوجه الشبه مع خضوع هنري أمام البابا. إنها صورة لدبلوماسية فرنسية تُطأطئ رأسها."

واللافت أن الدبلوماسي السابق الشهير بمواقفه المناوئة للجزائر، وظّف نفس العبارة التي سبق للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون استعمالها، عندما قال في إحدى حواراته ردّا على ما إذا كان سيزور فرنسا بأنه "لن يذهب إلى كانوسا".

وفي الجانب الآخر لتحليله، أبرز دريونكور أن الزيارة ترافقت مع "صمت يصمّ الآذان" من قبل السلطات الفرنسية تجاه ملفات حساسة، قائلا: "لا كلمة في بيان وزارة الخارجية عن أوامر الطرد (OQTF)، أو عن التأشيرات، أو التصاريح القنصلية، كما لو أن هذه الكلمات تؤلمنا عند النطق بها. صرنا نتحدث فقط عن ‘تنقلات’ أو ‘حركية’."

وأضاف أن الجزائر، في رأيه، بصدد تحقيق مكاسب واضحة على حساب الموقف الفرنسي، مشيرًا إلى أن: "الجزائريين أقوياء جدًا، وهم سيُقايضون الإفراج عن بوعلام صنصال بثمن باهظ."

وفي الوقت ذاته، عبّر دريونكور عن شكوكه العميقة بشأن نتائج اللقاءات المعلنة بين الوزير الفرنسي والرئيس عبد المجيد تبون، معتبرًا أن الحديث عن استئناف التعاون القضائي غير مقنع.

وتابع يقول: "سيُسمح للقضاة الجزائريين بالقدوم إلى فرنسا للاطلاع على ملفات، بينما محامي بوعلام صنصال، المحاميفرانسوا زيمراي، لم يُسمح له حتى بالسفر إلى الجزائر." 

كما أبدى تحفظه على إعلان الوزير تحديث الاتفاقات، متسائلًا بحدة: "ماذا يعني تحديث؟ يجب ببساطة إلغاء اتفاق 1968، واتفاق 2007 حول جوازات السفر الدبلوماسية. لكن هذا لم يعد مطروحًا الآن، ويجب قول ذلك صراحة."

وذكر دريونكور تفاصيل أخرى اعتبرها مؤشّرات على برودة العلاقات، موضحًا أن وزير الخارجية لم يُستقبل في المطار من أي مسؤول جزائري، وقال: "الاستقبال كان باردًا للغاية، وهو أمر غير معتاد في التقاليد الجزائرية التي تعطي أهمية كبيرة للبروتوكول. لا حلوى، لا شاي كما جرت العادة، واللقاء كان عند الواحدة زوالًا، أي في وقت الغداء... دون غداء."