أخبار

دومينيك دوفيلبان يهاجم "الخطاب الحربي" لبرونو روتايو ضد الجزائر.. ويشيد بجورجيا ميلوني

19 مايو 2025
دومينيك دوفيلبان, رئيس الحكومة الفرنسية سابقا
دومينيك دوفيلبان, رئيس الحكومة الفرنسية سابقا (صورة: فيسبوك)
فريق التحرير
فريق التحرير

انتقد رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق، دومينيك دو فيلبان، بشدة الخطاب العدائي تجاه الجزائر الذي تبناه بعض السياسيين الفرنسيين، وعلى رأسهم وزير الداخلية برونو ريتايو، محذرًا من العواقب الخطيرة لهذا النهج الذي وصفه بـ"الخطاب الحربي" وغير الواقعي.

"رئيس الحكومة السابق يرافع من أجل تغليب الحوار والبراغماتية بدل المواجهة والتصعيد"

وفي تصريحات أدلى بها على قناة الجمعية الوطنية الفرنسية (LCP)، عبّر دو فيلبان عن رفضه لما سماه "منطق التواصل الدعائي"، مؤكدًا أن هذا الخطاب لا يمت للسياسة الحقيقية بصلة. وركّز في حديثه على العلاقة مع الجزائر، منتقدًا المقاربة الفرنسية، مقابل إشادته بالنهج الذي تتبعه رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.

وقال في هذا السياق: "اتباع سياسة التصعيد مع بعض بلدان شمال أفريقيا لن يساعدنا على تنفيذ أوامر الطرد من الأراضي الفرنسية (OQTF). جورجيا ميلوني، من جهتها، تتمتع بأفضل العلاقات الممكنة مع الجزائر ومع بقية دول شمال إفريقيا، والنتيجة واضحة: نسبة تنفيذ أوامر الطرد عندها أعلى من نسبتنا".

وفي انتقاد مباشر للخط المتشدد الذي يدعو إليه برونو روتايو، أوضح دو فيلبان أن "منطق شد الحبل، منطق الاستعراض، ومنطق الساعة الثامنة على  TF1 (أهم قناة فرنسية) أو أي نشرة أخرى، هو مجرد منطق تواصل وليس منطق سياسة"، معتبراً أن هذا التوجه "خطير للغاية"، ومضيفًا: "عليهم أن يفتحوا أعينهم، لأن كثيرين باتوا يرونهم كحمقى".

وتابع وزير الخارجية الأسبق بالقول إن هؤلاء السياسيين، عند وصولهم إلى السلطة، "سيكونون عاجزين عن تغيير الواقع"، ولن يفعلوا سوى "الاستمرار في التبجح بإجراءات خارقة".

ويرى دو فيلبان إلى أن روتايو، الذي انتُخب مؤخرًا رئيسًا لحزب "الجمهوريون"، يستعد لخوض السباق الرئاسي في 2027، لافتا إلى أن الجدل الذي أثاره حول الجزائر والهجرة كان في صالحه من الناحية السياسية.

وختم الرجل المطروح اسمه بقوة في سباق رئاسيات 2027، حديثه بنبرة حادة قائلًا: "نحن نعيش في عبث كامل، كل سياسي يتسابق لإطلاق أغبى تصريح يلفت الانتباه. أعتقد أنه يجب أن تعود السياسة إلى أرض الواقع، فليست السياسة فن قول أي شيء".

شخصية بارزة في فرنسا

ويُعد دومينيك دو فيلبان واحداً من أبرز رجال الدولة الفرنسيين الذين اشتهروا بخطابه المتزن ونهجه الدبلوماسي العقلاني في السياسة الخارجية، وهو ينتمي إلى تيار "الديغوليين الجدد"، المعروف بتمسكه باستقلالية القرار الفرنسي، ورفضه الانجرار وراء السياسات الأحادية، لا سيما الأمريكية. وقد تولّى الرجل منصب وزير الخارجية بين عامي 2002 و2004، ثم شغل منصب رئيس الوزراء في عهد الرئيس جاك شيراك من 2005 إلى 2007. 

وحاليا، يميل توجهه في العلاقات الدولية إلى تغليب الحوار والبراغماتية بدل المواجهة والتصعيد، خصوصاً مع دول الجنوب، وفي مقدمتها الجزائر ودول شمال أفريقيا، التي طالما شدد على ضرورة التعامل معها من منطلق الشراكة والاحترام المتبادل، بعيدًا عن الخطاب الاستعلائي أو التهديدي.

ويعكس موقفه الأخير من الجزائر، ومن خطاب برونو روتايو تحديداً، تمسكه بثوابت سياسية تؤمن بأن العلاقات الخارجية لا تُبنى على الشعارات الشعبوية ولا على منطق القوة، بل على الواقعية والتفاهم الاستراتيجي، وفق ما شرح ذلك في العديد من مداخلاته ولقاءاته الصحفية وأبرزها مع الصحفي الشهير إيدوي بلينال مؤخرا.

وفي العالم العربي، لمع اسمه على الساحة الدولية خلال معارضته الشهيرة للغزو الأمريكي للعراق في مجلس الأمن عام 2003، حيث دافع عن الشرعية الدولية، ورفض سياسة فرض القوة.

وبعد عملية طوفان الأقصى، تميّز دومينيك دو فيلبان أيضًا بمواقفه الجريئة والمتوازنة تجاه القضية الفلسطينية. فقد عبّر في أكثر من مناسبة عن دعمه لحقوق الشعب الفلسطيني، ودعا إلى ضرورة إيجاد حل عادل ودائم يقوم على احترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، رغم الانتقادات والهجمات التي تعرض لها من بعض الدوائر السياسية والإعلامية الموالية لإسرائيل داخل فرنسا بسبب هذه المواقف.

ورغم الضغوط، ظل دو فيلبان متمسكًا بخطابه الدبلوماسي الذي يرفض ازدواجية المعايير، وينتقد السياسات الأحادية في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن استقرار المنطقة يمر عبر الاعتراف بالحقوق المشروعة للفلسطينيين، واحترام سيادة الشعوب، واعتماد الحوار بدلاً من العنف. ووجه نقدا حادا لسياسات اليمين المتطرف الصهيوني واستغراقه في جرائم الحرب ضد الفلسطينيين في غزة.

الكلمات المفتاحية

المجلس الشعبي الوطني

نواب يخطرون المحكمة الدستورية حول تهميش دور المعارضة البرلمانية

قدّم مجموعة من النواب، يتقدمهم النائب عبد الوهاب يعقوبي، إخطاراً رسمياً إلى المحكمة الدستورية، يتعلق بتفسير مضمون المادة 116 من دستور 2020، والتي تكرّس حقوق المعارضة البرلمانية.


جامعة سيدي بلعباس

جامعة سيدي بلعباس الأولى مغاربيا في تصنيف دولي مرموق.. هل هي ثمار الإنجليزية؟

أدرجت ست جامعات جزائرية لأول مرة ضمن تصنيف "أفضل الجامعات العالمية" الصادر عن مؤسسة US News Best Global Universities، وهو من بين أبرز التصنيفات الأكاديمية التي تعتمد مؤشرات كمية لقياس أداء الجامعات على المستوى الدولي.


السكنات الفوضوية ( الأحواش) بالعاصمة

التهمت هكتارات من الأراضي الفلاحية.. كيف تُواجه الحكومة "الأحواش"؟

مع مرور السنوات تحوّلت "الأحواش" وهي تجمعات سكنية غير مُنظمّة(فوضوية)، إلى أحياء قائمة بذاتها، حيث تبتلع مساحات معتبرة من الأراضي الفلاحية، ما جعل من عملية تسوية العقار عموما صعبة.


رئيس المحكمة الدستورية عمر بلحاج

رئيس المحكمة الدستورية يلتمس الإعفاء من منصبه.. تفعيل مِسطرة الشغور المؤقت

قدّم رئيس المحكمة الدستورية عمر بلحاج، اليوم الخميس طلبًا رسميًا إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، يلتمس فيه إعفاءه من منصبه، وذلك "لأسباب شخصية"، وفقًا لما ورد في بيان لرئاسة الجمهورية.

العلاقات الجزائرية الإيرانية
سياسة

العلاقات الجزائرية الإيرانية .. شراكة في مرآة الجغرافيا والسياسة

مرّت العلاقات الجزائرية الإيرانية بمحطات متباينة، شملت فترات من التقارب والتعاون، وأخرى اتسمت بالتوتر والفُتور، وصلت أحيانًا إلى حدّ القطيعة.

باخرة غراندي نافي فيلوتشي
أخبار

خط بحري جديد للمسافرين بين بجاية وميناء فرنسي.. هل تنخفض الأسعار؟

دخل خط بحري جديد حيز الخدمة بين ميناء بجاية وميناء سات الفرنسي، بعد أن أشرفت الشركة الإيطالية "غراندي نافي فيلوتشي" على التدشين الرسمي له اليوم الاثنين، تزامنا مع وصول السفينة "إكسلنت" إلى ميناء بجاية وعلى متنها 257 مسافرا و181 مركبة.


السيدة
أخبار

6 أشخاص في قبضة العدالة بشبهة الاعتداء على السيدة المتهمة ظلما بالسحر

عرفت قضية سيدة العلمة المتهمة ظلمًا بممارسة السحر تطورات جديدة، حيث أعلن عن توقيف ستة أشخاص يُشتبه في تورطهم المباشر في حادثة الاعتداء التي تعرّضت لها، بعد تحليل محتوى الفيديوهات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي وثّقت لحظة محاصرة السيدة وتوجيه اتهامات علنية لها، من دون أي دليل مادي أو قانوني.

بوعلام صنصال (الصورة:فيسبوك)
أخبار

لجنة الدفاع عن بوعلام صنصال تنتقد "تقاعس" مؤسسات الاتحاد الأوروبي في الدفاع عنه

يُكمل الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، في 16 جوان الجاري، شهره السابع خلف القضبان في سجن القليعة، حيث أعلنت لجنة دعمه عن خطوة جديدة للضغط من أجل إطلاق سراحه.

الأكثر قراءة

1
أخبار

نواب يخطرون المحكمة الدستورية حول تهميش دور المعارضة البرلمانية


2
راصد

دعوة نائب لإلغاء الفلسفة من التعليم تثير استهجانا واسعا.. ومعلقون: كيف يجهل أهمية أم العلوم؟


3
أخبار

جامعة سيدي بلعباس الأولى مغاربيا في تصنيف دولي مرموق.. هل هي ثمار الإنجليزية؟


4
أخبار

التهمت هكتارات من الأراضي الفلاحية.. كيف تُواجه الحكومة "الأحواش"؟


5
ثقافة وفنون

حوار| عبد القادر عفّاق: التّقمص غير المُغازِل عنصرٌ أساسي للخَلقِ في السينما