جدّدت الجزائر، اليوم السبت، دعوتها لوقف إطلاق النار في قطاع غزة المستمر منذ السابع تشرين لأول/أكتوبر 2023، وكذا تجاوز "الأخطاء التاريخية" في حقّ الشعب الفلسطيني.
الجزائر حذّرت من حرب مدمّرة تهدّد الشرق الأوسط ستغذي تبعاتها وعواقبها عقيدة العنف والتطرف والإرهاب وتنشر شريعة الغاب
وفي بيان صادر عن إبراهيم بوغالي، رئيس الاتحاد البرلماني العربي، رئيس المجلس الشعبي الوطني، أكّد أنّه "بحلول الذكرى 107 لوعد بلفور الظالم، وتفاقم تبعاته المؤلمة على الشعب الفلسطيني الشقيق في مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإن الاتحاد البرلماني العربي يؤكد للقاصي والداني وعلى جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية أن الأشقاء الفلسطينيين، أصحاب الحق، والأرض، يثبتون كل يوم بصمودهم الأسطوري في وجه الظلم وآلة القتل الصهيونية، أنهم لن يتخلوا عن حقهم في الحرية والكرامة مهما بلغت التضحيات وأياً كانت ممارسات الكيان الصهيوني الغاشم وانتهاكاته المستمرة لكل المبادئ القانونية والقيم الأخلاقية."
وشدّد البيان على "ضرورة وقف إطلاق النار، وإعمال العقل في البحث عن حلول عادلة، تضمن حقوق الشعب الفلسطيني وتعيد إليه أرضه التي سلبت زوراً وبهتاناً أمام مرأى ومسمع العالم أجمع."
ودعا الاتحاد البرلماني العربي إلى "التوقف عند هذه الذكرى المشؤومة لتكون بمثابة ناقوس خطر يذكر الأسرة الدولية، وخصوصاً القوى الاستعمارية آنذاك على وجه التحديد، بضرورة العمل الجاد مع الأطراف الدولية الفاعلة للتكفير عن هذا الخطأ التاريخي بحق شعب بأكمله ذنبه الوحيد أنه يعيش على أرض آبائه وأجداده."
وأكّد الاتحاد أن "استمرار الصمت الدولي عن هذه الفظائع والجرائم بحق البشرية سيبقى وصمة عار على جبين البشرية، وأن الظالم لن يفلت من العقاب، ولو بعد حين وعلى الباغي تدور الدوائر، فالتاريخ يشهد دوماً بأن الحق لا يموت، وأن النضال من أجل العدالة هو الطريق الوحيد نحو السلام الدائم."
كما أعربت الجزائر، وفق الوثيقة التي وقعها بوغالي عن موقفها التضامني الراسخ والداعم للشعب الفلسطيني الشقيق. مجدّدة مطالبتها لجميع الدول والمنظمات الفاعلة والمؤثرة بـ "العمل لإيجاد حلّ عادل وشامل لهذا الصراع المزمن."
وحذّر البيان في الصدد من حرب مدمّرة تهددّ منطقة الشرق الأوسط، "ستغذي تبعاتها وعواقبها عقيدة العنف والتطرف والإرهاب وتنشر شريعة الغاب، وانتهاك سيادة القانون ليس في المنطقة العربية فحسب، بل في كل أنحاء العالم"، يؤكد المصدر.
وختم الاتحاد بأن "أي حل مقترح لن يُبصر النور إلّا باستعادة الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه الشرعي والقانوني بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف."
ويصادف اليوم السبت، الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر، الذكرى الـ107 لصدور ما يُعرف بـ"إعلان بلفور المشؤوم"، الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.
وتحل ذكرى "وعد بلفور" هذا العام في ظروف صعبة ما زال يعيشها الشعب الفلسطيني الذي يعاني من وحشية وقتل وتهجير وحرب إبادة مستمرة في قطاع غزة. مخلفة مئات آلاف الشهداء والجرحى، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.