28-ديسمبر-2019

قصر رئاسة الجمهورية الجزائرية (الصورة: الجزائر الآن)

في خرجة غير متوقّعة، توعّدت رئاسة الجمهورية في بيان رسميٍّ، الأسرة الإعلامية بعقوبات صارمة، في حال نشرت معلومات خارج بياناتها أو بيانات وكالة الأنباء الجزائرية، وهدّدتها بتطبيق قوانين الجمهورية سارية المفعول.

خرج بيان الرئاسة عن مساره حين راح يهدّد الصحافيين الذين ينشرون أخبارًا بحجّة السبق الصحافي

وجاء في بيان رئاسة الجمهورية، عشية السبت، وقّعته مديرية الصحافة والاتصال، تأكيدها أن "المعلومة الرسمية توزّع عبر بيانات من رئاسة الجمهورية، تنشر عبر وكالة الأنباء الجزائرية، ودونها يُصنف ضمن الدعاية والأخبار المغلوطة".

وخرج بيان الرئاسة عن مساره، حين راح يهدّد الصحافيين الذين ينشرون أخبارًا بحجّة السبق الصحافي، بـ "تعريض أصحابها إلى طائلة قوانين الجمهورية"، مشيرةً إلى أن "رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، كان قد أعلن عن تنظيم لقاءات صحفية دورية، لشرح الوضع العام الذي يتطلّب الرزانة والهدوء، مما سيسمح بالإجابة على كامل انشغالات الأسرة الإعلامية".

وحاولت مديرية الإعلام بقصر المرادية استمالة الإعلاميين في ختام بيانها، باعتماد صحافيين من مختلف وسائل الإعلام لتغطية النشاطات الرئاسية، موضّحة أن العملية ستكون "دون تمييز أو إقصاء، كون الجمهورية الجديدة لا تبنى إلا بتجسيد المعنى السامي لسلم القيم".

ويقفِزُ بيان جهاز الإعلام بالرئاسة على مهام سلطة ضبط السمعي البصري المخولة أساسًا بمراقبة كل ما يدور في فلك القنوات المتلفزة، كما يُفهمُ على أن ضعف الهيئة الإعلامية المنشأة بناءً على القانون العضوي للإعلام الصادر في 2012، جعل مصالح الرئاسة تتجاوزها مستغلّة في الوقت ذاته، الوضع المتدني لقطاع الإعلام ككلّ، وغياب تجمّعات نقابية فاعلة في المجال.

تفاجأ إعلاميون بنص ّبيان الرئاسة، الذي جاء بصيغة التحذير شديد اللهجة، خاصّة وأن مصالح الرئاسة لم تعود أبناء القطاع على مخاطبتهم بهذه الطريقة، في مقابل ذلك، يقول آخرون إن موقف الرئاسة نابع من ردة فعلها حول بعض التجاوزات التي وقعت فيها كثير من المؤسسات الإعلامية في الآونة الأخيرة، ما تطلب منها استدراك الموقف بهذا الشكل.

ويعكسُ البيان نفسه، تلميحات سابقةٍ لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في أوّل خطاب له، حين وعد أصحاب المهنة بتعزيز حرّية العمل الصحفي شرط "عدم المساس بأخلاقياتها بعيدًا عن التجريح والتشهير"، ويُفهم من تحذيرات اليوم، أن الرئيس يولي أهميّة وحساسية كبيرة لما تبثه وسائل الإعلام، خاصة في الظرف الراهن.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الإعلام الجزائري في 2019.. "سلطة راكعة"؟

 الإعلام الجزائري بعد الحراك.. خطوة إلى الأمام وأخرى إلى الخلف