01-سبتمبر-2022

عبد العزيز رحابي، وزير وسفير سابق (الصورة: أخبار الجزائر)

فريق التحرير - الترا جزائر 

احتج الدبلوماسي والوزير السابق عبد العزيز رحابي، على مصطلح التوبة المقدم في الأوساط الإعلامية والسياسية الفرنسية على أنه شرط جزائري لتجاوز الذاكرة الأليمة بين البلدين.

الدبلوماسي السابق رحابي: توظيف قضية "التوبة" سمح لجماعات الكراهية والانتقام في فرنسا بوضع الجزائر مرارًا وتكرارًا في قلب النقاش السياسي الداخلي

وقال رحابي في حوار له مع موقع "كل شيء عن الجزائر"، إن اليمين المتطرف الفرنسي والرئيس السابق نيكولا ساركوزي (2007-2012) عندما كان وزيرًا للداخلية، اخترعوا قصة التوبة، وهي حسبه، فكرة دينية غريبة تمامًا على العلاقات الدولية في الزمن الحاضر، كما أنها لم تكن أبدًا مطلبًا جزائريًا رسميًا أو مجتمعيًا.

وأبرز رحابي أن توظيف قضية "التوبة"، سمح لجماعات الكراهية والانتقام في فرنسا بوضع الجزائر مرارًا وتكرارًا في قلب النقاش السياسي الداخلي في فرنسا، لا سيما خلال الفترات الانتخابية.

وشدد السفير السابق على أن النخب السياسية الفرنسية تحتاج إلى التحلي بالنزاهة الفكرية والتوقف عن الحديث عن التوبة لأنها نجحت في التلاعب بالعقول على أنها مطلب جزائري.

وأكد رحابي أنه لا توجد إشارة واحدة للتوبة في الخطاب الجزائري الرسمي منذ استقلال الجزائر، مستغربًا أن تتحول هذه المسألة إلى مركزية في العلاقات الجزائرية الفرنسية. وأضاف: "بالنسبة لي، هذا أكبر تلاعب منذ حادثة المروحة (الذريعة التي اتخذتها فرنسا لاحتلال الجزائر سنة 1830)."

وبخصوص رؤيته لإدارة العلاقات بين البلدين، قال وزير الاتصال السابق: "نحن ندرك من كلا الجانبين أن العلاقات بيننا كدولتين يجب ألاّ تعيش في الماضي الدائم وأننا يجب أن نبني علاقة سلمية ومفيدة للطرفين".

ونوّه الدبلوماسي بالديناميكية الجديدة بفضل إرادة والتزام الرئيسين عبد المجيد تبون وإيمانويل ماكرون، مشيرا إلى أن "إعلاني الجزائر في كانون الأول/ديسمبر 2012 و آب/أوت 2022 هما في رأيي وثيقتان مهمتان لأنهما يضعان إطارًا وأدوات للتشاور والحوار بين البلدين".