رحيل برونو روتايو من الحكومة.. هل يعجل بعودة السفير الجزائري لباريس؟

دعا الناشط السياسي الجزائري المقيم في فرنسا، رشيد نكاز، السلطات الجزائرية إلى تعيين سفير جديد للجزائر في باريس بعد التغيير الحكومي الذي شهدته فرنسا، وسقوط وزير الداخلية المثير للجدل برونو روتايو، الذي اتُّهم طيلة الأشهر الماضية بتأجيج التوتر في العلاقات بين الجزائر وفرنسا، وبتصريحاته العدائية تجاه الجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا.

سقوط روتايو من الحكومة الحالية، وتعيين لوران نونيز خلفاً له، اعتُبر من قِبل عدد من المتابعين مؤشراً على رغبة باريس في خفض منسوب التوتر مع الجزائر

وجاءت دعوة نكّاز في فيديو نشره على قناته في “يوتيوب”، دعا فيه الجالية الجزائرية إلى توحيد صفوفها والمطالبة بعودة التمثيل الدبلوماسي الجزائري الكامل في باريس، قائلاً إن “المرحلة تقتضي حضور سفير جزائري قوي ومعبّر عن كرامة خمسة ملايين جزائري يعيشون في فرنسا”.

ويأتي هذا الموقف في سياق تطورات سياسية متسارعة في فرنسا، كان من أبرزها رحيل برونو روتايو من وزارة الداخلية ضمن حكومة سيباستيان لوكورنو الثانية التي أُعلن عنها مساء الأحد 12 تشرين الأول/أكتوبر.

ويعتبر روتايو، وهو زعيم حزب “الجمهوريين”، أحد أبرز رموز التشدد في الخطاب الرسمي الفرنسي تجاه الجزائر، إذ ارتبط اسمه في الأشهر الأخيرة بعدة أزمات دبلوماسية مع الجزائر، بسبب تصريحات اعتُبرت مسيئة ومهينة للجالية الجزائرية وموقفه المتشدد من ملف التأشيرات والهجرة.

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد عبّر في شباط/فيفري الماضي صراحة عن رفض الحكومة الجزائرية التعامل مع روتايو، قائلاً في حديث لصحيفة “لوبينيون” الفرنسية إن “كل ما هو مرتبط بروتايو مشكوك فيه نظراً لتصريحاته العدائية والمحرّضة ضد الجزائر”.

وقد زادت الأزمة تعقيداً في نيسان/أبريل الماضي عندما اتهمت الجزائر وزير الداخلية الفرنسي السابق بالمسؤولية في إفشال محاولة جديدة للتقارب بين البلدين، إثر توقيف أحد الموظفين القنصليين الجزائريين في باريس من طرف مصالحه الأمنية، ما دفع العلاقات إلى التصعيد.

غير أن سقوط روتايو من الحكومة الحالية، وتعيين لوران نونيز خلفاً له، اعتُبر من قِبل عدد من المتابعين مؤشراً على رغبة باريس في خفض منسوب التوتر مع الجزائر.

ونونيز، الذي شغل سابقاً منصب محافظ شرطة باريس ومدير عام الأمن الداخلي، يُعرف بخلفيته التقنية وابتعاده عن الخطابات الأيديولوجية، كما أنه من أصول تعود لوهران، لعائلة من الأقدام السوداء.