25-ديسمبر-2024
رحيل بوداود عميّر..  في وداعِ محبوب المثقفين وموسوعتهم الأدبية

رحيل بوداود عميّر.. في وداعِ محبوب المثقفين وموسوعتهم الأدبية (صورة: أرشيف)

ترجَّل الأستاذ المثقّف، القاص والمُترجم بوداود عميّر عن ركب الحياة في الـ 23 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بعدما دهسته سيارة في حادث أليم أودى بحياته عن عمر ناهزَ الرابعة والسّتين سنة.

إضافة إلى الكتابة والترجمة أصبحت صفحته على فيسبوك على مرّ السّنوات الماضية مزاراً لكل متعطّش للمعلومة والأخبار

وقد خلّف رحيله المفاجئ حسرة وحزنا  كبيرين في الوسطين الثقافي والأدبي الجزائري، وعبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حيث كان ينشط لسنوات ويعمل على نشر الثقافة والمقالات الأدبية وأخبار الكتابة والفن والأدب من شتى أنحاء العالم، إضافة إلى الكتابة والترجمة، حيث أصبحت صفحته على فيسبوك على مرّ السّنوات الماضية مزارا لكل متعطّش للمعلومة والأخبار، وملجأ لكلّ من يريد الاطّلاع على جديد الثقافة والفن.

كان الرّاحل إنسانا محبوبا خفيف الظل والرّوح، طيبا وكريما ومتعاونا بحق، بشهادة العديد ممّن عرفوه، وقد راح العديد من المثقفين والكتاب والمتابعين ينشرون عبر مواقع التواصل وعبر القنوات الإعلامية تعازيهم ونعيهم، إضافة إلى قصصهم الخاصة التي عاشوها معه، سواء عرفوه شخصيا، أو تابعوه عبر فيسبوك، حيث صنع له علاقة وطيدة بالمتلقّي وبمختلف الأسماء في الوسط الثقافي، كما يشهد كثيرون على التزامه بخدمة الثقافة والأدب في الجزائر، وعلى العمل الدؤوب على الترويج لكل ما يتعلق بالكتابة والترجمة والتظاهرات الأدبية محليا ودوليا، حيث أصبح جسرا يعبر من خلاله الكثيرون منتقلين بأريحية بين الثقافتين المحلية والغربية.

الأستاذ المثقّف، القاص والمُترجم بوداود عميّر

شخصية هادئة.. عطاء صاخب

كان بوداود عميّر قاصّ ومترجم ومثقّف جزائري من مواليد سنة 1960 في مدينة العين الصفراء بولاية النعامة جنوب الجزائر، لطالما ارتبط اسمه بكلّ ما يتعلّق بالثقافة والأدب الجزائريين، كما كان حريصا جدا على تشجيع الحركة الأدبية، والتثقيف والاطلاع من خلاله صفحتيه على فيسبوك، حيث نشر المئات من المقالات والروابط والترجمات لمقالات مهمة تخص الأدب العالمي والمحلي، كما عمل على اكتشاف خبايا الشخصيات الأدبية المنسية في الجزائر، مثل الشاعرة والكاتبة الرّاحلة صافية كتو التي كانت رائدة في الخيال العلمي في البلاد، بالإضافة إلى الشخصية المثيرة للجدل  إيزابيل إبرهاردت.حيث يمكن اعتباره المدافع الأول عن ذكرى هاتين الشخصيتين المنسيتين في التأريخ الأدبي النسائي، وقد قدم الكثير من المداخلات والتظاهرات ومشاريع أجهضت من أجل تخليد هذين الاسمين.

كان بوداود عمير محبا للترجمة، وقد قدم خلال السنوات الماضية "قصص مترجمة لإيزابيل إبرهاردت" (2011)، "ديسمبر 1960 بوهران" (2013)، لمحمّد فريحة، "ياسمينة وقصص أُخرى" (2015) لإيزابيل إبرهاردت، إضافة إلى ترجمة ديوان شعريّ بعنوان "صديقتي القيثارة" (2017) للراحلة صافية كتو، ورواية "ليندة" (2018) لمحي الدين بريزيني، و"الملعقة وأشياء أُخرى بسيطة: مذكّرات من الأغواط" (2022) للكاتب لزهاري لبتر.

المترجم الأستاذ بوداود عمير

 

أما في الكتابة، فقد صدر للراحل مجموعتان قصصيتان هما: "صوب البحر" (2016) و"نزق" (2023)، كما نشر له كتاب: "مخلوف عامر: الناقد الأدبي" و وكتاب "خليفة بن عمارة: الباحث المتخصّص في تاريخ الجنوب الغربي الجزائري"؛ الذين نُشرا له خلال سنة 2023 ضمن سلسلة "أعلام الجزائر" عن "دار الوطن اليوم".

 كما شارك بوداود عميّر في كتابٍ جماعي خلال سنة2021 تحت عنوان "الحراك الجزائري: كتابة لنحت مسالك النور".

يُذكَرُ أيضا أنّ بوداود عميّر قد نَقَلَ أربعة كتب للمؤرّخ الجزائري خليفة بن عمارة من الفرنسية إلى العربية، وهي أعمال تتناول تاريخ منطقة الجنوب الغربي الجزائري وبعض أعلامها:

 "لمحة تاريخية عن الجنوب الغربي الجزائري" (2008

) و"النسب الشريف" (2009)

"سيدي الشيخ: شخصية خارقة للعادة" (2011)

"تاريخ الجنوب الغربي الجزائري" (2013).

الأستاذ المثقّف، القاص والمُترجم بوداود عميّر

قاصّ.. مترجم.. ناقد وحكّاء عصاميّ

يجد الأستاذ بشير خليفي في حديث لـ"الترا جزائر" إنّه من الصّعب الحديث عن الأستاذ المترجم والقاص بوداود عميّر، كما يصعب كثيرا اختزال سيرته المعرفية وشخصيته في بضع كلمات، حيثُ جسّد هذا الرّجل من خلال كتاباته ومواقفه النبيلة نموذج المثقّف الحُرّ، المتفرّد الذي يعبّر عن أفكاره بجمالية وبمسؤولية أيضا.

جوانب مختلفة يمكن من خلالها الحديث عن عميّر سواء كإنسان، مثقف، صديق، مترجم، قاص، أو حتى كأب وأخ

يؤكد الأستاذ بشير خليفي أن الرّاحل عميّر بوداود نسيجُ وحده، من الصّعوبة بما كان أن تتكرّر شخصيته بالنّظر إلى عوامل عديدة، فقد وُلد وترعرع في مدينة عين الصّفراء التي تشتهر بمثقّفيها وبكتّابها، بيد أن عميّر بوداود، ومن خلال احتكاكه بمثقفي بلدته ومطالعاته المتعددة باللغتين العربية والفرنسية، استطاع اكتساب شخصية ثقافية مُتفرّدة، إضافة إلى فرادته من زاوية عصاميته، حيث أنّه اكتسب معرفته انطلاقا من قراءاته المكثفة، ومن تجاربه الحياتية وكذا تأمّلاته.

يقول المتحدث إن بوداود كان قد كتب القصة القصيرة، والقصة القصيرة جدا، ومع تأملنا لكتابه المميّز "صوب البحر" الذي أهداه لوالده الكريم "الحاج سليمان"، فهو يتحدّث في إهدائه عن هذا الرجل العظيم الذي كان يخفي الزّمن ولا يعبأ به لمجرد أن يحمل سبحته ويبدأ أذكاره ودعواته.

لقد كانت قصصا جميلة متفردة، حسب خليفي، سواء على صعيد الأسلوب أو اللّفظ أو على صعيد المعاني، وهي قصص ترفل بالغرائبية والعجائبية، وبالمفارقات، ما يحيلنا إلى اعتبار بوداود عميّر كاتبا جيدا وقاص متميّز.

في المقابل، يتأمّل الأستاذ بشير خليفي في ترجمات الفقيد، سواء كانت من خلال ديوان "صديقتي القيثارة" للراحلة صافية كتو التي توفيت في الجزائر العاصمة، ودفنت في مسقط رأسها عين الصفراء سنة 1980، أو من خلال اشتغاله وتعاونه المعرفيّ مع الراحل الأستاذ بن عمارة خليفة، سواء من خلال كتبه التّاريخية، أو من خلال رواياته، حيث ترجم الأستاذ بوداود معظم كتب خليفة، مثل "السيرة البوبكرية" أو روايته "الحلم والملك".

هنا، يعدّد لنا الأستاذ بشير خليفي زوايا كثيرة يمكن التحدث من خلالها عن الراحل، سواء بوصفه إنسانا، أو بوصفه مثقفا وصديقا، وبوصفه مترجما وقاصّاً وأباً وأخاً أيضا، حيث يؤكد المتحدث أن كل واحدة من هذه المدخلات، تبيّن مزاياه المتعدّدة.

يؤكّد خليفي إن الساحة الأدبية والثقافية فقدت واحدا من الكتاب الذين يتعذّر أن تجد لهم نظيرا، حيث كان له أيضا اهتماما كبيرا بالنّقد السينمائي، وقد كان من الأشخاص المثقفين الذين يشاهدون الأفلام السينمائية بكل أنواعها بعين ناقدة وعارفة بخصوصية السينما، والمشهدية بوصفها فنا أثيرا.

يشير المتحدّث هنا أيضا إلى فرادة الراحل بوداود عمير في فنّ الحكي، حيث كان محاورا جيدا، وخصوصا في لقاءاته الحميمية مع أصدقائه الذين اجتمعوا به من خلال نادي القراء، ثم جمعية صافية كتو.

كان إنسانا مرحا، لا يكاد ينهي جملة أو فقرة إلاّ ويُتبعها بقهقهة لطيفة، وبفكاهة جميلة، وقد كان أيضا -حسب خليفي- ذا سعة خاطر كبيرة، وقدرة عظيمة على تحمّل المشاكل والصّعاب، وبالتّالي  كان دائما ما قابل الحياة بفرح، حيث كان حلو المعشر، وعفوّ اللسان ومحبوبا من الجميع، خاصة من المثقفين الذين تقاسم معهم الاهتمام المعرفي بعوالم الثّقافة.

بوداود عمير معبَر الجزائري نحو الثقافة الغربية

معبَر الجزائري نحو الثقافة الغربية

 

يعتبر الكاتب والأديب اسماعيل يبرير في تصريح لـ" الترا جزائر" أنّ الرّاحل بوداود عمير لم يكن شخصا يدّعي التّفرّد أو العبقرية، أو الاهتمام بالأدب، فطوال مساره، كان يقدم كلّ ما في جعبته بشفافية وكرم منقطعي النّظير.

يؤكد اسماعيل يبرير إن بوداود عميّر كان يملك حالة استثنائية من الكرم مقارنة مع من نعرفهم في المشهد الثقافيّ الجزائريّ أو العربيّ، فلطالما أحبّ نشر الثقافة، وتقديم كلّ ما هو جديد في العالم خلال كُلّ تلك السّنوات الّتي قضاها في اقتناص المعلومات الثّقافية والأدبية من شتى المواقع والمجلات العالمية التي كان يطالعها باستمرار، ويقدمها بسلاسة ويُسْرٍ للقارئ الجزائري، ولمتابعيه عبر مواقع التواصل أيضاً.

لقد شكّل الرّاحل بوداود عميّر حسب المتحدث، "معبر حقيقي" أو رابط وثيق بين الثّقافة الغربية وخاصّة الفرنسية وبيننا، كما أنّه نقل على سبيل المثال كلّ الأحداث في المشهد الأدبيّ الفرنسيّ بشكلٍ انتقائيّ نحو القارئ الجزائري، حيث قدّم منه كلّ ما ينفع وما يُجدِي

هنا، يشير اسماعيل يبرير أيضا إلى نباهة وانتباه بوداود عمير إلى كلّ ما يتقاطع مع الثّقافة الجزائرية، وهذا ما كان يميّزه حسبه، حيث لم يكن يكتفي بأخذ الأنباء الواردة من الآخر بعشوائية، بل كان يجتهد في انتقاء كل ما يتقاطع مع ثقافتنا.

لم يأخذ الأنباء الواردة من الآخر بعشوائية بل كان يجتهد في انتقاء كل ما يتقاطع مع ثقافتنا

في المقابل، يؤكد يبرير إن الرّاحل كان كاتبا جيدا، ويجزم أنّه لو تفرّغ أكثر للكتابة، كان سيقدّم لنا الكثير من المؤلفات الجميلة ذات الأثر، كما أنّه لو تفرّغ للتّرجمة الّتي كان يُجيدها، لَأَحدَثَ الكثير من الفوارق.

يعتقِد الكاتب اسماعيل يبرير أنّ المنظومة والبيئة ظلمتا الرّاحل بوداود عميّر، لكنه لم ينزوي في تلك المظلومية ولم يقبع فبها، ولم نشاهده بتاتا يلجأ إليها، بل راح ينشر كل معرفته وما في جعبته بلا كلل.

 يروي لنا المتحدث تجربته الجميلة مع هذا الإنسان، من خلال ستة أعداد من مجلة "انزياحات" الثقافية، كان فيها عنصرا فاعلا، وقدم من خلالها أخبار العالم الأدبية، ويشتغل على ترجمة المقالات، كما كان يحفزه بتواصله الدائم واقتراحاته الاستثنائية.

يعتبر اسماعيل يبرير رحيل بوداود عميّر خسارة ثقافية شاملة، أدبية، فنية وجمالية، ويعتقد أنه سيبقى مقيم وحيّ في ذاكرة الجزائريين، المثقفين، وسيبقى نموذجا للجزائري الأصيل والمُتّزن.

الرّاحل بوداود عمير لم يكن شخصا يدّعي التّفرّد أو العبقرية، أو الاهتمام بالأدب، فطوال مساره، كان يقدم كلّ ما في جعبته بشفافية وكرم منقطعي النّظير.

يؤكد الكاتب يبرير إنّ بوداود عميّر كان يملِك حالة استثنائية من الكرم مقارنة مع من نعرفهم في المشهد الثقافيّ الجزائريّ أو العربيّ، فلطالما أحبّ نشر الثقافة، وتقديم كلّ ما هو جديد في العالم خلال كُلّ تلك السّنوات الّتي قضاها في اقتناص المعلومات الثّقافية والأدبية من شتى المواقع والمجلات العالمية التي كان يطالعها باستمرار، ويُقدّمها بسلاسة ويُسْرٍ للقارئ الجزائري، ولمتابعيه عبر مواقع التواصل أيضاً.

لقد شكّل الرّاحل بوداود عميّر حسب المتحدّث، "معبر حقيقي" أو رابط وثيق بين الثّقافة الغربية وخاصّة الفرنسية وبيننا، كما أنّه نقل على سبيل المثال كلّ الأحداث في المشهد الأدبيّ الفرنسيّ بشكلٍ انتقائيّ نحو القارئ الجزائري، حيث قدّم منه كلّ ما ينفع وما يُجدِي.

مؤسسة ثقافية صرفَة

من جهته، يقول الصحفي والشاعر كمال زايدي في تصريح لألترا جزائر أن اشتغال الراحل بوداود عمير لم يقتصر على الكتابة الأدبية ونشره لمجموعات قصصية، بل كان أفقه مفتوحا على ترجمة ما كان يصدر في الدوريات الأوروبية، كما كان متابعا لراهن الكتابة والانتاجات التي تصدر خارج الضفة العربية كي يقربها للقارئ الجزائري، ليجعله دائم الاتصال بالأسماء والنقاشات في الغرب، فلا غرابة ان يطلعك بوداود على نقاشات في الميديا الغربية ويطرح أمامك أسماء جديدة هي في الغالب بعيدة عن الاهتمام الاعلامي الجزائري مما حول هذه الشخصية حسبه، إلى مؤسسة ثقافية صرفة تقوم بأدوار ومهام الملاحق الثقافية، فضلا عن مشاركاته الجدية بدون كلل أو ملل في ما تنشره الجرائد الوطنية، سارقا من وقته ووقت عائلته الكثير.

يضيف المتحدث هنا الكثير من الأصدقاء حدثوه عن مشاريع ثقافية كبرى كان بوداود جزاء مفصليا منها، كما أنه أعطى معنى لمهمة المثقف الحقيقية، ذلك المثقف الذي يجعل المتلقي رأس ماله الأول بعيدا عن الترضيات والشكر التي يركض وراءها جزء مهم من المثقفين، كما أنه قدم صورة فخمة عن مفهوم المثقف العضوي خارج النظريات واللّغو.

بوداود عمير .. الإنسان، الموسوعة، الأرشيف

بوداود .. الإنسان، الموسوعة، الأرشيف

يقول الكاتب الشاب بكر حمادي في اتصال مع "الترا جزائر" أنّه عرف الراحل خلال سنة 2014 حينما كان يبحث عن مقال ما لإيزابيل إبرهاردت، فوجد صفحته مرجعا متكاملا لحياة الراحلة، وفي ذلك الحين بدأ في متابعة منشوراته بشغف، خاصة تلك التي تتحدث عن المجلات العربية وتحديات توزيعها في الجزائر.

يؤكد بكر حمادي أنّ بوداود كان متعاونا دائما، يرسل روابط تحميل كلما طلب منه ذلك، كما كان سخيّا مع الجميع دونما استثناء، يدعم أي مبادرة أدبية أو ثقافية مهما كانت خلفياتها ومهما كان القائمون عليها.

بوداود  عمير.. الإنسان، الموسوعة، الأرشيف

من جهة أخرى، أكد المتحدّث أن بوداود عمير كان أول المهنئين والمشجعين له حينما بدأ مشروع دار نشره الخاصة، حيث تابع إصدارات الدار بعناية، وعبّر عن تفهّمه للتحديات التي تواجهها، ويحكي هنا موقفا له في مرة حينما نشر اقتباسا لفيلم سينمائيّ يقول: "ما الذي يدفعك للاشتغال كناشر؟"، حيث ذكره بعد مدّة بذلك الاقتباس وشجعه على العودة للمجال ولو على سبيل الكتابة القصصية.

يشير بكر حمادي إلى ان صفحة الاستاذ الراحل بوداود عمير على فيسبوك كانت بمثابة محرك بحث، حيث تكتب أي كلمة: مجلّة، الحملة، صافية كتّو، الحبّ، الغنم، ترجمة، الموت، وتنتظر النتيجة وكأنك موقن أن ذلك الموضوع لم يفته، وتتساءل: "ما القصة التي يحكيها عن ذلك الصدد؟" فتجد العشرات من النتائج، كما لو كان خزّان معلومات، موسوعة أو أرشيف.

أما فيما يخص موضوع إيزابيل إبرهاردت، فقد كان حريصًا ألا تُمحى من ذاكرة الجزائريين، كتب عنها، ترجم لها، تابع كل إصدار يتحدث عن مآثرها وعن مغامراتها، كلما حمل الواد في عين الصفراء من المطر ذكرها، وكثيرًا ما زار قبرها وقرأ على روحها الفاتحة.

الأرض التي خلّدت ذكرى إيزابيل، تجمعه بها في الموت كما جمعته بها الكتابة.

يضيف بكر حمادي: "أذكر حين أرسلتُ له أغنية راينا راي عن إيزابيل:

إيزابيل الموت ادّات اسرارك

وبيبان الصحرا وانغلقو عليك

ايزابيل يا الوردة الباهية

مدفونة في عين الصفرا

حبيتي حبيبك وعطيتيه لامان

عليك لامان خويا بوداود عميّر."