29-يونيو-2022
الخط المغاربي

(الصورة: هسبرس)

فريق التحرير - الترا جزائر

أظهرت بيانات من شركة "إيناغاز" الإسبانية، نقلتها وكالة رويترز، الأربعاء، أن الغاز الطبيعي بدأ يتدفق من إسبانيا نحو المغرب عبر خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي.

الجزائر هدّدت سابقًا بفسخ عقدها مع مدريد في حال تحويل الغاز الجزائري نحو الرباط

وقال متحدث باسم إيناغاس، للوكالة الإخبارية،  إن "عملية التصديق تضمن أن هذا الغاز ليس من أصل جزائري".

وشهر نيسان/أفريل الماضي، أكّدت الحكومة الإسبانية أنّ "الغاز الذي سترسله إلى المغرب لن يأتي من الجزائر، التي هددت بفسخ عقدها مع إسبانيا إذا حولت الأخيرة الغاز الجزائري إلى وجهة ثالثة".

وأضافت المصادر وزارة التحول البيئي الإسبانية، في بيان لها، أن "الرباط ستكون قادرة على شراء الغاز الطبيعي المسال (LNG) في الأسواق الدولية، وإعادة تحويله إلى غاز في إسبانيا ونقله إلى المغرب عبر خط أنابيب الغاز المغاربي".

وأكّد بيان الوزارة الإسبانية، وقتها، أنّ "تفعيل هذه الآلية نوقش مع الجزائر في الأشهر الأخيرة، وقد تم إبلاغ الوزير الجزائري بالموضوع".

وهدّدت الجزائر، بداية أيار/ماي المنقضي، بفسخ عقد توريد الغاز مع إسبانيا إذا حولته إلى وجهة غير تلك المنصوص عليها في العقود، واعتبرت ذلك "إخلالا بالالتزامات التعاقدية".

وجاء في بيان وزارة الطاقة والمناجم، أن الوزير محمد عرقاب "تلقى اليوم بريدًا إلكترونيًا من نظيرته الإسبانية، تيريزا ريبيرا تبلغه فيه بقرار إسبانيا القاضي بترخيص التدفق العكسي عبر أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي. وحسب الوزيرة الإسبانية فإن الشروع في هذه العملية سيتم اليوم أو غدًا".

وكان الرئيس عبد المجيد تبون، قد قرر في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 عدم تجديد العقد الذي تزود بموجبه الجزائر المملكة المغربية بكميات من الغاز عبر الأنبوب المار على أراضيها نحو إسبانيا.

ويأتي قرار مدريد بضخ الغاز عبر الأنبوب المغاربي، وسط خلاف دبلوماسي ثلاثي بين الجزائر والمغرب وإسبانيا، امتد إلى تعليق اتفاقية الصداقة وحسن الجوار الموقّعة بين الجزائر وإسبانيا.

وكان وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب قد كشف، الأسبوع الماضي، في حوار مع صحيفة "شبيغل" الألمانية عن التوجه نحو مراجعة أسعار توريد الغاز إلى إسبانيا، موضّحًا: "يُعاد تقييم عقود التوريد كل ثلاث سنوات من حيث الحجم والسعر، في الآونة الأخيرة، قمنا بتجديد العقود مع إيطاليا وزيادة السعة، الآن حان دور إسبانيا، يتم إلحاق السعر العالمي للغاز بسعر النفط، عندما يرتفع سعر النفط ، كما هو الحال الآن، تتبعه أسعار الغاز، لذلك من الواضح أن زيادة قيد المناقشة".

وأردف عرقاب أنه "لطالما كانت أوروبا سوقا تقليديا للجزائر، حيث تمر غالبية صادرات الجزائر من الغاز المسال عبر خطي أنابيب عبر إسبانيا وإيطاليا".

وتابع وزير الطاقة في الصدد: "لدينا مصلحة في توسيع أعمالنا مع أوروبا ويمكننا زيادة إنتاج الغاز الطبيعي بشكل كبير في فترة زمنية قصيرة. حوالي نصف احتياطياتنا من الغاز لم يتم استغلالها بعد".

وفي رد عن سؤال للصحيفة الألمانية عن إمكانية استياء موسكو من قيام الجزائر بزيادة شحناتها إلى أوروبا، قال عرقاب "الجزائر صديقة الجميع، نحن مورد موثوق وآمن، نحن أحرار في التعاقد مع الشركات الأوروبية إذا كان ذلك في مصلحة الطرفين".