يقوم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، اليوم الخميس بزيارة عمل وتفقد إلى المسجد الأعظم بالجزائر العاصمة، حسب ما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية.
كان من المنتظر أن يدشّنه الرئيس السابق بوتفليقة في أفريل العام الماضي
الحراك وكورونا
يُعتبر الجامع الأعظم من بين أكبر المشاريع التي تم إنجازها في عهد الرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة، حيث كلّف إنجازه ملياري دولار وفق ما أعلنت عنه الحكومة الصينية التي أشرفت شركة تمتلكها على أشغاله، وهو ما جعله محل انتقادات كبيرة حيث رأى كثيرون أن الأولوية كانت لناء مستشفيات ومرافق عامّة يحتاجها المواطنون.
اقرأ/ي أيضًا: كيف استقبل الشارع الجزائري اعتذار بوتفليقة؟
وكان من المنتظر أن يدشّنه الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في نيسان/أفريل من العام الماضي، عقب الإعلان على نهاية الأشغال، لكن سقوط بوتفليقة أجّل تدشين الجامع الأعظم الذي كان يوليه أهمية بالغة، حيث يرى متابعون أنّ بوتفليقة كان يريد أن يترك صرحًا شاهدًا على فترة حكمه، لذلك تعارف الكثير من الجزائريين على تسميته بـ "مسجد بوتفليقة".
كما كان من المرتقب أن يدشّنه عبد المجيد تبّون في مناسبات عديدة، لكن الأمر تعذّر بسبب جائحة كورونا، حيث قال تبّون في رسالة للجزائريين عشية رمضان "كم تمنيت أن نحتفل معا هذه السنة بتدشين جامع الجزائر الأعظم بالمحمدية، ولكن شاءت إرادة الله أن نؤدي صلاة التراويح لأوّل مرة في بيوتنا، بعد تعليق صلاتي الجمعة والجماعة مؤقتًا، وإنه لأمر صعب تقبله لكننا راضون بأمره تعالى وقضائه".
ليعود تبون في رسالة أخرى هنّأ فيها الجزائريين بعيد الأضحى، ويتحدّث مرّة أخرى عن الجامع الأعظم حيث قال "كم تمنيّت أداء صلاة عيد الأضحى المبارك في المسجد الأعظم بالعاصمة مع جموع المصلّين، إيذانًا بفتحه للعامرين لبيوت الله آمنين مطمئنين، ولكن شاءت الأقدار غير ذلك، فليس أمامنا إلا الصبر على أقدار الله".
علاقة خاصة
ويملك تبون علاقة خاصّة مع مشروع جامع الجزائر الأعظم، حيث كانت وزارة السكن التي يقودها مشرفًا مباشرًا عليه، كما اشتهر الوزير الأسبق بتصريح "سنصلي في الجامع الأعظم ولو كره الفرنسيون"، كما كشف تبون في ذلك الحين أن شركة فرنسية حاولت أخذ مشروع المسجد الأعظم، موضّحًا أن المسجد الأعظم سيكون منارة إسلامية على مستوى كل الدول الإسلامية، وهذا ما لا تريده "أطراف خارجية".
في هذا السياق، ردّ تبون على حملة فرنسية بالقول "لن يتركك من حوّلت له حيًا سكنيًا حمل اسم المبشر الفرنسي لافيجري إلى المحمدية، وتضع فيه المسجد الأعظم الذي يغطي بظلاله كل أذنابه".
صرح حضاري
تتسع قاعة صلاة "مسجد الجزائر" ثالث أكبر مسجد في العالم، بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، لأكثر من 120 ألف مصل، كما يضم أيضًا دارًا للقرآن ومركزًا ثقافيًا إسلاميًا، ومكتبة وقاعة محاضرات ومتحف للفن والتاريخ الإسلامي ومركز للأبحاث حول تاريخ الجزائر.
ويضمّ المبنى ثلاثة طوابق تحت الأرض مساحتها 180 ألف متر مربع، مخصّصة لأكثر من ستة آلاف سيارة، وقاعتين للمحاضرات مساحتهما 16 ألفًا و100 متر مربع، واحدة تضم 1500 مقعد والثانية 300 مقعد.
من معالمه المميزة أيضًا المئذنة التي يصل ارتفاعها إلى 265 متر
ومن معالمه المميزة أيضًا المئذنة التي يصل ارتفاعها إلى 265 متر، وقبة قطرها 50 وبارتفاع 70 مترًا، ومن ثم تكون المئذنة هي الأكبر على الإطلاق عالميًا، وستكون أيضًا منارة للسفن.
اقرأ/ي أيضًا: