14-يناير-2025
إقامة جامعية للبنات (فيسبوك/الترا جزائر)

إقامة جامعية للبنات (فيسبوك/الترا جزائر)

فريق التحرير - الترا جزائر

دفعها بقوة وأوقعها أرضًا وضربها بالحذاء تحت وابل من الشتائم أمام مرأى الجميع، هذا ما وثقته طالبة جامعة بكاميرا الهاتف، لسائق حافلة لنقل الطلبة وهو يعتدي على زميلتها، أمام مقّر الإقامة الجامعية ولاد فايت 2 للبنات بالعاصمة.

الاتحاد من أجل التجديد الطلابي الوطني: رفعنا شكويين ضد هذا السائق ولم تُتخذ أية إجراءات ضده

هذه المشاهد أثارت سخطًا واستنكارًا واسعين وسط الجزائريين، حيث أن سائق الحافلة هاجم الفتاة التي كانت بعيدة عنه ببضع أمتار وحاول الاعتداء عليها لحظة وقوعها على الأرض لولا تدخّل بعض المارة، حيث سمع صوتها وهي تقول "لم أفعل لك شيئًا".

طالبت منظمات للطبلة الجامعيين وتكتلات نقابية ونشطاء، بتسليط أقصى العقوبات على سائق حافلة نقل الطلبة، وعدم الاكتفاء بتوقيفه من العمل، ووصفوا هذا التجاوز بـ "الخطير" و"غير الأخلاقي"، خاصة وأن المعتدى عليه فتاة لم تبد أيّة مقاومة لحظة اندفاعه بشكل مفاجئ وطرحها أرضًا.

إلى هنا، تدخلت مديرية الخدمات الجامعية الجزائر غرب، وبينت أن الحادثة تعود إلى يوم الخميس الماضي، ونشرت بيانًا أكدت فيه أنها قامت بتوقيف السائق وتوجيه إنذار لشركة النقل إثر حادثة قيام أحد السائقين التابعين لشركة نقل الطلبة، بالاعتداء على طالبة على مستوى موقف الحافلات صباح يوم الخميس.

وإضافة إلى هذه الإجراءات أودعت مديرية الخدمات الجامعية الجزائر غرب، شكوى ضد السائق على مستوى وكيل الجمهورية، ودعت الطلبة إلى تبليغ مصالحها بكل التجاوزات التي يمكن أن تحدث على كل الهيئات المتعلقة بالخدمات الجامعية.

وفي تفاصيل الموضوع، ذكرت مصادر من داخل الجامعة، أن الطالبة الجامعية طلبت من السائق أن ينطلق لأنها كانت على موعد مع الامتحان، متسائلة إن كان ليس من حق الطالب أن يدافع عن نفسه أو يطالب بحقوقه، خاصة وأن الحافلة كانت مركونة على الرصيف وسائق الحافلة كان واقفًا بالخارج.

في هذا السياق، يكتب شهاب سامي يعقوب قائلًا: " توقيف سائق حافلة عن العمل بعدما اعتدى بالضرب على طالبة أمام مدخل أولاد فايت، نندد بهذه الممارسات المشينة التي يتعرض لها الطلبة".

وتأكيدًا على فكرة أنه لا مبرّر على الإطلاق لحادثة الاعتداء على طالبة جامعية أمام حرم الإقامة، كتبت صفحة في رحاب الطب: "لم نشأ أن نضع الفيديو، ولكننا سمعنا تعليقات تقول ربما الفتاة فعلت ما أغضب السائق، أرأيت أن أراء البعض لا تستحق سماعها؟ لقد وجدوا تبريرات لهذه الحادثة كالمعتاد، وعندما يحدث لهم الشيء نفسه، بتباكون في كل مكان".

ونشر "التضامن الوطني الطلابي" بيانًا يستنكر فيه حادثة اعتداء سائق حافلة لنقل الطلبة الجامعيين على زميلتهم، حيث جاء فيه: " كان كل همنا كيفية حل مشاكل التدفئة والأمن والأكل، وصار همنا كيفية حماية الطلبة من الضرب من طرف سائقين الحافلة الجامعية"

واستطرد البيان: "للأسف مهزلة حقيقية، الفيديو الذي انتشر حديثًا يُظهر سائق حافلة يقوم بالتعدي الجسدي واللفظي على طالبة مقيمة في إقامة أولاد فايت 2 أمام الاقامة الجامعية بسبب أنها قالت له: اقلع بنا الحافلة لدي امتحان".

وتساءل المنشور: "هل أخطأت الطالبة لأنها طلبت حقها؟؟ لكن لا نلوم السائق فقط لأنه أراد استعراض مهاراته وقوته على طالبة بل هذا راجع لاستهتار السلطات المعنية"، وختمت بيانها "الطالب يهان، الطالب خط أحمر. الطالب نخبة المجتمع.. نتمناو مانزيدوش نسمعو ولا نشوفو كيما هذه المعاملات والأقوال البذيئة وسنكون بالمرصاد لأي متعد على طالب أو طالبة، مع تمنياتنا من السلطات المعنية بتوفير الأمن".

صفحة الاتحاد من أجل التجديد الطلابي الوطني، مكتب ولاية تبسة، دعت للكف عن "التسلط على الطلبة من قبل سائقي الحافلات"، وذكرت أن مصالح الشرطة تدخلوا و نقلوا المعتدي إلى مركز الشرطة لإكمال الإجراءات و تلقيه ما يستحق".

وأشار التحالف أنه قدم سابقًا شكويين ضد هذا السائق ولم تتخذ أية إجراءات ضده، معتبرة أن هذا سيكون جزاء مع يعتدي على الطلبة، على حدّ تعبيره.

صاحب حسابة أسامة سام، نشر من جهته تدوينة ساخطة تقول: " ماذا يحدث في قطاع التعليم العالي؟ سائق حافلة يعتدي على طالبة جامعية؟ على الجهاز المختصة تفعيل حركة التغيير في سلم مدراء الجامعات قبل فوات الأوان".

ما وقع أخذ أبعادًا أكبر من مجرد اعتداء سائق حافلة على طالبة جامعية، وهو توفير الأمن للطلبة وحمايتهم من التجاوزات التي قد تطالهم من طرف بعض المكلفين على حمايتهم

رغم أن مديرية الخدمات الجامعية، عالجت ملف الاعتداء في يوم وقوع الحادثة، إن أن ما وقع أخذ أبعادًا أكبر من مجرد اعتداء سائق حافلة على طالبة جامعية، وهو توفير الأمن للطلبة وحمايتهم من التجاوزات التي قد تطالهم من طرف بعض المكلفين على حمايتهم، وتطرح أيضًا مسألة تشديد شروط الالتحاق بهذه المناصب والرقابة الصارمة لهم، من أجل توفير ظروف أنسب للطلبة وسط ضغوط الدراسة اليومية خاصة القادمين من مناطق تبعد عن الجامعة مئات الكيلومترات، كما هو الحال بالنسبة للطلبة المقيمين.