لقي دخول سياح ليبين إلى الجزائر، بعد فتح المعابر الحدودية مؤخّرًا مع تونس، تفاعلًا كبيرًا من طرف الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي، ودار حديث حول أن الجزائر باتت وجهة سياحية هي الأخرى في المنطقة لدى الليبيين بعدما تصدّرت تونس وجهتهم المفضلة لسنوات، واعتبروا أن دخول السياح الليبين وتفاعلهم على مواقع التواصل يسهم في الترويج للسياحة في الجزائر.

نشر متابعون أن أكثر من 3000 سائح ليبي دخل الجزائر في الفترة الأخيرة عبر تونس

رغم أن الحدود الجزائرية الليبية مغلقة في هذه الفترة إلا للمبادلات التجارية، إلا أن كثيرًا من الليبيين فضلوا قضاء عطلهم في الجزائر بالدخول عبر بتونس، حيث أن إمكانية المرور بين البلدان الثلاثة لا يستدعي تأشيرة سفر، كما أن الحدود البرية متقاربة نسبيًا ولا توجد تعقيدات للتنقل بين حدود الدول المتجاورة.

اقرأ/ي أيضًا:

اتفاق ليبي - جزائري على فتح المعابر الحدودية

في هذا السياق، تداول جزائريون على منصات التواصل الاجتماعي صور السيارات الليبية المركونة في عدّة مناطقة سياحية في الجزائر، ونشر سياح ليبيون دخلوا الجزائر بدورهم عدة صورة لأماكن زاروها في البلاد، وعبروا في تعاليقهم عن إعجابهم بزيارتهم للبلاد وأماكنها السياحية.

إلى هنا، نشرت صفحة شبكة أخبار ولاية الشلف، على صفحتها بموقع فيسبوك "مواطنون ليبيون يدخلون الجزائر للسياحة ويروّجون لجمال البلاد ولاستكشافها من طرف الليبيين، حيث برز مؤخرًا ما يمكن تسميته بحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للسياحة في الجزائر من طرف نشطاء وصفحات ليبية".

وأضاف المنشور أن "هذه الصفحات تداولت صور مواطنين من دولة ليبيا الشقيقة يدخلون الجزائر لقضاء عطلهم الصيفية معبرة عن جمال الجزائر وعن كرم سكانها وعن انخفاض الأسعار بالنسبة لهم، كون العملة الليبية أقوى من الدينار الجزائري ما يمنح الأفضلية لهم، داعية الليبين إلى اختيار الجزائر كوجهة سياحية لهم لقضاء أحسن العطل والأوقات في مختلف مناطق الجزائر التي وصفوها بالمناطق الساحرة والجميلة".

وقالت الصفحة إنه أكثر من 3000 سائح ليبي دخل الجزائر ومازال العدد في ارتفاع، معتبرة أن هذا يحدث في وقت ترتفع الأصوات هنا في الجزائر للمطالبة بالاهتمام أكثر بقطاع السياحة وتطويره ليواكب تطورات السياحة في العالم للمساهمة في النهوض بالاقتصاد الوطني، حسبها.

من جهتها، نشرت صفحة "في بلادي ألجيريا" تقول إن الليبيين يروجون للسياحة في الجزائر على مواقع التواصل الاجتماعي وجدنا احترامًا كبيرًا، وبلدًا رائعًا".

ونشرت بدورها صفحة "راديو طروطوار"، أن الليبين توجّهوا إلى الجزائر بعد تعقيدات السفر إلى تونس، وجاء في منشور لها "بعد تذمرهم من تعقيدات الدخول إلى تونس، ليبيون يختارون الجزائر وجهتهم السياحية المفضلة".

من جهتها، اعتبرت صفحات جزائرية أن التفاعل مع خبر دخول سياح ليبيين إلى الجزائر مبالغًا فيه، وأن عدد الوافدين قليل جدًا مقارنة بما يجب أن يكون لبلد سياحي.

وأدرجت صفحة "الفلاحة في الجزائر" منشورًا قالت فيه إن "ثلاثة سيارات ليبية فقط دخلت للجزائر فكادت الصفحات الجزائرية تنفجر من نقل الخبر والافتخار".

وأضاف المنشور أن هذه السيارات لن تغير من الاقتصاد شيئًا ولن تثبت أن الجزائر وصلت للهدف المرجو، على حد تعبيرهت.

وواصلت انتقادها: "يجب علينا أن نتساءل ما سبب قلة توافد سكان الدول المحيطة للجزائر؟".

في هذا السياق، اعتبرت صفحة "الفلاحة في الجزائر" أن موقع الجزائر يسمح بوصول سكان حوالي 30 دولة تعتبر قريبة نسبيًا للحدود الجزائرية، والجزائر جغرافيا تقع في قلب هذه الدول ما يسمح للوصول إلى 400 مليون إنسان منهم 5 ملايين ليبي" .

تطرح الصفحة عدة أسئلة تتعلق بموضوع السياحة في الجزائر، من بينها أن الزائر غالبًا ما يدخل بلدًا ما من أجل التجارة، السياحة، العلاج، الدراسة، العمل. كل هذا في وجود بنية تحتية مناسبة، لكن هل البنية التحتية محفزة أو لها القدرة على تلبية احتياجات الوافدين؟".

في سياق الموضوع، توجّه بعض المعلقين إلى تقديم نصائح للزوار الليبيين إلى الجزائر، حول سعر الصرف وأسعار الفنادق، هنا، يضع أحمد علي منشورًا جاء فيه " نصيحة للمسافرين نحو الجزائر، سعر الصرف هو 100 ليبيه بـ 400 دينار جزائري، ماذا تفعل لك 400 دينار جزائري تقدر تشري كيلو لحم بقر بـ 400 دينار للكيلو الواحد ".

زيارة مؤثرين من دول المشرق إلى الجزائر  زاد من اهتمام السياح الليبيين بزيارة البلاد

يرى متابعون، أن الزيارات الأخيرة لعدد من مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي إلى الجزائر قادمين من دول المشرق، أسهم كثيرًا في الترويج للسياحة نحو الجزائر، ورغم إمكانية دخول الليبيين إلى الجزائر منذ سنوات طويلة بسبب سهولة إجراءات السفر  بين البلدين، إلا أن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي كان له دورًا واضحًا في انخراط الليبيين في حملة الترويج للسياحة في الجزائر.

اقرأ/ي أيضًا:

طفل أمريكي مُصاب بالتوحد يحقّق حلمه بزيارة الجزائر