17-يونيو-2021

الممثل سيد علي رباحي (فيسبوك/الترا جزائر)

فريق التحرير - الترا جزائر 

لا توجد شخصيّة جزائريّة تنافس شخصيّة الأمير عبد القادر بن محي الدّين الجزائريّ (1808 ـ 1883) في قوّة الحضور داخل الوجدان والمخيال الشّعبيّين العامّين، بالنّظر إلى كونه مؤسّس الدّولة الجزائيّة الحديثة التّي تزامنت مع دخول الاحتلال الفرنسيّ إلى البلاد عام 1830، حيث خاض حربًا ضدّه دامت 17 عامًا انتهت بما عُرف بمعاهدة الاستسلام التّي أفضت به إلى النّفي إلى فرنسا ثمّ إلى دمشق التّي توفي فيها، وبالنّظر إلى مساهمته الفعّالة في إعطاء صورة مشرقة عن الإسلام والمسلمين في الفضاءات الغربيّة.

سيد علي ربّاحي: إنّ هناك جيلًا جديدًا من الممثّلين الجزائريّين يريدون أن يشاهدوا فيلمًا أو عملًا دراميًّا عن  واحدة من الشّخصيات الوطنيّة

جعل هذا الحضور الاستثنائيّ للأمير الذّي بويع عام 1832 في منطقة معسكر، 400 كيلومتر غربًا، كثيرًا من محاولات إنجاز فيلم سينمائيّ خاصّ بسيرته ومساره تظهر إلى العلن، لكنّها باءت كلّها بالتّعطيل والتّأجيل لأسباب بقيت غامضة، منها محاولة وكالة الإشعاع الثّقافيّ عام 2013 إنجاز فيلم بالاتّفاق مع الشّركة الأمريكيّة "سينما ليبر استوديو" الكائن مقرّها في هوليوود، مع إسناد مهمّة الإخراج لشارل بورنت مخرج "ناميبيا كفاح لأجل الحرّية" عام 2007، غير أنّ المشروع لم يتمّ، رغم أنّ مصادر كشفت عن صرف شطر من الميزانية المرصودة له، من دون أن تُصوَّر منه لقطة واحدة.

اقرأ/ي أيضًا: في الذكرى الـ 138 لرحيل الأمير عبد القادر.. جزائريون يدعون لإنصاف مؤسّس الدولة

 

 

أمام هذا المصير الذّي لقيه فيلم مؤسّس الدّولة الجزائريّة الحديثة، قام الممثّل سيد علي ربّاحي بتركيب جلسة تصوير لشخصيّة الأمير مبيّنًا الشّبه بينهما، "في محاولة منّي للفت الانتباه إلى وجوب بعث مشروع الفيلم الذّي بات تعطيله أو تأجيله إدانةً لروحنا الوطنيّة، ذلك أنّ الأمر يتعلّق بمؤسّس دولتنا الحديثة وليس بشخصية عابرة في الواقع والتّاريخ". ويتساءل ربّاحي: "كيف نقنع طفلًا جزائريًّا بكون الأمير عبد القادر زعيم المقاومة الوطنيّة، وهو يقرأ ويسمع أنّنا قضينا سنواتٍ من تعطيل الفيلم الخاصّ به".

من هنا، يؤكّد محدّث "الترا جزائر" أنّ إقدامه على تركيب جلسة تصوير لعب فيها دور الأمير، بمناسبة الذّكرى الـ 138 لرحيله، ليس فرضًا لنفسه لتمثيل الدّور في حالة بعث مشروع الفيلم من جديد، بل هو محاولة للقول إنّ هناك جيلًا جديدًا من الممثّلين الجزائريّين يريدون أن يشاهدوا فيلمًا أو عملًا دراميًّا عن  واحدة من الشّخصيات الوطنيّة التّي يفخرون بها. ويسأل: "ما المانع من ذلك؟ المال موجود وإمكانية الشّراكة مع خبرات أجنبيّة قائمة، والحاجة إلى زرع القيم الوطنيّة والإنسانيّة التّي يمثّلها الأمير في أذهان ووجدان الجيل الجديد ملحّة".

يقول سيد علي ربّاحي إنّ إعجابه بشخصية الأمير عبد القادر هو ثمرة لقراءة ومشاهدة عشرات المصنّفات

ويقول سيد علي ربّاحي إنّ إعجابه بشخصية الأمير عبد القادر هو ثمرة لقراءة ومشاهدة عشرات المصنّفات التّي تناولتها، "ووجدت نفسي أمام سؤال هو لماذا يتّخذ شبابنا شخصيات أجنبيّة رموزًا تحرّريًّة لهم، مثل تشي غيفارا، رغم أهمّيتها وجدارتها في سياقها، في الوقت الذّي يملكون فيه شخصياتٍ عظيمة وجديرة مثل الأمير عبد القادر؟".

وخلق حديث الرّئيس عبد المجيد تبّون عن رغبته في واقع سينمائيّ مختلف، وتخصيصه لكتابة دولة خاصّة بالصّناعة السّينمائيّة، توقّعًا بإعادة بعث مشروع فيلم الأمير عبد القادر، لكن لا شيء من ذلك تمّ، بعد قرابة عامين من وصوله إلى سدّة الحكم. فهل ثمّة موانع وإكراهات خفيّة لا يعرفها الرّأي العامّ؟   

 

اقرأ/ي أيضًا:

ستورا: "التوبة" فخّ نصبه لنا اليمين المتطرّف في فرنسا

أميركا تحتفي بذكرى الأمير عبد القادر