شمس الدين حفيز: جريمة قتل الشاب المالي أبو بكر في المسجد "عمل إرهابي"

لم يتردد عميد مسجد باريس الكبير، شمس الدين حفيز، في وصف جريمة القتل التي طالت قيّم مسجد في منطقة غارد بفرنسا بـ"العمل الإرهابي"، مؤكدا أن هذا الحادث وقع في سياق تصاعد الكراهية ضد المسلمين في فرنسا.

عميد مسجد باريس يقول إن المجتمعات الغربية ترفض الاعتراف بالإسلاموفوبيا

وأوضح حفيز في حوار له مع موقع كل شيء عن الجزائر، أن هذا العمل الوحشي استهدف قدسية الصلاة وبيت الله، مما خلف مشاعر هائلة من الحزن والقلق في صفوف المسلمين. 

وأضاف أن هذا الحادث يكشف عن ثمرة مناخ الكراهية الذي تغذيه خطابات سياسية وإعلامية غير مسؤولة منذ أشهر، في ظل شعور متزايد لدى المسلمين بالهشاشة والتخلي عنهم وسط صمت مطبق.

وحول ارتباط الجريمة بالإسلاموفوبيا، قال حفيز إنه "لا شك" في أن هذه الجريمة تنطوي على كراهية دينية واضحة، مشيرًا إلى أن اختيار المكان وزمان الصلاة، وحدة العنف، والشتائم الموجهة، كلها تدل على دافع قائم على الحقد ضد المسلمين. 

وأكد أن الاعتراف بالطابع الإسلاموفوبي للجريمة ضروري ليس فقط لإنصاف الضحية، بل أيضا لمواجهة الإسلاموفوبيا القاتلة التي ترفض المجتمعات الغربية أحيانًا تسميتها بشكل صريح، مشددًا أن "هذا ليس حادثًا عاديًا، بل عمل إرهابي".

موقف روتايو

وحول الانتقادات الموجهة لموقف وزير الداخلية الباهت، قال حفيظ إنه يتفهم خيبة الأمل المعبر عنها، مشييرا إلى أن "روتايو قد أدان الجريمة، لكنه اعتبر أن الإدانة وحدها غير كافية في ظل خطورة الجريمة والتهديدات المتزايدة التي تتعرض لها المساجد".

ودعا العميد في السياق، إلى تحرك فوري وملموس لطمأنة المسلمين في فرنسا، مضيفًا أن "الوقت لا يزال متاحًا للتحرك، لكنه محدود".

وبشأن ما إذا كانت هذه الجريمة مقدمة لاعتداءات أخرى، أبرز حفيز أن هذه الجريمة ليست حادثاً عرضياً بل نتيجة مناخ ملوث بالكراهية تم تغذيته بشكل ممنهج.

وأوضح أن العديد من الأصوات السياسية والإعلامية غذت، لسنوات، الشكوك حول المسلمين وساهمت في تطبيع خطاب الكراهية، مشيرًا إلى أن حتى القرارات القضائية والإنذارات الصادرة عن السلطات التنظيمية لم توقف هذه الديناميكية الخطيرة. وحذّر من أن استمرار هذا المناخ قد يؤدي إلى اعتداءات أخرى.

تأمين المساجد

وتأسف حفيز لكون تحذيراته السابقة إما اعتبرت مبالغا فيها أو وُصفت بأنها فئوية. وأضاف أنه لم يكن يدافع عن جماعة بل عن المبدأ الجمهوري للأخوة، مشيرًا إلى أن الواقع المؤلم اليوم يؤكد صحة تحذيراته، وأن الإسلاموفوبيا كانت تتفاقم وسط لامبالاة رسمية وإعلامية.

وفي ظل هذا المناخ، شدّد الرجل على أن تعزيز الأمن حول المساجد أمر عاجل، لكنه شدد في المقابل على أن الحل لا يكمن فقط في الكاميرات والدوريات الأمنية، بل يتطلب معالجة جذرية لمناخ الكراهية الذي يسمح بمثل هذه الجرائم، مؤكدا أن هذا النضال "هو معركة من أجل روح الجمهورية".