26-سبتمبر-2019

كريم طابو، بهاء الدين طليبة (تركيب/ الترا جزائر)

أُفرج مساء أمس الأربعاء، عن الناشط السياسي كريم طابو، المودع رهن الحبس المؤقّت بتهمة "إضعاف معنويات الجيش"، منذ الحادي عشر من شهر أيلول/ سبتمبر الجاري، وجاء قرار الإفراج، من طرف غرفة الاتهام بمجلس قضاء تيبازة.

ما كان متداولًا هو أنّ بهاء الدين طليبة، النائب البرلماني عن حزب جبهة التحرير، هو أحد المحسوبين على المؤسّسة العسكرية

هذا القرار، تزامن مع تصويت مجلس النوّاب بالأغلبية، لرفع الحصانة عن النائب البرلماني بهاء الدين طليبة، الذي رفض التخلّي عنها خلال مثوله أمام أعضاء لجنة الشؤون القانونية والإدارية والحرّيات بالمجلس الشعبي الوطني.

اقرأ/ي أيضًا: 15 سنة سجنًا نافذًا في حقّ سعيد بوتفليقة وشركائه

أثار هذان القراران، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أطلق نشطاء على فيسبوك، العنان لموجة من التعليقات الساخرة والمستغربة في الوقت نفسه، لسير الأحداث في اتجاه غير متوقّع.

ما كان يُتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، هو أنّ بهاء الدين طليبة، النائب البرلماني عن حزب جبهة التحرير، هو أحد المحسوبين على المؤسّسة العسكرية، ودائمًا ما تروج حوله أحاديث عن قربه من المؤسّسة العسكرية وقائد الأركان قايد صالح، بل أن هناك من يروّج لفكرة أن طليبة هو صهرٌ لقائد الأركان.

في مقابل ذلك، كان الإفراج عن الناشط السياسي كريم طابو مستبعدًا جدًا، خاصّة وأنّه يواجه تهمة ثقيلة "إضعاف معنويات الجيش"، وهي التهمة نفسها التي أبقت المجاهد لخضر بورقعة رهن الحبس المؤقّت، منذ شهر حزيران/ جوان الماضي.

 لطالما كانت القراءات السياسية منذ بداية الحراك الشعبي في شبّاط/ فيفري الماضي، تضع توجّهات المؤسّسة العسكرية في الحسبان؛ فكثير من المتابعين والمحلّلين السياسيين في بلاتوهات التلفزيون، يقدّمون قراءات للأوضاع السياسية على ضوء البيانات والخطابات الصادرة عن الجيش، غير أنّ ما حدث في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة، جاء مخالفًا لكل التوقّعات.

تعليقًا على ماحدث، استغرب كثيرون إطلاق سراح الناشط كريم طابو "المعارض لقرارات الجيش"، وإسقاط الحصانة البرلمانية عن بهاء الدين طليبة "المحسوب على الجيش"، فذهبت بعض هذه التعليقات، في اتجاه أنّ القضاء الجزائري، يسير في الاتجاه الصحيح ولا يخضع لضغوطات من طرف المؤسّسة العسكرية مثلما كان يُتداول، واعتبروا ذلك مؤشّرًا جيّدًا عن سير الأوضاع نحو الأحسن إذا استمرت بهذه الوتيرة.

هنا، يقول الأكاديمي زهير بوعمامة في تدوينة فيسبوكية " مؤشّرات واضحة على إعادة تقدير للموقف باتجاه التدبير بأكثر عقلانية، وبما يشيع أجواء التهدئة، واليوم إطلاق سراح كريم طابو بعد الإفراج عن ناشطين في تلمسان الأيام الماضية، ورفع الحصانة عن بهاء طليبة المتهم بقضايا فساد كثيرة والذي كان البعض يستبعد متابعته بحجّة ما يروج أنه مقرب من رجل الفترة القوي".

من جهة أخرى، اتخذت بعض التعليقات على هذين القرارين موقفًا ساخرًا، ممن كانوا يروّجون لفكرة أن النائب بهاء الدين طليبة، هو صهر لقائد الأركان، هنا، تعلّق إحدى الصفحات الفيسبوكية على الخبر، "كريم طابو أصبح صهرًا للقايد صالح بدلًا من بهاء طليبة".

إسقاط الحصانة البرلمانية عن بهاء الدين طليبة تمهيدًا لمحاكمته، جاء نتيجة الضغوطات التي فرضها الحراك الشعبي على السلطة

خلافًا لهذه القراءات، اعتبر كثير من المتابعين، أن إطلاق سراح كريم طابو، وإسقاط الحصانة البرلمانية عن بهاء الدين طليبة تمهيدًا لمحاكمته وسجنه، جاء نتيجة الضغوطات التي فرضها الحراك الشعبي على السلطة، وأن ما يُتّخذ من قرارات اليوم، هي مكاسب تُضاف إلى مطالب الشارع الجزائري، وأنّ رضوخ العدالة اليوم، تفسّره معطيات كثيرة، وهي محاولة تهدئة الشارع وامتصاص غضبه لتوفير أجواء مطمئنة قبل إجراء الانتخابات الرئاسية في كانون الأوّل/ ديسمبر القادم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

15 سنة سجنًا نافذًا في حقّ سعيد بوتفليقة وشركائه

لخضر بورقعة.. السلطة توظف التاريخ في تصفية الخصوم