22-يونيو-2022
طابو

رد المعارض السياسي، والمنسق الوطني لحزب الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي (قيد التأسيس) كريم طابو، على الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، الذي دعا إلى إنهاء ما أسماه "استعمار منطقة القبائل".

السياسي طابو: كلام المغربي هلال أكثر من مجرّد هستيريا سياسويّة وانزلاق خطير منغمس في الهذيان والوهم

وقال طابو في مقال مطوّل نشره على صفحته الرسمية باللغات الثلاث، إن "الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، أدلى بتصريحات استفزازية تجاه بلدي الجزائر"، مضيفًا: "بغض النظر عن الطابع البغيض لمثل هذا الخطاب اللاذع، فإنه يمس بذاكرة مليون ونصف من الشهداء الذين ضحّوا من أجل استقلال الجزائر، الموحدة وغير القابلة للتجزئة."

وذكّر طابو ممثل المملكة المغربية بأن الجزائر "انتزعت استقلالها بعد نضال ثوري شاق، لعبت فيه منطقة القبائل، وهي إحدى معاقل المقاومة، دورًا رئيسيًا، دفعت فيه ثمنًا باهظًا."

وتساءل الأمين العام السابق لـ "الأفافاس": "ألهذه الدرجة، عمر هلال جاهل بالتاريخ؟ هل من المفيد تذكيره بأن التضامن بين شعوب شمال أفريقيا يتجاوز الانقسامات السياسية والإيديولوجية المؤقتة والعابرة؟ إنه أكثر من مجرد رابط ثقافي، إنه ذو عمق تاريخي لا يمكن الجدال فيه أو إنكاره."

وصنّف طابو كلام هلال على أنه "أكثر من مجرّد هستيريا سياسوية، وانزلاق خطير، منغمس في الهذيان والوهم، بالكاد يخفي الهوس بإسقاط أزماته الخاصة على الآخرين."

وأردف موضّحا: "رغم معارضتي الشديدة لهذه السلطة القائمة في بلدي، فإنّني أجدُ تصريحاتكم غير لائقة، تعكس فقرًا فكريًا وسياسيًا لا يشرّف مركزك كموظف سامي في مثل هذه المؤسسة المرموقة."

وتابع: "كما هو ثابت ومؤكد أثناء مرحلة التحرر الوطني، فإن منطقة القبائل ستضلّ القلب النابض للجزائر، وستبقى المعقل غير المنازع لكل نضالات المواطنة، ورأس حربة المعارك الديمقراطية."

وواصل: "إنّ الادعاء بدعم واحترام منطقة القبائل، والتأكيد على أن "ملايين من القبائل يشعرون بأنهم تحت الاحتلال الجزائري"، هو محاولة لإخراج الأرواح الشريرة وتمجيد للكراهية والانفصالية."

وختم طابو بالقول: "بدلًا من الاستجابة للمطالب الديمقراطية والاجتماعية للشعوب المغاربية، الأنظمة القائمة تلجأ للمزايدة الشعبوية، وتحاول وضع الجغرافيا في مواجهة التاريخ، وضدّ أمل هذه الشعوب، التي لا يزال ماضيها ومستقبلها مرتبطين ارتباطًا جوهريًا".

وفي الاجتماع السنوي للجنة الـ24 (لجنة تصفية الاستعمار) في الأمم المتحدة، الإثنين الماضي، قال الدبلوماسي المغربي عمر هلال، مخاطبا ممثّل الجزائر لدى الأمم المتحدة نذير العرباوي: "تطالبون بتقرير المصير وإنهاء الاستعمار عن الصحراء، وتتناسون إنهاء استعمار القبائل التي توجد تحت الاحتلال الجزائري منذ أن أصبحت الجزائر دولة."

وردّ ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحّدة العرباوي على ذلك بالقول: "الوفد المغربي يسعى من خلال هذه الإدعاءات وبشكل بائس إلى إحداث حالة من اللبس وخداع الرأي العام الوطني والدولي  باللجوء إلى اختلاق مسألة موازية لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير."