مجتمع

طلّقوا البنادق واعتنقوا آلات التصوير.. صيادون يتحوّلون إلى حماة للبرية

15 مايو 2025
(الصورة: فيسبوك)
طاهر حليسي
طاهر حليسيالجزائر

ليست ظاهرة الصيادين المتحولين لفن التصوير، قصةً محليةً فحسب، إذ تفيد أبحاث أن هذه الفئة هي الأكثر عرضة لإغراء الانقلاب، تحت التأثير المباشر لما يسمى بـ " الوعي البيئي".
 

تمارس الطبيعة قوتها السحرية على البشر فتنجذب أرواحهم للفطرة السليمة، دون التعرض للحظات ملهمة كتلك التي عاشها مراد البرايجي مع أنثى الضبع المخطّط، أو التي وقع في أسرها عمّار الصياد الباتني مع دموع الغزال

تمارس الطبيعة قوتها السحرية على البشر فتنجذب أرواحهم للفطرة السليمة، دون التعرض للحظات ملهمة كتلك التي عاشها مراد البرايجي مع أنثى الضبع المخطّط، أو التي وقع في أسرها عمّار الصياد الباتني مع دموع الغزال، هذا ما حدث أيضا لصيادين صاروا مصورين عالميين مثل البريطاني ديفيد بارو والزيمبابوي إيفان كارتنر، والأمريكي توماس مانغلسن الذي صار واحدًا من أفضل أربعين مصورًا في التاريخ، فنال جوائز عالمية ختمها بجمل ملهمة للأجيال: " قررت أن أطلق النار بعدستي بدل بندقيتي، و لا يمكنك أن تحب ما لا تعرف، ولن تحمي ما لا تحب".

حرب باردة

بعد سنوات من ميلاد مجموعة "نات أوراس" عام 2016، لتوثيق الحياة البرية كأوّل فريق متخصّص على المستوى الوطني، لا يزال المصوّر الفوتوغرافي عادل بشكيط، 48 سنة، وهو مهندس سياقة، يتذكّر ذلك الشغف الذي مارسه رفقة كوكبة من الرفاق، قبل أن تتفرّق بهم السبل فيقول لـ"الترا جزائر": ساهم ظهور الكاميرا الرقمية ذات عدسة 400 ملم / 800 ملم، في انخراط عدد كبير من المصوّرين في هذا المجال، لسهولة التقاط الصور بواسطة العدسة المكبِّرة، والتعرّف على نوعيّتها آنِيًّا، وتعديل الزاوية، وطبعًا كان الأمر صعبًا خلال سنوات استعمال آلة التصوير التقليدية ذات الطريقة التحميضيّة، أو ما يمكن تسميته بالتصوير الفضي". 

ويضيف عادل: "نجحنا في توثيق عدد كبير الحيوانات النادرة عبر مغامرات مشوقة. كما واجهْنا لحظات عصيبة انتهت بمحاصرتنا من طرف مصالح الدرك، بين بني سرور وبوسعادة بولاية المسيلة، بناءً على تبليغ راعٍ عن مشاهدة أشخاص غرباء يحملون أسلحة هاون ويرتدون ألبسة فرق القناصة، قبل أن ينفجر أولئك العساكر ضاحكين وهم يكتشفون أن الهاونات لم تكن سوى كاميرات طويلة العدسات، لكن أظن أن أكبر نصر تحقّق هو أننا كنا وراء "توبة" عدد كبير من الصيادين، الذين قرّروا في لحظة مراجعة، تطليق الزِّناد واعتناق زر آلة التصوير".

بين المصوّرين والصيّادين حرب باردة انتهت بإعلان سلام مشترك، يعمق عادل الفكرة لـ "الترا جزائر":"أنشأنا صفحةً بلغ عدد متابعيها عشرة آلاف ، ولأن البحث عن فرائس كان هدفًا مشتركًا بين مصوّر يبحث عن التوثيق، وصيّاد يبحث عن طريدة، فقد كنّا لا نثق في هؤلاء، الذين كانوا يراقبون ما ننشره من صور الطيور والثدييات والزواحف، بل نتحاشى تحديد مناطق التي أفلح فيها عناصرُنا في التقاط صورة غزال أو ظربان أو ضبع مخطط أو ذئب أفريقي، كان الأمر أشبه بالحرب الباردة بين معسكرين متناقضين".

مراد حرز الله، 50 سنة، أستاذ تعليم، وربّ أسرة، واحد من هؤلاء "التائبين" أو "المغرّر بهم". ففي قلب براري "حمّام البيبان"، بين ولايتي برج بوعريريج والبويرة، شرقي الجزائر، لا يزال هذا الخمسيني يتجوّل في قلب الغابات الهادئة، حيث كانت الأصوات الوحيدة التي تُسمع هي خطى الحيوانات الجَفُولة وطلقات البارود، وهو واحد من الذين قضوا سنواتٍ طويلة في ترصُّد الأرانب والحَجل والوحوش البرية، لكنه لم يعُد اليوم يُطلق النار، بل يلتقط الصور المبهرة.

ثم مع تطوّرت العلاقات يضيف المتحدث: " اقترحنا على بعضهم، ممّن أعجبهم الشغف الكبير بحماية حيوان برّي بدل قنصه، أن نؤسس مجموعاتٍ مشتركة، لنستفيد منهم بما أنهم، ولخبراتهم الطويلة في الصيد، يملكون معرفةً واسعة بالمسالك الغابية والجبلية ونقاط الماء، على أن يستفيدوا منا في كيفية الحفاظ على الأنواع المحمية أو المهددة بالانقراض، ثم شيئًا فشيئًا حدث الانقلاب الكبير، بأن صار بعضهم زملاء لنا، يحملون الكاميرات بدل البنادق".

المخرب التائب

مراد حرز الله، 50 سنة، أستاذ تعليم، وربّ أسرة، واحد من هؤلاء "التائبين" أو "المغرّر بهم". ففي قلب براري "حمّام البيبان"، بين ولايتي برج بوعريريج والبويرة، شرقي الجزائر، لا يزال هذا الخمسيني يتجوّل في قلب الغابات الهادئة، حيث كانت الأصوات الوحيدة التي تُسمع هي خطى الحيوانات الجَفُولة وطلقات البارود، وهو واحد من الذين قضوا سنواتٍ طويلة في ترصُّد الأرانب والحَجل والوحوش البرية، لكنه لم يعُد اليوم يُطلق النار، بل يلتقط الصور المبهرة.

يعترف لـ "الترا جزائر" بجرأة كبيرة تدل وعيه الأخضر المتقدم قائلا: "في واقع الحال، أنا لم أكن يومًا صيّادًا، لأن الصيد له نُظُم وقوانين، بل كنتُ مُخرِّبًا، وأنا أقولها بالفم المليان. فحينما تصطاد طيورًا وأرانب في موسم التكاثر، فهذه جريمة قتل لكائنات حية، وإن هم إلا أمم مثلنا، وتخريب للحياة وليس هواية صيد، وعندما تردي ضبعًا مُخطّطًا، دون أن تعرف بأنه في سبيل الانقراض، فأنت تُبيد حيوانًا مسالمًا وتحطم الدورة البيئية، فكل حيوان له وظيفة محددة في نسق الخلق الأكبر، وحتما ترتد تبعات ذلك على الشجرة والغابة والمناخ والإنسان".

على هذا النحو يواصل مراد: " إن عددًا كبيرًا من الصيّادين الذين لا يلتزمون بأخلاقيات الصيد الاحترافي، هم مُخرِّبون، وكنتُ واحدًا منهم، أُجري وراء وهم تحقيق السّبق والانتصار، حينما أعود بجلد ذئبٍ أو جلد سحلية".

يصمت متحسرًا قبل أن يُضيف: "قتلتُ كثيرًا من الذئاب من أجل أن أعود بجلودهم، أو ذُيُولهم، كما نصبتُ العديد من الفخاخ. ثم، وفي لحظةٍ ما، قرّرتُ أن أُراجع نفسي الآثمة، عندما أدركتُ أنني لم أكن أنتصر على نفسي وعلى الطبيعة، بل كنت أُنهزم أخلاقيا كلما أفنيت هذه المخلوقات الهشة والحيّة، ومن كان ربَّ عائلةٍ وله أطفال، يفهم سرّ الانقلاب الذي وقع لي. فقد كنتُ أُبيد حيواناتٍ بغرض الاكتشاف، قبل أن أكتشف أن هناك طُرُقًا أخرى للاستكشاف، غير مُلطّخةٍ بدم الإجرام، وثقافة القتل من أجل الجري وراء شعور بالفخر الزائف".

ما حدث لمراد سنة 2013 يُشبه إلى حدٍّ كبير ما وقع لبطل فيلم "هانتر" الشهير، حينما يكتشف الصياد المحترف مارتن ديفيد الذي انتدبته شركة طبية لقنص آخر نمر في "تسمانيا"، بغرض إجراء أبحاث علمية، بأن الهدف المخفيّ كان استعمال بعض عناصر حمضه النووي في تركيب أسلحة بيولوجية، فيقرّر أن يتحول في لحظة وعي واستفاقة ضمير، من قاتل مأجور إلى مناضل من أجل قضية، عبر التصالح مع الحيوانات والبشر، ثم مع ذاته.

 

لحظة الأمومة

يروي مراد بتأثر بالغ هذه القصة: " نصحني رفاق كانوا يعرفون أسرار الحياة البرية باغتنام فرص الصيد الكثيرة لالتقاط صور، فاشتريت آلة تصوير من نوع " إيكس 32"، وفي إحدى الليالي وبينما كنت في جولة غابية تسنّى لي أن ألتقط صورة لأنثى ضبع مخطط، كانت تلك الضبعة تمارس لحظة أمومتها وهي ترضع ضباعها الصغار، حدث ذلك على ما أذكر بين نهاية 2012 و2013، غير أن تلك الصورة اشتهرت بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي طوال العام 2014. حينها أدركت الأثر الإيجابي الذي خلفه ذلك السبق، وكلما زاد استمتاع الناس بتلك الصورة كانت أشياء بداخلي تتحطم إلى غير رجعة، وتلك اللقطة نجحت في تطهيري تطهيرا كليا، لمَّا وعيت أني قدمت لهم في لحظة مسروقة ذلك الحيوان في مشهد إنساني رائع، بدل أن أقدمه لهم ملطخا بالدماء، ومن يومها طلقت البندقية واعتنقت العدسة". 

مراد: تعرّفتُ على مجموعة نات أوراس بباتنة، ومجموعة أخرى بالعاصمة، تُعنى بعالم الحيوانات المتوحّشة في الجزائر، وتشاركنا في تبادل المعلومات والصور، وساهمنا في إثراء المدونة البيئية خاصة الطيور والثدييات والزواحف للبلاد

 

لا يزال بحوزة هذا الرجل المتطهر من دماء وجلود الحيوانات بعض مخلفات سوابقه الماضية، فيقول في قناعة تامة: "تخيّل، لا تزال عندي ستّة فخاخ، يمكنني أن أبيعها، كي أغنم منها بعض المال، لكنّي لن أفعل ذلك، خشيَة أن تسقط في النسخة الرديئة لي، قبل توبتي، أي في أيدي مُخرّبين سيستعملونها في إبادة أنواع حيوانية، فأكون بذلك شريكًا لهم في الجرم".

منذ عشر سنوات شرع الصياد السابق في رحلة معاكسة تماما اكتشف فيها الوجه الخلاق للحياة البرية، فيصرح: "الحمد لله، نجحتُ بعد تحوّلي الكبير في التقاط صور لحيواناتٍ نادرة، فقد صوّرتُ ما لا يقل عن ثلاثة عشر نوعا، بينها سلالات التقطت لأول مرة، مثل الوروار أبيض الحنجرة، والوروار الأخضر والزغيم في تينزاوتين الجزائرية المقابلة للحدود المالية، كما التقطتُ صورًا للثعلب الشاحب في تاوندرت القريبة منها".

وتابع: " تعرّفتُ على مجموعة نات أوراس بباتنة، ومجموعة أخرى بالعاصمة، تُعنى بعالم الحيوانات المتوحّشة في الجزائر، وتشاركنا في تبادل المعلومات والصور، وساهمنا في إثراء المدونة البيئية خاصة الطيور والثدييات والزواحف للبلاد. ومما لا شك فيه، فأن تعود بصور هي الأولى من نوعها، لطائر نقار الخشب الرمادي الأفريقي مزركش الألوان وهو يلهو فوق غصن فوق شجرة وارفة، أو الهازجة طويلة الذيل، لهو أنفع للناس من أن تعود لبيتك بذيل ذئب، أو أذن ثعلب".

من مُخرّبٍ للحياة الحيوانية، عبر مراد حرز الله إلى ضفّة حُماة الطبيعة، لا بل وأكثر من ذلك يقول: "حتى خلال تصويرنا، نمنع عناصرنا من تصوير أعشاش البيض، ذلك أنّ الطيور تمتنع عن حَضنها من جديد، إذا رأتْ من يقترب منها من مسافة الصفر".

دموع الغزال

خلافا لمراد، لم يتخلَّ عمي عمّار الصياد كما يكنى عن البندقيّة تمامًا، كما ظلّ محتفظًا بآلة تصويره، وهو فلاّح ونحّال محترف، يفضّل التقا صور الحيوانات، ويجد لذّة كبيرة في ذلك، فهو الصيّاد الذي أنشأ صفحة شخصيّة للتعريف بالحياة البرّية تحمل اسم "عمّار عمّار".

يقول هذا الأربعيني لـ "الترا جزائر" بنبرةٍ متلبّسة بحزنٍ عميق: "لا أزال أصطاد الأرانب والحَجَل البريّ بالطرق الشرعية والقانونية الصحيحة، أي في الفترات المحددة بين 15 سبتمبر و1 جانفي، فهي هواية مكتسبة بالوراثة العائلية، وهي حلال مالم تتجاوز الشروط. وعدا هذا لا أصطاد شيئًا آخر، لأني لن أعود إلى أيام الجاهلية الأولى، فقد قتلتُ الكثير من حيوان النتاينة، أو الظربان، ولا أريد العودة إلى تلك الولائم والموائد المُلطّخة بدماء الثدييّات".

يصمت قليلًا ليعترف: "بالفطرة السليمة صِرتُ مناصرًا للطبيعة لا مُبيدًا لها، وأنا نادم أشدّ الندم على صيد الغزال، بسبب حادثة مؤثرة حوّلتني من بطلٍ ماهر في الصيد إلى ضحيةٍ لتلك البندقيّة. فقبل عشر سنوات، اصطدتُ غزالةً قرب منطقة صحراء كيمل في التماس بين ولايتي باتنة وخنشلة. وعندما أردتُ ذبحها، كانت تتضوّر من شدّة ألم الطلقة، وعندما أدنيتُ خنجري لنحرها، رأيتُ دموعها، فرميتُ السكين وامتنعتُ عن أكلها. لقد هزمتْني تلك الدموع، ومنذ ذلك الحين، توقّفتُ عن صيد الغزلان وحرمت على نفسي أكل لحومها".

ثم يعترف قائلًا: "صدّقني، صرتُ أحزن عندما أخرج للصيد فلا أعثر على ما يمكن أن يكون طريدة، فيُساورني تأنيب ضميرٍ مُفزع، وتحدّثني نفسي بأني أبحث عن صيد حيواناتٍ لم تعُد موجودة، مثل الظربان لأني واحد من الذين ساهموا في إبادتها. وهذه هي الأسباب التي جعلتني أتحوّل للصورة، لأمنح كل تلك الطيور والثدييات التي أترصّدها حياةً أخرى".

وليجب أفعاله السالفة، داوم عمّار منذ سنوات على توثيق الحياة البرية، اغتناما لعمله كنحال متخصص لا يكف عن جوبان جبال الشلعلع وكيمل والأغواط وبني فضالة وتيمقاد وخنشلة، وغيرها من مناطق البلاد.

ومنذ أعوام، يواظب الرجل على جمع الخبز الجافّ من الناس وتخزينه في مرآب ميكانيكا سيارات بحيّ بارك أفوراج، قبل أن يتّجه به ليلًا لينثره في الجبال والغابات، كي يكون طعامًا للذئاب والضباع والخنازير والثعالب، حيث يختم: " أفعل هذا منذ سنوات، وفي آخر مرّة قمت رفقة مصالح الغابات في ولاية باتنة، بنثر الخبز الجافّ في الجبال كيف تجد الحيوانات الطعام بعد العواصف الثلجية التي تهاطلت خلال الشتاء".

مروّض الضباع

"كمال.ع"،35 سنة، الذي تحفظ عن كشف هويته الكاملة لأسباب تتعلق بوظيفته السياسية، يعترف قائلا: " مارست الصيد الجائر في مراحل من شبابي، في جبل بوعريف قرب المعذر في ولاية باتنة، كما أبدت ارانب وحجول وذئاب وثعالب والبط والظربان والنيس والضباع في عدة مناطق ثم قررت التوقف نهائيًا عن ذلك بوازع داخلي وبسبب حبي للطبيعة الذي أنتصر على غريزة القتل، عليك أن تعلم أن الصياد غير الملتزم قد يطلق النار بلا سبب سوى تلبية لرغبة مدمرة مثل شعوره بالبرد مثلا، وقد يطلق عيارا صوب حرباء حينما تخونه الأرانب".

ولمعرفته بمسالك الجبال أقتنى مصورة كانون دي 500 وشرع في قنص الحيوانات بطريقة ناعمة، خاصة منذ تعرفه على الدكتور سعيد فريطاس أحد مؤسسي نات أوراس، حيث يوضح: " سمحت معرفتي بالفريق الذي شاركت معه التقاط الصور في توافق تام بين فطرتي السليمة والمعارف المفيدة، فقد تغيرت نظرتي لحيوان الضبع المخطط، كنت أعتقد أنه غول مفترس بأنيابه الكبيرة، لأكتشف بمخالطة موثقي الحياة البرية، بأنه حيوان مسالم، يلعب دورا محوريًا في تنظيف الغابة من الجيف والأوساخ التي يطحنها طحنًا، ليكون بذلك كاسح الميكروبات وخادم التوازن الطبيعي، وعامل النظافة الأول في الغابة، ولذلك يفرض القانون الجزائري حماية خاصة له لأنه مهدد بالانقراض".

كمال: قررت التوقف نهائيًا عن ذلك بوازع داخلي وبسبب حبي للطبيعة الذي أنتصر على غريزة القتل، عليك أن تعلم أن الصياد غير الملتزم قد يطلق النار بلا سبب سوى تلبية لرغبة مدمرة مثل شعوره بالبرد مثلا، وقد يطلق عيارا صوب حرباء حينما تخونه الأرانب

يتذكر كمال شيئا ما فيلح على روايته قائلا: " عثرت ذات ليلة خلال رحلة تصوير، على ضبعين صغيرين تركتهما أمهما في جحر، نقلتهما إلى المنزل كي أعتني بتربيتهما قبل إعادتهما إلى موضعهما الطبيعي. وجدت نفسي أمام ضغوط رهيبة فقد عرض عليّ وسطاء شراءهما بمبلغ 250 مليون سنتيم للواحد، أي مقابل نصف مليار سنتيم جزائري، كي يعيدون تهريبهما خارج البلاد وبيعهما للسحرة والمشعوذين وتجار المخدرات لارتباط جلده بأساطير شعبية. ثم أني قررت إرجاعهما من حيث جلبتهما وسط الغابة".

اليوم، يتولى كمال مهمة أخرى، هي إرشاد الصيادين للبنود الأخلاقية، بأن لا يقنصوا أكثر من حجلة أو أرنبًا بريًا في كل خرجة مرخصة، خارج أوقات التكاثر والتوالد، كما يساهم في عمليات الوقاية من الحرائق، لا بل أكثر من ذلك يتطوع من أجل بناء عالم أخضر لتلك الحيوانات التي تعيش في الغابة، حيث يقول: " شاركت رفقة زملاء في غرس ما لا يقل عن عشرة آلاف شجرة في جبال المنطقة، فتلك الحيوانات في حاجة لذلك المناخ كي تعيش في سلام وتستمر في دورة البقاء. وهذا خير من أن تكون عرضة للفناء بفوهات البنادق. والفضل هنا يعود لأصحاب فوهات الكاميرات الذين صرت واحدا منهم، وجميعنا يدافع عن حق طبيعي للبشر كما للحيوانات: الحق في الحياة".

 

 

الكلمات المفتاحية

الابيار

فحص "الأبيار" بالعاصمة الجزائرية.. قصور موريسكية تحتضن القادة والسفراء والقناصلة منذ مئات السنين

على بعد ثلاثة كيلومترات من مرتفعات شمال الساحل المتوسطي لمدينة الجزائر، هناك تجمع سكاني يسمى "فحص الأبيار" (جمع بئر) لأنه يجثم على آبار مياه كثيرة، أتاحت له خضرة كثيرة فكان إلى وقت قريب بوابة ريف العاصمة، وذا جاذبية للأجانب، حتى سمي "حي القناصلة".


الجزائر والبكالوريا

من سلاح ضدّ الاستعمار إلى ضغط على العائلة .. هذه حكاية البكالوريا في الجزائر

في الجزائر، لا تُعدّ شهادة البكالوريا مجرّد امتحان تعليمي يُنهي مرحلة ويفتح أبواب مرحلة أخرى، بل تحوّلت إلى رمز مركزي في الوعي الجمعي، يحمل أبعادًا تتجاوز الفصل الدراسي والدرجات النهائية.


حجز ذخيرة

تزايد لافت لاستعمال السلاح في تهريب المخدرات.. هل نتجّه لعسكرة الجريمة؟

تأتي العملية التي أعلنت عنها وزارة الدفاع بتوقيف ثلاثة أجانب مسلحين يوم الجمعة 13 حزيران/جوان الجاري في منطقة عين أمناس الحدودية مع ليبيا، في سياق تحول واضح في سلوك الجماعات الإجرامية التي باتت تلجأ لاستعمال العنف المسلح في تنفيذ عملياتها، بعد أن كانت تعتمد لسنوات على شبكات تهريب سرية محدودة الإمكانيات.


أطفال الجزائر

بلا حُدود.. تمرُّد الأطفال في الجزائر يسبِق أوانه

لم يعد تمرّد الأطفال في الجزائر مجرّد سلوك عابر في سن المراهقة، بل أصبح "ظاهرة" مُقلقة تتغلغل في البيوت والمدارس، وتطرح أسئلة جادّة حول دور الأسرة والمجتمع، فهل فقدت مؤسسات التنشئة في الجزائر قبضتها على الجيل الجديد؟

باخرة غراندي نافي فيلوتشي
أخبار

خط بحري جديد للمسافرين بين بجاية وميناء فرنسي.. هل تنخفض الأسعار؟

دخل خط بحري جديد حيز الخدمة بين ميناء بجاية وميناء سات الفرنسي، بعد أن أشرفت الشركة الإيطالية "غراندي نافي فيلوتشي" على التدشين الرسمي له اليوم الاثنين، تزامنا مع وصول السفينة "إكسلنت" إلى ميناء بجاية وعلى متنها 257 مسافرا و181 مركبة.

السيدة
أخبار

6 أشخاص في قبضة العدالة بشبهة الاعتداء على السيدة المتهمة ظلما بالسحر

عرفت قضية سيدة العلمة المتهمة ظلمًا بممارسة السحر تطورات جديدة، حيث أعلن عن توقيف ستة أشخاص يُشتبه في تورطهم المباشر في حادثة الاعتداء التي تعرّضت لها، بعد تحليل محتوى الفيديوهات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي وثّقت لحظة محاصرة السيدة وتوجيه اتهامات علنية لها، من دون أي دليل مادي أو قانوني.


بوعلام صنصال (الصورة:فيسبوك)
أخبار

لجنة الدفاع عن بوعلام صنصال تنتقد "تقاعس" مؤسسات الاتحاد الأوروبي في الدفاع عنه

يُكمل الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، في 16 جوان الجاري، شهره السابع خلف القضبان في سجن القليعة، حيث أعلنت لجنة دعمه عن خطوة جديدة للضغط من أجل إطلاق سراحه.

حجز ذخيرة
مجتمع

تزايد لافت لاستعمال السلاح في تهريب المخدرات.. هل نتجّه لعسكرة الجريمة؟

تأتي العملية التي أعلنت عنها وزارة الدفاع بتوقيف ثلاثة أجانب مسلحين يوم الجمعة 13 حزيران/جوان الجاري في منطقة عين أمناس الحدودية مع ليبيا، في سياق تحول واضح في سلوك الجماعات الإجرامية التي باتت تلجأ لاستعمال العنف المسلح في تنفيذ عملياتها، بعد أن كانت تعتمد لسنوات على شبكات تهريب سرية محدودة الإمكانيات.

الأكثر قراءة

1
أخبار

نواب يخطرون المحكمة الدستورية حول تهميش دور المعارضة البرلمانية


2
راصد

دعوة نائب لإلغاء الفلسفة من التعليم تثير استهجانا واسعا.. ومعلقون: كيف يجهل أهمية أم العلوم؟


3
أخبار

جامعة سيدي بلعباس الأولى مغاربيا في تصنيف دولي مرموق.. هل هي ثمار الإنجليزية؟


4
أخبار

التهمت هكتارات من الأراضي الفلاحية.. كيف تُواجه الحكومة "الأحواش"؟


5
ثقافة وفنون

حوار| عبد القادر عفّاق: التّقمص غير المُغازِل عنصرٌ أساسي للخَلقِ في السينما