17-سبتمبر-2019

براهيم حجاج في دور علي لابوانت/ فيلم (معركة الجزائر)

يظهر رجل أربعيني في أحد الفيديوهات إلى جانب والدته المسنّة في منزل بسيط، ويدّعي بأنّه ابن الشهيد علي لابوانت (أحد رموز ثورة التحرير الوطني)، ويؤكّد المتحدّث أنّ اسم والده الحقيقي هو علي بن عيسى المدعو علي لابوانت، وأنّه لم يمت في ثورة التحرير، ولكنّه توفي بعد الاستقلال يوم 19 آب/أوت 1989.

يُضيف الرجل، الذي قدّم نفسه باسم فاروق بن عيسى، أنّ والده المدعو علي لابوانت، تعرّض للسجن بعد الاستقلال بسبب خلافات مع الرئيس الراحل هواري بومدين، بينما تستحضر والدته (زوجة علي لابوانت) تفاصيل أخرى من حياة الرجل وعلاقته بالشهيد العربي بن مهيدي، ورموز ثورة التحرير.

أثار هذا الظهور موجة جدل على مواقع التواصل الاجتماعي، والسبب أن فاروق بن عيسى الذي ادعى أنّه نجل علي لابوانت، استظهر عدّة صور ووثائق من الأرشيف الفرنسي، إضافة إلى عدّة مراسلات وجهّها إلى الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، ورئيس الحكومة الأسبق أحمد أويحيى.

صورة الشهيد عمار علي (علي لابوانت)

عملية تفحّص بسيطة على محرّكات البحث، تبين أن الشاب فاروق يتحدّث عن شخص آخر، وإن كان كلاهما يحمل لقب علي لابوانت؛ فالشهيد علي لابوانت واسمه الحقيقي عمّار علي، الشخصية التاريخية التي ظهرت في فيلم "معركة الجزائر"، ولد في 14 أيّار/ماي 1930 بمدينة مليانة، أمّا الثاني فاسمه علي بن عيسى وينحدر من مدينة قسنطينة.

صورة لـ علي لابوانت بعد استشهاده

تُظهر بعض صفحات الجرائد الفرنسية التي نشرت خبر استشهاد علي لابوانت أحد رموز ثورة التحرير، صورًا لجثّة علي لابوانت، وعمليات الحفر التي شارك فيها جنود فرنسيون بعدما تمّ قصف المنزل الذي كان يتحصّن به. وقد استشهد لابوانت إلى جانب كل من حسيبة بن بوعلي وعمر ياسف ومحمود بوحميدي، والقصّة أصبحت فيلمًا تاريخيًا نال عدّة جوائز، منها جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية 1966، وترشّح لثلاث جوائز أوسكار، كأحسن فيلم وأحسن إخراج وأحسن سيناريو.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مجزرة السين.. أرواح برسم النسيان

قدماء المحاربين.. خط أحمر في الجزائر