09-أكتوبر-2019

عبد الله جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية (تصوير: بلال بن سالم/Getty)

قال عبد الله جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية، المحسوب على التيّار الإسلامي، إنّ الوضع في الجزائر إذا استمرّ على ما هو عليه، قد يُفضي إلى صدام غير معروف العواقب،على عقلاء الأمّة العمل على تفاديه، على حد قوله.

عبد الله جاب الله: "المواقف إزاء الثورة السلمية مُتعارضة ومتضاربة بين جيلين متصادمين في الأفكار"

وذكر جاب الله، في منشور له على صفحته الرسمية في فيسبوك، أنّ المواقف إزاء الثورة السلمية مُتعارضة ومتضاربة بين جيلين متصادمين في الأفكار، ما يجعل الاتفاق على حلّ بعيد المنال.

اقرأ/ي أيضًا: ندوة المعارضة.. حلول في الوقت بدل الضائع

وأوضح بخصوص الموقف الأوّل، أن من يُمثّله هم معظم القيادات التنظيمية الكلاسيكية ذات الثقافة التنظيمية القديمة التي تؤمن بتحكم القيادات والمؤسّسات في الموقف من الأحداث الجارية، وتتمسّك بمنطق المصالح الحزبية والامتيازات التي حصلت عليها في نضالاتها السابقة، سواءً تعلق الأمر بالسلطة أم بالثروة.

يُوضّح جاب الله في تحليله، أن هذه الفئة تخشى على نفسها ومصالحها من المغامرة التي قد تكلّفها الكثير من التبعات، مضيفًا أن هذه الفئة أصبح لديها قابلية التعاطي مع الخيارات الرسمية، والانقياد وراء الوعود الفضفاضة تحت شعارات شتى؛ منها الحفاظ على المصلحة الوطنية والتقليل من الأضرار الاقتصادية التي تهدّد مصالح الشعب بشكل جدّي، "ومنها ضرورة إعطاء فرصة للنظام القائم الذي بحسبهم أكدت قياداته على صدقها وجديّتها في تنظيم انتخابات حرّة ونزيهة".

وهذا النوع، يضيف جاب الله، "لا يعترف بأن البلاد تعيش ثورة سلمية، وإنما يعتقد بأنها تعرف أزمة شغور منصب الرئاسة، لذا تبنى مسارًا حافظ به على استمرارية النظام واستقرار المؤسّسات، وقرّر اليوم الذهاب إلى انتخابات لا تتوفّر على شروط النزاهة".

أمّا النوع الثاني؛ فيمثله حسب جاب الله، جيل من الشباب الثائر على الوضع كله، فهو رافض للوضع كلّه، وغير واثق في الوعود التي تصدر من قيادات النظام مهما تنوعت، ومتطلع إلى التغيير الشامل في البنية القانونية والمؤسسية والسياسية التي حكمت البلاد أو شاركت في حكمها.

وهذا الجيل، في نظر المترشح السابق للرئاسيات، "متحرِّر من كل الضغوط وليس عنده ما يفقده، وقد تمكن من وسائط التواصل الاجتماعي فاطلع من خلالها على مجريات الحياة في العالم، وعرف مرارات الواقع الذي يعيشه وشعبه والمتسببين فيه، وحجم ما ألحقوه بهم من ظلم وفساد، فأضحت تلك الوسائط جزءًا من حياته، وجعلها أداته في ممارسة المعارضة الشرسة المتحرّرة من كلّ الضوابط لكل ما يرمز للنظام أو يذكر به".

لذلك، يبدو هذا الجيل، وفق رئيس جبهة العدالة والتنمية، "مُصمّما على الاستمرار في ثورته ومصممًا أيضًا، على تحقيق أهدافه في التغيير عبر هذه الوسائل البسيطة والمتاحة للجميع، بعيدًا عن المنظومة البشرية والفكرية والسلوكية القديمة".

وتوقّع جاب الله، بناء على ذلك، أن تفضي هذه الحالة في حال استمرارها إلى الصدام، مشيرًا إلى أنّ هذا "أمر خطير في نتائجه وفي مآلاته ولا بُدّ على عقلاء الأمّة من العمل على تفاديه".

أعلن عبد الله جاب الله موقفًا رافضًا للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة

وكان جاب الله الذي يعد من أبرز قيادات العمل الإسلامي في الجزائر منذ الثمانينات، أعلن موقفًا رافضًا للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكن مع التأكيد بأن حزبه ليس ضدّ تنظيم الانتخابات ولا يدعو إلى مقاطعتها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الجزائر..المعارضة تتخوف من انغلاق سياسي

فشل المعارضة في تحديد مرشّح توافقي يحرك الشارع الجزائري