25-سبتمبر-2024
عطاف مجلس الأمن

(الصورة: فيسبوك)

قال وزير الشؤون الخارجية، أحمد عطاف، اليوم الأربعاء، إنّ إقصاء دور مجلس الأمن باتت "أخطر أزمة يواجهها المنتظم الدولي".

وزير الخارجية: ضعف الهيئة الأممية شجَّع على استمرار حرب الإبادة الجماعية المفروضة على الفلسطينيين في قطاع غزة

وأوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية، في كلمة له بمناسبة جلسة لمجلس الأمن الدولي حول "الأزمة الحادة التي تطال العمل الدولي متعدد الأطراف"، بنيويورك، أنّ "أزمة تَحْييد وتغييب، بل وحتى إقصاءِ دور مجلس الأمن، تُعدّ، في تقديرنا، الأخطر والأشد في تاريخ منظمتنا الأممية، وذلك بالنظر لجسامة تجلياتها على مختلف المستويات وعلى أصعدة عدة".

ففي المقام الأول، وفق عطاف، "نُلاحظ بكل قلق تصاعد منطق "توازن القوى" وعودة النزعة الأحادية والفردية والانطِواء على الذات على حساب نهج تعددية الأطراف الذي تجسده وتكرسه منظمتُنا هذه التي بعث أصلاً لبناء وتنويع الترابطات بين أعضائها".

ليضيف: "نُشاهد بكل أسف تزايد وتفاقم وتراكم الأزمات والنزاعات والحروب بشكلٍ لم يسبق له مثيلٌ في التاريخ المعاصر للعلاقات الدولية، في ظل تراجع متنامي للتقيد بمنظومة القانون الدولية واحترامها بكل مراجعها وثوابتها وضوابطها".

كما سجّل المسؤول الجزائري "بكل حسرة شُحَّ وعُقْمَ المبادرات الدولية الرامية لحل هذه الأزمات والنزاعات والحروب في ظل الإضعاف اللافت لمنظمتنا الأممية في المشهد الدبلوماسي العالمي"، بحسب ما ورد في كلمته. 

ليكمل: "إن هذه المعطيات الثلاث تُعتبرُ مؤشراتٍ ساطعة على حالة التَصدُّع التي أصابت منظومة الأمن الجماعي وما يتربص بهذه المنظومة من أخطار التلاشي والاضمحلال والاندثار".

ليخلص إلى أنّ "مجلس الأمن صار اليوم يُسجل تتابع الأزمات وَتَراكُمَها كبنودٍ قارة ودائمة على جدول أعمالِه، دون أن يكون لهُ أي قرار حاسم، أو أي دور بارز، أو أي قول فصل في تحديد مَعالِمِ الحلول المنشودة وفرضِها كما يُخولُ له ذلك ميثاقُ الأمم المتحدة".

وبحسب الوزير عطاف فإنّ "ضعف الهيئة الأممية شجَّع على استمرار حرب الإبادة الجماعية المفروضة على الفلسطينيين في قطاع غزة، دون أن يلقى الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني أي وازع وأدنى رادع للكفِّ عن ممارساته الإجرامية وانتهاكاته اللاأخلاقية واللاإنسانية".

ولم يستثن ذلك "بقية الأزمات والصراعات التي تُرهق كاهلَ المجموعة الدولية وتُثْقل أجندةَ مجلسِنا هذا، وليس أقلُّها الحربُ المتواصلة في أوكرانيا بتداعياتها على جميع بقاع العالم، والحربُ المستعرة في السودان بحصيلتها التي تدمي القلوبَ قبل العيون، والأزمة المزمنة في ليبيا التي تجاوزت عامَها الثالثَ عَشَرْ، وما ابتلي به اليمن شر البلية من دمار وخراب وسفك الدماء على يد أبناء الوطن الواحد، وما يحدثُ في منطقة الساحل الصحراوي من تطورات واضطرابات تُغذي القلق ولا تبعثُ البتة على الارتياح، وكذا النزاعُ المستمر في آخر مستعمرة إفريقية في الصحراء الغربية"، بحسب كلمته.

وجدّد هنا عطاف دعوة الجزائر إلى "حشد الجهود ومُضاعفَتِها من أجل إعادة الاعتبار لدور مجلس الأمن بشكل خاص ولدور مُنظمتِنا الأممية بشكل عام".

وعلى رأس أولويات الجزائر، في كلمة عطاف، "متابعة تنفيذ قرارات مجلس الأمن ومحاسبة الأطراف التي يَثبتُ تَحَدِّيها لهذه القرارات وتجاهُلُها".

وفي ختام الكلمة، ذكّر، عطاف بـ "ملف إصلاح مجلس الأمن، عبر دمقرطة أساليبِ عملٍه وتوسيعِ العضوية فيه عبر تركيبةٍ أوسع تكونُ أكثر تمثيلاً للمجموعة الدولية في المرحلة الراهنة".