21-ديسمبر-2024
(الصورة: فيسبوك) 5 وجهات يفضلها الجزائريون

(الصورة: الترا جزائر) 5 وجهات يفضلها الجزائريون

لم يعد غريبًا أن تجد حديثًا بين جزائريين، يدور حول زيارة منتزه تامان ميني أو معابد برامبانان بإندونيسيا لقضاء عطلة نهاية السنة، أو ربّما حديقة الفراشات أو جزيرة لنكاوي بماليزيا، حيث أصبحت خيارتهم مفتوحة أكثر من ذي قبل أمام عروضٍ مغريةٍ تتاسبق وكالات السياحة والأسفار على طرحها بأسعار تنافسية.

ربما أصبح الجزائريون اليوم، وأمام عروض الوكلات السياحية، يعرفون جزيرة بيمبا بنزنجبار مثلما يعرفون جزيرة جربة في تونس

ربّما أصبح الجزائريون اليوم يعرفون جزيرة بيمبا بنزنجبار مثلما يعرفون جزيرة جربة في تونس، أو تمامًا مثل معرفتهم بشارع بورقيبة والمرسى والمدينة القديمة ونهج عبد الله قش؛ بل وتمتدّ معرفة كثير منهم ممن زاروا هذه المناطق، إلى أكلات هذه البلدان وأطباقهم وثقافاتهم وأهم الفنادق بها ودكاكين تصريف العملات وأهم المقتنيات التي يمكن جلبها من هناك بأثمان جيّدة.

أمام انفتاح الجزائريين على السفر والتجوال، و"بتواطؤ" تدعمه المنصات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، وانتشار المحتويات الخاصّة بالسفر والسياحة التي يقودها مجموعة من النشطاء على السوشيل ميديا، دخلت عدّة دول آسيوية وأفريقية أجندة الترحال لدى الجزائري، ولم تعد أوروبا وحدها على قائمة الدول التي يفضّل الجزائريون زيارتها في عطلة نهاية السنة.

مشكلة التأشيرة

في واقع الحال، يُمكن اعتبار مشكلة التأشيرة عاملًا مهمًا في خيارات الجزائريين للسفر، ولكن حتى صعوبة الحصول على "الفيزا" لم تعد عائقًا كبيرًا أمام بعض الوكالات التي توفّرها للمسافرين إلى دول أوروبية مثل إسبانيا وإيطاليا وفرنسا، حيث أدرجت وكالات سياحية كثيرة مهمة توفير التأشيرة لزبائنها ضمن قائمة الخدمات التي تقدمها في إطار نشاطاتها.

إلى هنا، تأتي الجارة الشرقية تونس، على رأس خيارات الجزائريين الذين يسعون إلى قضاء عطلة رأس السنة الجديدة، وفق تصريحات وكالات سياحية تواصلت معها "الترا جزائر" في سياق معرفة أفضل خمس وجهات سياحية يفضّلها الجزائريون.

تونس على رأس القائمة

ووفق هذه الوكلات السياحة، فقد تصدرت تونس قائمة طلبات الزبائن الراغبين في إتمام حجوزاتهم لهذه السنة، لتأتي بعد ذلك تركيا ودبي وماليزيا وإندونيسيا، ضمن قائمة أكثر الدول التي رغب الجزائريون في قضاء عطل بها، وبشكل أقلّ دول أخرى مثل الصين وتايلاند وزنجبار. 

تونس

إلى هنا، يقول رئيس نقابة الوكالات السياحية نذير بلحاج، في حديث إلى "الترا جزائر" إن أكثر الدول التي يقبل عليها الجزائريون، بالإضافة إلى تونس التي تأتي في المرتبة الأولى بلا منازع، تزداد الطلبات نحو مصر وتركيا ودبي وإندونيسيا وماليزيا.

ويضيف بلحاج، الذي يتولى تسيير وكالة "نوميديا"، أن الجزائرين لا يُقبلون على السياحة الخارجية فقط؛ بل تحظى السياحة الداخلية بحصة كبيرة هي الأخرى في عطلة نهاية السنة، ففي السنوات الأخيرة حسبه، أصبحت وكالته تولي أهميّة لرحلات إلى ولايات جنوبية مثل بسكرة وواد سوف، وتاغيت، ومنطقة الأهقار.

سياحة عكسية

ويُبرز محدّث "الترا جزائر"، أن هناك "سياحة عكسية" تعرفها البلاد في نهاية السنة، موضحًا أن نهاية السنة لم تعد تعرف حجز رحلات إلى خارج البلاد، ولكنهم يستقبلون طلبات من وفود أجنبية ترغب في زيارة الجزائر، مستشهدًا بطلبات تلقتها وكالته من اليابان والفليبين والصين وأميركا وفرنسا، ولكنها تبقى أعداد بسيطة وربما لا تتجاوز 250 طلبًا.

ويحرص بلحاج، على توجيه طلب بتوفير الفنادق والفضاءات الكافية لاستقبال عدد كبير من السياحة، لأن هذه الفترة من السنة تعرف إقبالًا من داخل وخارج البلاد، معتبرًا أن الهايكل السياحية تبقى غير كافية لاستقبال أعداد كبيرة، على حدّ تعبيره.

إندونيسيا

قد يختار الجزائريون شّد الرحال تونس بكثرة في عطلة نهاية السنة لعدة اعتبارات، تتعلق بعدم وجود تأشيرة وسهولة التنقل إليها برًا من عدة معابر مثل أم الطبول ولحدادة وبوشبكة وبئر العاتر، يضاف إلى كل هذا تكاليف الرحلة البسيطة مقارنة بقضاء فترة مماثلة في دول آسيوية وأوروبية، ولكن الأهمّ من كل هذا، هو توفّر المرافق السياحية وجودتها، والامتداد الثقافي لكلا البلدين مدعومًا بعنصر اللغة والمعرفة الجيّدة بالأمكنة والفضاءات دون مساعدة من الوكلات.

رغم كل هذه التحفيزات، يلجأ الجزائريون إلى الوكالات السياحية لاتمام حجوزاتهم بأسرع وقت ممكن في الفنادق التونسية، وفي وقت مبكر تُعلن هذه الوكلات عن إغلاق باب الحجز، لكثرة الطلبات التي يوليها الجزائريون المهتمون بزيارة الجارة الشرقية كل سنة.

وجهات الجزائريين

وفي اتصال مع وكالة "داشيكي للسياحة والأسفار"، التي يقع مقرّها بولاية سكيكدة شرق البلاد، أكّدت بدورها أن تونس تبقى الدولة الأكثر طلبًا لحجوزات الجزائريين، وأضافت المكلفة بالاتصال للوكالة في حديث إلى "الترا جزائر"، أن تركيا ودبي وقطر وأذريبيجان وحتى الصين، تبقى أبرز الدول التي يفضلها الجزائريون في عطلة نهاية السنة أو رأس السنة الميلادية.

ماليزيا

وفي عملية بحثٍ بسيطة عن الرحلات المنظمة من طرف الوكلات السياحية الجزائرية، والعروض التي تروّج لها في إطار قضاء عطلة رأس السنة، فقدت تتراوح رحلة تمتد من ثلاثة أيام إلى خمسة أيام إلى القاهرة وشرم الشيخ بمصر ما بين 23 و30 مليون سنتيم عبر الخطوط التركية.

وقد تترواح الرحلات إلى تركيا، في مثل هذا الوقت من السنة، ما بين 13 إلى 18 مليون، لرحلة تمتد حتى سبعة أيام، ويتوقف الأمر على عدد الغرف المحجوزة وسن الأطفال وغيرها من المعايير التي تدخل في تحديد الأسعار.

تركيا

أما الرحلات المنظمة إلى جنوب شرق آسيا، مثل ماليزيا وإندونيسيا، فتُكّلف هذه الرحلات ما بين 30 مليون وقد تصل إلى 45 مليون للشخص الواحد، وتنطلق الرحلات المنظمة إلى دبي ابتداءً من سعر 20 مليون تقريبًا للفرد الواحد، في حين تتراوح الرحلات المنظمة إلى قطر ما بين 17 و22 مليون سنتيم.

في غالب الأحوال، تكون الأسعار الموجهة للراغبين في السفر إلى تونس أو ليبيا في مثل هذا الوقت من السنة ما بين 18 ألف دينار إلى 35 ألف دينار

وفي غالب الأحوال، تكون الأسعار الموجّهة للراغبين في السفر إلى تونس أو ليبيا في مثل هذا الوقت من السنة، ما بين 18 ألف دينار إلى 35 ألف دينار وقد تصل إلى 6 ملايين سنتيم للفرد الواحد، حسب فترة البقاء ووسيلة النقل والفنادق المحجوزة.