عميد مسجد باريس يدعو البابا لعقد "لقاء أخوة بين المسلمين والمسيحيين"

اقترح شمس الدين حفيز، عميد مسجد باريس، على البابا فرانسيس عقد "لقاء من أجل الأخوة" بين المسلمين والمسيحيين، وذلك خلال لقائه به اليوم الاثنين في روما.

عميد مسجد باريس أن الأخوة بين المسلمين والمسيحيين في أوروبا أصبحت مهدّدة

وأوضح مسجد باريس في بيان لها، أن هذا اللقاء، الذي يمكن تنظيمه في باريس خلال العام 2025، سيكون تحت "الرعاية السامية" للبابا، بهدف تعزيز علاقات الصداقة بين أتباع الديانتين في أوروبا.

وفي رسالة سلّمها للبابا، أشار حفيز إلى أن الحدث يمكن أن يستلهم من شخصية القديس أوغسطين، التي تمثل جسرًا بين الشرق والغرب، كما يمكن أن يسير على نهج اللقاءات الدينية التي أطلقها البابا يوحنا بولس الثاني في أسيزي عام 1986 لتعزيز الحوار بين الأديان.

وشدّد على أن التاريخ الأوروبي يحمل دروسًا مهمة حول مخاطر التعصب والتطرف، داعيًا إلى ضرورة العمل المشترك للحفاظ على القيم الإنسانية التي تجمع بين مختلف الشعوب والأديان.

وفي السياق، أكد عميد مسجد باريس أن الأخوة بين المسلمين والمسيحيين في أوروبا أصبحت مهدّدة، بسبب مشاعر اللامبالاة المتزايدة والخوف من الآخر، فضلًا عن التصورات السلبية التي تربط الإسلام بالإرهاب والعنف.

وأضاف أن هذه الصورة المشوهة تغذي الخطابات العدائية ضد المسلمين وتؤدي إلى تفاقم مشاعر التهميش والاستبعاد بحقهم.

وشدّد حفيز على أن المسلمين في أوروبا يعملون كمواطنين فاعلين يسعون إلى بناء مستقبل يسوده السلام والتعايش، إلا أن المجتمعات التي احتضنتهم في الماضي أصبحت تشهد تصاعدًا في مشاعر القلق والخوف.

كما نوّه إلى أن البابا فرانسيس كان دائم التحذير من خطورة الانغلاق الهوياتي وخطابات الكراهية التي تهدد التماسك الاجتماعي، مؤكدًا أن مستقبل المجتمعات الأوروبية يكمن في تعزيز الوحدة والانسجام بين جميع مكوناتها.

ويأتي هذا المقترح، من قبل حفيز وهو من أبرز الشخصيات الدينية في فرنسا المقربة من الجزائر، في ظل تصاعد التحديات التي تواجه المجتمعات الأوروبية نتيجة انتشار التطرف بمختلف أشكاله.