17-فبراير-2020

الشرطة استعملت العنف لتفرقة الأساتذة المحتجين بالعاصمة (الصورة: الترا جزائر)

أفشلت مصالح الشرطة، اليوم الإثنين، "مسيرة الكرامة" التي دعا إليها أساتذة التعليم الابتدائي، بعد أن حاصرتهم بساحة الشهداء، في العاصمة، ومنعتهم من السير نحو قصر الحكومة، من أجل الضغط على الوزارة الوصية لتلبية مطالبهم العالقة منذ سنوات.

الحكومة طلبت من الأساتذة المحتجين تعيين عشرة ممثلين عنهم لمباشرة الحوار

احتشد منذ الساعة التاسعة لصباح الاثنين، معلمو الابتدائي القادمين من عديد ولايات الوطن، بساحة الشهداء، وسط العاصمة، تلبية لنداء التنسيفيّة الوطنية لأساتذة التعليم الابتدائي (قيد التأسيس)، رافعين شعارات تندّد بصمت وزارة التربية الوطنية اتجاه إضرابهم الذي تجاوزت مدته خمسة أشهرٍ كاملة، وكذا رفضًا لسياسة "سدّ الآذان" التي تنتهجها الجهات المعنية بتسوية ملفهم على مستوى الحكومة.

تحول تجمّع الأساتذة بساحة الشهداء بالعاصمة، إلى حملة اعتقالات مفتوحة من قبل عناصر الأمن، الذين رفضوا أيّ تحرّك للمعلمين باتجاه قصر الحكومة بشارع الدكتور سعدان، حيث استعمل رجال مكافحة الشغب العنف مع المتظاهرين، وحوّلوا عددًا من الأساتذة على المراكز الأمنية، وهو ما أثار غضبًا كبيرًا وسط المحتجين من المعلمين.

وفي السياق، تفاعل الأساتذة المشاركون في التجمّع مع حملة الاعتقالات، بإطلاق شعارات رافضة للاعتداء على المعلمين، وتدين طريقة تعامل الجهات العليا مع الوقفات الاحتجاجية، خاصة بالعاصمة، مردّدين عبارات "أستاذ ماشي سراق"، و"سلمية.. سلمية مطالبنا شرعية"، وكذا "صامدون صامدون.."

وقال عز الدين زيرق، منسق وطني لأساتذة التعليم الابتدائي، إن "مسيرة الكرامة التي خرج فيها اليوم المعلمون، جاءت للتذكير بمطالبنا المرفوعة منذ أكثر من خمسة أشهر"، داعيًا "الأساتذة إلى التصعيد ومواصلة الاضراب المحدد كل أثنين".

شدّد معلم الابتدائي عز الدين زيرق، في حديث لـ "الترا جزائر"، على أن التصعيد المقبل سيكون بمقاطعة امتحانات الفصل الثاني، مشيرًا إلى أن "كل هذا التأخّر في البرنامج الدراسي سيؤثر سلبًا على مردود التلاميذ، خاصّة منهم المقبلين على امتحانات السنكيام".

وناشد،  المعلم زيرق، "رئيس الجمهورية تبون، بضرورة التدخّل وانصافهم، بعد أن لاقت رسالة طلب مقابلتهم لوزير التربية محمد أوجعوط الرفض وعدم الردّ من الأخير".

واستنكر المعلمون في تجمّعهم بالعاصمة، "الممارسات التعسّفية والظالمة التي تمارسها عديد مديريات التربيّة في حقّ المعلمين المضربين"، مشيرين إلى أن زملاءً خُصمت رواتبهم وحُرموا من عديد المنح بسبب الاحتجاج، كما أن آخرين استلموا استدعاءات من العدالة عقب رفضهم التدريس، على حدّ قولهم.

وفي خضّم التجمهر، كشف أعضاء من التنسيقيّة، لـ "الترا جزائر"، أنهم تلقوا اتصالات من الحكومة، تطلب منهم تعيين عشرة ممثلين عن المعلّمين للتفاوض عن المطالب المرفوعة، وكذا فتح صفحة مع التنسيقية الوطنية وتحديد مواعيد للنقاش حول الانشغالات.

 

اقرأ/ي أيضًا:

إضراب مفتوح لأساتذة التعليم الابتدائي بداية من مارس القادم

التهديد بالفصل والطرد يقلّص من إضراب أساتذة الابتدائي