غرفة واحدة... "كنت أشاركها مع براهيمي".. ذاكرة اللاعب رياض محرز وقصة جيل

لحظة إنسانية عبّر من خلالها الدولي الجزائري رياض محرز، عن علاقته بالغُرفة التي قضى فيها أكثر من 11 عاماً، ضمن المنتخب الوطني لكرة القدم، توقّف عندها لاعب نادي الأهلي السعودي خلال التحاقه بمعسكر " الخضر" بسيدي موسى بالجزائر عاصمة استعدادًا لتصفيات كأس العالم 2026.

يستعيد محرز لحظات عاشها جنبًا إلى جنب مع زميله السابق ياسين براهيمي، في غرفةٍ جمعت أكثر من مجرد ألبسة رياضية

تصريح مؤثر للاعب رصيده من حب الجمهور الجزائري والعربي كبير، إذ قال محرز: "مرت 11 سنة في الغرفة نفسها. كنت أشاركها مع براهيمي، واليوم أصبحت وحدي."

في قلب مركز التحضيرات الوطني بسيدي موسى، وعلى بعد 11 عامًا من الذكريات التي صنعت تاريخًا من العطاء والتحدي، وقف قائد المنتخب الوطني أمام غرفته التي شهدت بداياته ومسيرته الطويلة مع "الخضر".

 عبّر رياض محرز (34 عاماً) في لحظة من الصمت والتأمل، عن مرور الزمن والتغيُّرات التي واكبت مسيرته: "كنت أشارك الغرفة مع ياسين براهيمي، واليوم أصبحت وحدي". 

وِفق الكثير من الرياضيين وخاصة في سياق كرة القدم، فإن مثل هذه الكلمات تحمِل في طياتها "قصة نُضوج، ومسؤولية جديدة"، خصوصا وأن تجمعات اللاعبين في إطار المنافسات تكون أشبه بالعائلة، كما تكشف الستار عن تحوّل كبير في حياة اللاعب والمنتخب معًا.

مِن لاعب صاعِد إلى قائد 

تترجم تصريحات الدولي الجزائري، على أنّ ذاكرته باتت اليوم في عام 2025 تسبقه بخطوات كثيرة:" الجُدران نفسها، الإضاءة كذلك، الحكايات والتعب والمجد. لكن شيئًا ما تغيّر هذه المرة. فتح الباب ببطء، ونظر إلى الأسرة والنافذة وتكلم بحزن وهو يتجول في دقيقتين فقط في ذكرات الـ 11 عاما الماضية. 

تُلخّص جملة محرز أكثر من عقد من الزمن قضاه بين تلك الجُدران التي شهدت كل تفاصيل الحلم الجزائري، من بدايته المتواضعة إلى بريق الكان في القاهرة، ثم الإحباط، ثم النهوض من جديد.

ليست إقامة مؤقتة.. بل حياة 

بعض الغرف التي يمر بها اللاعبون ليست مجرد جدران إسمنتية، ولم تكن مجرد إقامة مؤقتة، فهي البيت الثاني للاعبين، وفيها ربما شهد البعض الدموع والحسرة، وكتب فيها أيضا الانتصار، والأسرار. 

الشاب القادم من الدوري الإنجليزي، ثم الدوري السعودي، أصبح "القائد" محرز، أو كما يطلق عليه بـ" الكابيتانو".

أصبح يتقاسم الممر مع جيل جديد: لوكا زيدان، إبراهيم مازة، سمير شرقي… أسماء ربما لم تعش بعد حرارة غرف سيدي موسى، لكن ستكتب فصلها قريبًا.

ومع توالي التحاق اللاعبين بالمركز استعدادًا لمباراتي الصومال وأوغندا ضمن تصفيات مونديال 2026، بدت الغرفة وكأنها تختزل تحوّلات منتخب كامل، لا مجرد لاعب.

مثل محرز كثيرون، منهم من غادروا كتبية المحاربين، ومنهم من لازال، فهو وغيره لا يعبر عن الحزن بالقدر ما يعبر عن وعي بزمن اللحظات العابرة ولكنها باتت الذكريات الباقية في الذهن، أما ابراهيمي فهو أحد اللاعبين، 

"اليوم أصبحت وحدي"

عبارة لا تعبر عن وصف حالة، أو لمشهد عابر بل تلخيص لمسار كروي نضج على مضدد، ولمسؤولية أثقل من وقت مضى ولمرحلة يقف فيها محرز على بعد خطوات من كأس العالم 2026، وفي منتصف الماضي الذهبي والمستقبل الذي يقترب على تسجيل نقطة في سطور تاريخ الكرة المستديرة من بوابة " المونديال".. فهل يتحقق له ذلك؟